انتقالي سقطرى: الحديث عن احتلال إماراتي للجزيرة افتراء وأكاذيب من صنع الإخوان
> السقطريون يريدون وقف كل القوى لصراعاتها بالأرخبيل وتركهم وشأنهم الداخلي
نشرت وكالة "أنباء الجنوب" حواراً مطوّلاً مع السيد رأفت علي إبراهيم، رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أرخبيل سقطرى، تناول الأوضاع في الجزيرة وكيف ينظر سكانها إلى المستقبل السياسي لأرضهم، بالإضافة إلى حاجاتهم وإرثهم الثقافي والاجتماعي وتطلّعاتهم للتأثير في محيطهم الوطني والمجتمعي. تاليا تعيد "الأيام" نص الحوار:
يكثر الحديث عن تنافس إقليمي واستراتيجية على سقطرى.. أطراف تابعة لحكومة هادي ودول مثل قطر وتركيا يتهمون الإمارات بالسيطرة على الجزيرة، ولكن ما هي حقيقة الوضع على الأرض؟ وماذا يريد سكان الأرخبيل؟
يتحدث إعلام حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن، عن تواجد الإمارات في سقطرى وأنها تقوم بنهب ممتلكاتها وأحيانا يقولون إن الإماراتيين احتلوا الجزيرة، هذا كله عارٍ عن الصحة تماما.. العلاقة مع الإمارات ليست وليدة الصدفة، فعلاقة سقطرى بالإمارات علاقة أخوة منذ أكثر من 70 عاما حيث هاجر أبناء سقطرى إلى دول الخليج، ولكن لم يستقر حالهم في الإمارات إلا في عهد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي فتح لهم بلاده وإلى اليوم وصل عدد سكان سقطرى في دولة الإمارات ما يقارب 20 ألفا.
تواجد الإمارات في سقطري تزامن مع بداية عاصفة الحزم ضمن ترتيبات التحالف العربي، ووجدنا في تواجد الإمارات في الجزيرة تنمية مميزة في جميع مناحي الحياة.
في الصحة: تم بناء مستشفى خليفة وتكفلت مؤسسة خليفة بتمويل كل الأقسام وكذلك مرتبات الكادر الطبي وتم توفير طائرة تسير رحلتين كل أسبوع للحالات الصحية الطارئة للعلاج في الإمارات.
في التعليم: تم بناء مدرسة عطايا، صفوفها من الروضة إلى الثانوية، وتم ويتم الإنفاق على مرتبات 400 معلم متعاقد للمدارس في كل التخصصات.
الكهرباء: توفير محطة كهرباء تصل طاقتها إلى أكثر من 7 ميجا للعاصمة حديبو وأخرى للشريط الساحلي بطاقة 2 ميجا، وكذلك مولد لمديرية قلنسية بطاقة 4 ميجا، كما تم استبدال الشبكة الهوائية بشبكة أرضية متطورة، وإلى الآن للسنة الثالثة والكهرباء مجاناً لكل المواطنين ويتم حاليا تطوير الشبكة لتصل قدرتها إلى 18 ميجا.
المياه: حفر أكثر من مئة بئر ماء في المناطق الغربية مع تزويدها بما يلزم من طاقة شمسية لاستخراج الماء مع توفير خزانات المياه وإتمام تمديدات شبكة المياه إلى كل القرى.
صيانة شبكة مياه العاصمة حديبو وقلنسية مع دعم المضخات.
الطرقات: شق طرق في كل المناطق الشرقية والغربية.
اجتماعياً: تخصيص منحة مالية شهرية لكل المحتاجين ولأصحاب الحالات الصعبة، حيث تكفلت دولة الإمارات برعاية أصحاب الإعاقات والحالات الاجتماعية المتعسرة بالتنسيق مع مكتب الرعاية الاجتماعية لأكثر من 4000 حالة.
دعم القطاع السمكي: تم إنشاء مصنع استلام وفرز وتصنيف الأسماك وتوزيع أكثر من 100 قارب صيد مجانا للصيادين.
الرياضة: دعم الشباب وخاصة في رياضة كرة القدم، وعمل أكثر من 4 مسابقات في دوري كرة القدم في السنة وتدريب مدربين وحكام وتقديم دعم مالي لكل نادٍ بما يقارب مليون ريال شهريا.
الثقافة: ابتعاث فرق فنية إلى دولة الإمارات ودعمهم وتحمل تكاليف نقلهم ومعيشتهم وترتيب مشاركتهم في عدة مهرجانات في دولة الإمارات.
هل يشعر المواطنون في الجزيرة بالارتياح من شكل القوى المسيطرة سياسياً وعسكرياً اليوم في أراضيهم؟ هل يشعرون أنهم ممثلون فعلياً من الناحية السياسية؟ وكيف ينظرون إلى تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي؟ وكيف ساعدتهم؟
ما يريده أبناء سقطرى هو أن تتوقف كل القوى المتصارعة وأن يتركوا أبناء سقطرى وشأنهم الداخلي ويعالجوا مشاكلهم الداخلية بكل هدوء.
سقطرى الأرض والإنسان تعشق السلام والأمان والمحبة وتنبذ الفرقة والعنصرية والمناطقية التي جلبتها الأحزاب اليمنية، ويشعر أبناء سقطرى بارتياح عميق وذلك بعد خروج المحافظ وجماعة الإصلاح من إدارة شؤون أرخبيل سقطرى.
لقد خرج أبناء سقطرى كلهم في 21 مظاهرة ووقفة احتجاجية استمرت بعضها لمدة أسبوع كامل وكانت تلك الجموع الآتية من مختلف مناطق سقطرى وكل فئاته الاجتماعية وكذا القطاع النسوي يطالبون الرئيس عبدربه منصور هادي بإقالة المحافظ رمزي محروس من إدارة المحافظة، ولكن للأسف كان جناح الإخوان المسلمين ممثلا بحزب الإصلاح المتمثل بعلي محسن الأحمر اليد الخفية في إدارة أرخبيل سقطرى يرفض الاستجابة لمطالب الجماهير.
تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي في أرخبيل سقطرى تجربة رائدة وناجحة وتحظى بتأييد شعبي بدءاً بالمراكز الانتخابية وعددها 18 مركز، وكل مركز كان يؤيد الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية، وبعدها قرر الشعب في سقطرى إدارة المحافظة بنفسه.
بعد السيطرة على المحافظة تم إعلان العفو العام لمن غرر بهم واستحسن الناس هذا القرار وزاد من رصيد المجلس الانتقالي في المحافظة.
ماذا ستحدّثنا عن الخطط طويلة وقصيرة المدى لمعالج الأوضاع الإنسانية في جزيرة سقطرى؟ هل من حلول وخطة لمشكلات التعليم والصحة والبنى التحتية وخاصة الجانب الخدمي؟
طموحاتنا كثيرة وكبيرة للنهوض بكل القطاعات الاقتصادية والخدمية وتحسين معيشة الشعب وتبذل جهدا في حدود الإمكانات المتاحة، ومن الخطط القصيرة التي يتم معالجتها من قبل الإدارة الحالية للمحافظة وخاصة في القطاعات الخدماتية هي:
الصحة: تكفلت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية بإنشاء مستشفى خليفة بن زايد وتم تجهيزه بكل الخدمات والكوادر الطبية وآخرها تزويده بأجهزة أشعة مقطعية.
كما عملت المملكة العربية السعودية على إنشاء مستشفى ميداني بالجهة الغربية من العاصمة حديبو ويشمل كل الأقسام والكوادر الطبية بما فيها نقل المرضى إلى المملكة لغرض استكمال العلاج للحالات المستعصية.
تكفلت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية بملف النظافة لكل من مديرتي حديبو وقلنسية.
في المستقبل نسعى إلى:
ــ تطوير السياحة المحلية والعربية والدولية وتوفير المنافسة لكل الوكالات السياحية الدولية والمحلية.
– تطوير مطار سقطرى عبر الجهات الداعمة وجعله أيضا محطة يخدم الترانزيت المحلية والدولية.
– تطوير الميناء وتوسعته حتى يمكنه من استقبال السفن العملاقة وفتح قسم خاص بالسياحة البحرية.
نطمح في المستقبل القريب إلى إنشاء جامعة سقطرى لتستوعب كل التخصصات بما فيها الجانب البيئي والبحري وتحدها مناسبة لمناشدة منظمة اليونيسكو والتحالف العربي والدول الداعمة إلى تبني دعم وإنشاء جامعة لأرخبيل سقطرى.
أرخبيل سقطرى يحتاج إلى الاهتمام بالجانب البيئي والموروث الثقافي لأبناء الأرخبيل، وبهذا سوف يفتح المجال السياحي أمام الزوار والخبراء والعلماء لتقييم هذا التنوع الحيوي مع السعي لعمل دراسة حقيقة لفهم الموروث الغني، فسقطرى لها لغة وثقافة تختلف عن محيطها العربي.
ما أبرز ما يميّز الموروث الثقافي والجانب الطبيعي لسقطرى؟ إذا أردت أن تشرح ذلك للمتابع الأجنبي الذي لا يعرف المنطقة.
ما يميز المجتمع السقطري هو أصالة العادات والتقاليد وكرم الضيافة.
المجتمع السقطري محافظ على لغته عاداته سواء في الجانب البحري أو البري، فهناك عادات غير مكتوبة تشكل قوانين متعارف عليها بين السكان خاصة بالصياد، مثلا متى يصطاد وما نوعية السمك ونوع شباك الاصطياد والمكان والزمان للاصطياد.
وهناك نظام عرفي أيضا للرعي، فهناك قوانين للراعي ترشد الراعي إلى كيفية الرعي على مدى فصول السنة ومنها منع قطع الأشجار إلا بعد أن تجتمع القبيلة فيتم قطع أي شجرة بحسب الحاجة، وهذه القوانين لها آلاف السنوات، ونحرص في المحافظة على مكانة سقطري كمحمية طبيعية وندعو إلى المزيد من الاهتمام بها من قبل منظمات الأمم المتحدة المختلفة.
هناك أطماع تركية في الجزيرة نظراً لقربها من قواعد تسيطر عليها تركيا في مناطق مجاورة. كيف ينظر سكان الجزيرة إلى هذه الأطماع؟ وما مدى خطورتها؟
أبناء سقطرى مع محيطهم العربي ومع الثقافة العربية، حيث إن كل قبائل سقطرى من شبه الجزيرة العربية، وهم جزء أصيل من الخليج العربي ينتمون إلى الجنوب العربي وسيادته الوطنية من المهرة حتى باب المندب.
نلاحظ اشتداد الحملة الإعلامي التي تشنها أجهزة إعلام قطر وتركيا ضد الإدارة المحلية لجزيرة سقطري وسوق الأكاذيب، ذلك لأنه ليس هناك أي قبول يذكر لقطر في سقطرى لم تكن هناك أي علاقة سابقة تربط قطر بالجزيرة لا من قريب ولا من بعيد، حتى إبان السلطنة العفرارية كان السلطان يحذر من التعليم في المدارس القطرية، ولكن كان يتم السماح للطلاب من أبناء سقطرى التعليم في عدن وحضرموت والمملكة العربية السعودية والكويت وعمان.
أما علاقة أبناء سقطرى بالتواجد التركي فهو معدوم تماما ولا يعرف المجتمع السقطري عن تركيا إلا في وسائل الإعلام، بل البعض لا يعلم لو قلت له هل تركيا دولة عربية أم أجنبية؟ لا يعرف شيئا عن تركيا لا الاسم ولا الدولة ولن يستطع أن يجيب عدى قلة قليلة من الطبقة المتعلمة.
بعد تولي جماعة حزب الإصلاح مقاليد السلطة في الأرخبيل في السنوات الأخيرة، تم ابتعاث مجموعة من أبناء سقطرى يتبعون جماعة الإخوان المسلمين لغرض الدارسة في تركيا.
وفي الختام: سقطرى عربية وجنوبية الهوى والهوية مسلمة العقيدة والانتماء، شعبها خلق بالفطرة على السلم والأمان والمحبة، يؤمن بالآخر ويكرمه على اختلاف ديانته وطبقته الاجتماعية، ولا يفرق إذا حل بداره الضيف أيا كان، فالسقطري يقدم لضيفه أفضل ما يملكه من طعام أو شراب يعرفه بالحفاوة ولا يتدخل بشؤون الآخرين، شعبنا مضيافا.
الثقافة السقطرية تتميز بعادات وتقاليد خاصة، حافظ عليها سكان الأرخبيل منذ آلاف السنين وتحترم العرف وتؤمن به، السقطريون يكفلون بعضهم بعض بحب وإخلاص كما يحترمون القانون ويلتزمون به.
السقطري يحب الجزيرة موطنه ولا يستطيع أن يتغرب أو يبتعد عنها كثيرا ولا يسمح أن تطأها أي أقدام للغزاة والطامعين أو تغريبها أو فصلها عن جسد الأرض الجنوبية ومسارها الوطني والتاريخي.
نشرت وكالة "أنباء الجنوب" حواراً مطوّلاً مع السيد رأفت علي إبراهيم، رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أرخبيل سقطرى، تناول الأوضاع في الجزيرة وكيف ينظر سكانها إلى المستقبل السياسي لأرضهم، بالإضافة إلى حاجاتهم وإرثهم الثقافي والاجتماعي وتطلّعاتهم للتأثير في محيطهم الوطني والمجتمعي. تاليا تعيد "الأيام" نص الحوار:
يكثر الحديث عن تنافس إقليمي واستراتيجية على سقطرى.. أطراف تابعة لحكومة هادي ودول مثل قطر وتركيا يتهمون الإمارات بالسيطرة على الجزيرة، ولكن ما هي حقيقة الوضع على الأرض؟ وماذا يريد سكان الأرخبيل؟
يتحدث إعلام حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن، عن تواجد الإمارات في سقطرى وأنها تقوم بنهب ممتلكاتها وأحيانا يقولون إن الإماراتيين احتلوا الجزيرة، هذا كله عارٍ عن الصحة تماما.. العلاقة مع الإمارات ليست وليدة الصدفة، فعلاقة سقطرى بالإمارات علاقة أخوة منذ أكثر من 70 عاما حيث هاجر أبناء سقطرى إلى دول الخليج، ولكن لم يستقر حالهم في الإمارات إلا في عهد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي فتح لهم بلاده وإلى اليوم وصل عدد سكان سقطرى في دولة الإمارات ما يقارب 20 ألفا.
تواجد الإمارات في سقطري تزامن مع بداية عاصفة الحزم ضمن ترتيبات التحالف العربي، ووجدنا في تواجد الإمارات في الجزيرة تنمية مميزة في جميع مناحي الحياة.
في الصحة: تم بناء مستشفى خليفة وتكفلت مؤسسة خليفة بتمويل كل الأقسام وكذلك مرتبات الكادر الطبي وتم توفير طائرة تسير رحلتين كل أسبوع للحالات الصحية الطارئة للعلاج في الإمارات.
في التعليم: تم بناء مدرسة عطايا، صفوفها من الروضة إلى الثانوية، وتم ويتم الإنفاق على مرتبات 400 معلم متعاقد للمدارس في كل التخصصات.
الكهرباء: توفير محطة كهرباء تصل طاقتها إلى أكثر من 7 ميجا للعاصمة حديبو وأخرى للشريط الساحلي بطاقة 2 ميجا، وكذلك مولد لمديرية قلنسية بطاقة 4 ميجا، كما تم استبدال الشبكة الهوائية بشبكة أرضية متطورة، وإلى الآن للسنة الثالثة والكهرباء مجاناً لكل المواطنين ويتم حاليا تطوير الشبكة لتصل قدرتها إلى 18 ميجا.
المياه: حفر أكثر من مئة بئر ماء في المناطق الغربية مع تزويدها بما يلزم من طاقة شمسية لاستخراج الماء مع توفير خزانات المياه وإتمام تمديدات شبكة المياه إلى كل القرى.
صيانة شبكة مياه العاصمة حديبو وقلنسية مع دعم المضخات.
الطرقات: شق طرق في كل المناطق الشرقية والغربية.
اجتماعياً: تخصيص منحة مالية شهرية لكل المحتاجين ولأصحاب الحالات الصعبة، حيث تكفلت دولة الإمارات برعاية أصحاب الإعاقات والحالات الاجتماعية المتعسرة بالتنسيق مع مكتب الرعاية الاجتماعية لأكثر من 4000 حالة.
دعم القطاع السمكي: تم إنشاء مصنع استلام وفرز وتصنيف الأسماك وتوزيع أكثر من 100 قارب صيد مجانا للصيادين.
الرياضة: دعم الشباب وخاصة في رياضة كرة القدم، وعمل أكثر من 4 مسابقات في دوري كرة القدم في السنة وتدريب مدربين وحكام وتقديم دعم مالي لكل نادٍ بما يقارب مليون ريال شهريا.
الثقافة: ابتعاث فرق فنية إلى دولة الإمارات ودعمهم وتحمل تكاليف نقلهم ومعيشتهم وترتيب مشاركتهم في عدة مهرجانات في دولة الإمارات.
هل يشعر المواطنون في الجزيرة بالارتياح من شكل القوى المسيطرة سياسياً وعسكرياً اليوم في أراضيهم؟ هل يشعرون أنهم ممثلون فعلياً من الناحية السياسية؟ وكيف ينظرون إلى تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي؟ وكيف ساعدتهم؟
ما يريده أبناء سقطرى هو أن تتوقف كل القوى المتصارعة وأن يتركوا أبناء سقطرى وشأنهم الداخلي ويعالجوا مشاكلهم الداخلية بكل هدوء.
سقطرى الأرض والإنسان تعشق السلام والأمان والمحبة وتنبذ الفرقة والعنصرية والمناطقية التي جلبتها الأحزاب اليمنية، ويشعر أبناء سقطرى بارتياح عميق وذلك بعد خروج المحافظ وجماعة الإصلاح من إدارة شؤون أرخبيل سقطرى.
لقد خرج أبناء سقطرى كلهم في 21 مظاهرة ووقفة احتجاجية استمرت بعضها لمدة أسبوع كامل وكانت تلك الجموع الآتية من مختلف مناطق سقطرى وكل فئاته الاجتماعية وكذا القطاع النسوي يطالبون الرئيس عبدربه منصور هادي بإقالة المحافظ رمزي محروس من إدارة المحافظة، ولكن للأسف كان جناح الإخوان المسلمين ممثلا بحزب الإصلاح المتمثل بعلي محسن الأحمر اليد الخفية في إدارة أرخبيل سقطرى يرفض الاستجابة لمطالب الجماهير.
تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي في أرخبيل سقطرى تجربة رائدة وناجحة وتحظى بتأييد شعبي بدءاً بالمراكز الانتخابية وعددها 18 مركز، وكل مركز كان يؤيد الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية، وبعدها قرر الشعب في سقطرى إدارة المحافظة بنفسه.
بعد السيطرة على المحافظة تم إعلان العفو العام لمن غرر بهم واستحسن الناس هذا القرار وزاد من رصيد المجلس الانتقالي في المحافظة.
ماذا ستحدّثنا عن الخطط طويلة وقصيرة المدى لمعالج الأوضاع الإنسانية في جزيرة سقطرى؟ هل من حلول وخطة لمشكلات التعليم والصحة والبنى التحتية وخاصة الجانب الخدمي؟
طموحاتنا كثيرة وكبيرة للنهوض بكل القطاعات الاقتصادية والخدمية وتحسين معيشة الشعب وتبذل جهدا في حدود الإمكانات المتاحة، ومن الخطط القصيرة التي يتم معالجتها من قبل الإدارة الحالية للمحافظة وخاصة في القطاعات الخدماتية هي:
الصحة: تكفلت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية بإنشاء مستشفى خليفة بن زايد وتم تجهيزه بكل الخدمات والكوادر الطبية وآخرها تزويده بأجهزة أشعة مقطعية.
كما عملت المملكة العربية السعودية على إنشاء مستشفى ميداني بالجهة الغربية من العاصمة حديبو ويشمل كل الأقسام والكوادر الطبية بما فيها نقل المرضى إلى المملكة لغرض استكمال العلاج للحالات المستعصية.
تكفلت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية بملف النظافة لكل من مديرتي حديبو وقلنسية.
في المستقبل نسعى إلى:
ــ تطوير السياحة المحلية والعربية والدولية وتوفير المنافسة لكل الوكالات السياحية الدولية والمحلية.
– تطوير مطار سقطرى عبر الجهات الداعمة وجعله أيضا محطة يخدم الترانزيت المحلية والدولية.
– تطوير الميناء وتوسعته حتى يمكنه من استقبال السفن العملاقة وفتح قسم خاص بالسياحة البحرية.
نطمح في المستقبل القريب إلى إنشاء جامعة سقطرى لتستوعب كل التخصصات بما فيها الجانب البيئي والبحري وتحدها مناسبة لمناشدة منظمة اليونيسكو والتحالف العربي والدول الداعمة إلى تبني دعم وإنشاء جامعة لأرخبيل سقطرى.
أرخبيل سقطرى يحتاج إلى الاهتمام بالجانب البيئي والموروث الثقافي لأبناء الأرخبيل، وبهذا سوف يفتح المجال السياحي أمام الزوار والخبراء والعلماء لتقييم هذا التنوع الحيوي مع السعي لعمل دراسة حقيقة لفهم الموروث الغني، فسقطرى لها لغة وثقافة تختلف عن محيطها العربي.
ما أبرز ما يميّز الموروث الثقافي والجانب الطبيعي لسقطرى؟ إذا أردت أن تشرح ذلك للمتابع الأجنبي الذي لا يعرف المنطقة.
ما يميز المجتمع السقطري هو أصالة العادات والتقاليد وكرم الضيافة.
المجتمع السقطري محافظ على لغته عاداته سواء في الجانب البحري أو البري، فهناك عادات غير مكتوبة تشكل قوانين متعارف عليها بين السكان خاصة بالصياد، مثلا متى يصطاد وما نوعية السمك ونوع شباك الاصطياد والمكان والزمان للاصطياد.
وهناك نظام عرفي أيضا للرعي، فهناك قوانين للراعي ترشد الراعي إلى كيفية الرعي على مدى فصول السنة ومنها منع قطع الأشجار إلا بعد أن تجتمع القبيلة فيتم قطع أي شجرة بحسب الحاجة، وهذه القوانين لها آلاف السنوات، ونحرص في المحافظة على مكانة سقطري كمحمية طبيعية وندعو إلى المزيد من الاهتمام بها من قبل منظمات الأمم المتحدة المختلفة.
هناك أطماع تركية في الجزيرة نظراً لقربها من قواعد تسيطر عليها تركيا في مناطق مجاورة. كيف ينظر سكان الجزيرة إلى هذه الأطماع؟ وما مدى خطورتها؟
أبناء سقطرى مع محيطهم العربي ومع الثقافة العربية، حيث إن كل قبائل سقطرى من شبه الجزيرة العربية، وهم جزء أصيل من الخليج العربي ينتمون إلى الجنوب العربي وسيادته الوطنية من المهرة حتى باب المندب.
نلاحظ اشتداد الحملة الإعلامي التي تشنها أجهزة إعلام قطر وتركيا ضد الإدارة المحلية لجزيرة سقطري وسوق الأكاذيب، ذلك لأنه ليس هناك أي قبول يذكر لقطر في سقطرى لم تكن هناك أي علاقة سابقة تربط قطر بالجزيرة لا من قريب ولا من بعيد، حتى إبان السلطنة العفرارية كان السلطان يحذر من التعليم في المدارس القطرية، ولكن كان يتم السماح للطلاب من أبناء سقطرى التعليم في عدن وحضرموت والمملكة العربية السعودية والكويت وعمان.
أما علاقة أبناء سقطرى بالتواجد التركي فهو معدوم تماما ولا يعرف المجتمع السقطري عن تركيا إلا في وسائل الإعلام، بل البعض لا يعلم لو قلت له هل تركيا دولة عربية أم أجنبية؟ لا يعرف شيئا عن تركيا لا الاسم ولا الدولة ولن يستطع أن يجيب عدى قلة قليلة من الطبقة المتعلمة.
بعد تولي جماعة حزب الإصلاح مقاليد السلطة في الأرخبيل في السنوات الأخيرة، تم ابتعاث مجموعة من أبناء سقطرى يتبعون جماعة الإخوان المسلمين لغرض الدارسة في تركيا.
وفي الختام: سقطرى عربية وجنوبية الهوى والهوية مسلمة العقيدة والانتماء، شعبها خلق بالفطرة على السلم والأمان والمحبة، يؤمن بالآخر ويكرمه على اختلاف ديانته وطبقته الاجتماعية، ولا يفرق إذا حل بداره الضيف أيا كان، فالسقطري يقدم لضيفه أفضل ما يملكه من طعام أو شراب يعرفه بالحفاوة ولا يتدخل بشؤون الآخرين، شعبنا مضيافا.
الثقافة السقطرية تتميز بعادات وتقاليد خاصة، حافظ عليها سكان الأرخبيل منذ آلاف السنين وتحترم العرف وتؤمن به، السقطريون يكفلون بعضهم بعض بحب وإخلاص كما يحترمون القانون ويلتزمون به.
السقطري يحب الجزيرة موطنه ولا يستطيع أن يتغرب أو يبتعد عنها كثيرا ولا يسمح أن تطأها أي أقدام للغزاة والطامعين أو تغريبها أو فصلها عن جسد الأرض الجنوبية ومسارها الوطني والتاريخي.
