بعد اقتراح صيني بعقد حوار للتهدئة في المنطقة.. خليجيون يكشفون "النية الحقيقة" لبكين

> بالتزامن مع اقتراح الصين إنشاء منصة حوار متعددة الأطراف في الخليج، شكك خليجيون في قدرة بكين، على اللعب كوسيط في منطقتهم التي تشهد توترا بين إيران ودول خليجية بسبب استمرار الحرب في اليمن، وزيادة النفوذ الإيراني في العراق، وأنشطة إيران في مياه الخليج.

ويرى محللون سياسيون خليجيون أن الصين تتقمص دور "المصلح"، حتى تضع قدما لها في المنطقة، مؤكدين أن بكين ليست وسيطا موثوقا به لحل الخلافات بين دول المنطقة.
ودعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في تينغشونغ، إلى إنشاء "منصة حوار متعدد الأطراف" لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط.

والشرط المسبق الوحيد الذي وضعه وانغ يي، هو الدفاع عن الاتفاق النووي الإيراني الدولي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.
المحلل السياسي البحريني إبراهيم النهام، يقول لموقع "الحرة"، إن "الصين دولة تحمل نوايا سيئة، وتبحث فقط عن مصلحتها في المنطقة والحصول على موطئ قدم فيها".

وأضاف: "هذه المبادرة سلبية وتمنح شرعية للنظام الإيراني ...، أعتقد أن مسألة تطبيق هذه الفكرة مستحيلة، خصوصا وأن الإعلان عنها جاء على هامش اجتماع وزير الخارجية الصيني مع نظيره الإيراني، وهذا سبب يكفي لإثبات سوء النية".
وأشار النهام إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تملك دولة موثوق بها تاريخيا في الوساطات الدولية، مردفا: "سلطنة عمان أحق بهذا الدور من الصين".

ونقل بيان لوزارة الخارجية الصينية نشر مساء السبت عن وانغ يي قوله "في مواجهة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف في مجال الأمن، تقترح الصين إنشاء منصة لحوار متعدد الأطراف وإقليمي".
وأوضح أن "جميع الأطراف المعنية يمكن أن تشارك بمساواة من أجل تحسين التفاهم المتبادل من خلال الحوار ومناقشة الوسائل السياسية والدبلوماسية لحل المشاكل الأمنية".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر هذا الاتفاق غير كافٍ لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية وكبح سلوك طهران المتهمة "بزعزعة" الاستقرار في الشرق الأوسط. وقد انسحب من الاتفاق وأعاد فرض كل العقوبات الأميركية التي رفعت في 2015.
في المقابل، يؤكد المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي لموقع "الحرة"، أن بكين تحاول مغازلة النظام الإيراني بهذا المقترح.

وأضاف: "من الواضح أن الصين ترغب بتسريع الاتفاقية الاستراتيجية مع إيران بعد هذا التصريح ... وهذه نقطة تحتسب ضد بكين بوقوفها مع النظام الإيراني، رغم العلاقات التي تملكها مع دول مجلس التعاون الخليجي".
وأشار آل عاتي إلى أن الصين "عليها إدراك أن النظام في طهران في حالة مواجهة مع العالم أجمع، وأن مصلحتها الوقوف بجانب الدول العربية في الخليج وبقية الكتل العظمى".

وتابع: "من الممكن أن تقوم الصين بدور حيوي في مناطقها القريبة، لكن في منطقة ذات نفوذ متعدد، من الصعب على بكين القيام بهذا الدور، خاصة في ظل تعنت النظام الإيراني ورفضه لكل المبادرات التي تحقق السلام في المنطقة".
وأوضح أن "بكين لا تستطيع الضغط على طهران لتنفيذ خطوات إيجابية"، في ظل نظام يقوم على التوسع وانتهاك حرمة الدول الأخرى من خلال دعم أذرعه "الإرهابية" في المنطقة.​

الحُرة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى