أكتوبر الأسى يتكرر

> اليوم نحتفل بالذكرى 57 لثورة أكتوبر التي قتلناها مباشرة بعد الاستقلال.
قد يظن البعض للوهلة الأولى (سهولة استحضار ذكريات النفحات الأولى الأكتوبرية لذلك التاريخ) أن عمق التكوين لثورة أكتوبر قد جعل منها رباطاً روحياً وأساساً قيمياً حرص على غرسه رجال آمنوا بها بعمق بالغ على نفس امتداد الوطن ووطنية أبنائه.

لم تكن ثورة أكتوبر نمطية على نطاق تقليدي للثورة والحرية في منزلة الحياة للإنسان، لكنها وأدت في شبابها، وقتلت لحظة الاستقلال.
كانت الثورة جسراً امتد منذ منتصف الخمسينات حتى اندلاعها في 14 أكتوبر 1963.

لقد أسقط حائط الثورة حين تسلمنا استقلال وأقصينا نصفنا، أقصينا بعض رجالات الثورة، قتلنا بعضهم، شردنا الآخرين.
كان العنوان الأول لمقتل الثورة الأكتوبرية: أكتوبر شارك الجميع فيها من الوريد إلى الوريد، لكن تم القضاء على الوريد، وتوقف الوريد الآخر عن النبض.

في حكايات الذكرى عن أكتوبر نحزن لحظة الفرح، ونتألم حين نتذكر ماذا عملنا بعدها.
إنه انعكاس النصر على صفيح ساخن بالألم.

أتذكر لمعة عين لذلك المناضل الذي وجد نفسه خلف القضبان لحظة الاستقلال، ولم يكن من المستعمر غير أنه صفق ملء يديه معجباً بما صنعته أيديهم.
اليوم يتكرر نفس الأسى والمأساة يتكرر نفس المشهد، لكني مازلت أؤمن أن أكتوبر ثورة لا غير ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى