إنها مصر

> حين وطئت قدماي أرض مصر استحضرت تاريخا عظيما لمصر الكنانة، تاريخا مفعما بالمآثر الإنسانية وحضارة تمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة، استحضرتني سور من آيات التاريخ والجغرافيا.
لقد زرت مصر مرات ومرات ولم يخطر ببالي أن أكتب عنها، كنت أتردد عليها بين الحين والآخر، أتجول في شوارعها وأزقتها، وبين القاهرة والإسكندرية أجد نفسي من أهلها وسائحا عربيا يستهويه النظر إلى النيل وأصالته، وملامح أبو الهول تجرني إلى عمق التاريخ وتحلق إلى القادم متكئا بفخر إلى عظمة مصر.

جئت إليك يا مصر هذه المرة أحمل وجع وطني، أغسل جراحات آلمتني كثيرا مما أصاب مدينتي، أشكو إليك يا مصر عن الألم الذي ما برح أن يفارقني، عن وطن مزقته خيوط الظلام وخربته أيادي ومعاول الهدم، ليس لي مكان أشكو فيه وجعي غيرك يا مصر.
حين وطئت قدمي أرضك أحسست بحضنك الدافئ يلملم ضلوعي، يجمعني قطعة قطعة.. أنا القادم من عدن تفرقت أوصالي، جسدي لم يعد جسدي، ونيران الوغى تحرقني من رأسي إلى أخمص قدمي، وأهرب من ذاتي إلى ذاتي.

حين وطئت أقدامي أرض مصر كان الله عنوانا لقلبي.. منذ داحس والغبراء نرفع السيوف، ننجز الرقاب، نذبح أوردتنا من موطن القلب إلى مسكن الروح، نحن من ندعي أننا أرق قلوبا وألين أفئدة.
يا مصر حضنك الدافئ ملاذ أمن لنا، فلا تتركي وجعنا يحلق بين فضاءات عدمية، نحن من مزقنا لحمنا ببعضنا وطيرنا روائحنا إلى سموات بعيدة، كم نحن بحاجة إليك.. وستبقى مصر حضننا الدافئ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى