القفز على اتفاق الرياض

> تفعيل جريفيثس لنشاطه ولقائه بالرئيس هادي ووزير خارجيته في الرياض، والإعلان عن أنه قد أدخل تعديلات على الإعلان المشترك بين حكومة هادي والحوثي بعد أن تعثر الوصول إلى توافق على النسخة الأصلية، وشبه التجميد غير المعلن لاتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي بعد ما تسرب أن أسماء التشكيلة الوزارية قد وضعها معين المكلف بتشكيل الحكومة على طاولة هادي قبل سفره إلى الكويت، وأن هادي قد وضع شروطا تعجيزية جديدة ربما بهدف كسب الوقت لصالح الإعلان المشترك المعدل وضياعه (الوقت) على تنفيذ اتفاق الرياض.

لأن الوقت ربما لم يعد كافيا للمضي وفق اتفاق الرياض، وصولا إلى العملية السياسية الذي يكون الانتقالي مشاركا فيها في إطار وفد الحكومة اليمنية وفق اتفاق الرياض، وأن الحكومة اليمنية تريد الذهاب إلى العملية السياسية دون المرور بمرحلة تنفيذ اتفاق الرياض ومن خلال الإعلان المشترك الذي ربما لا يلزمها أن يكون وفد الانتقالي في إطار وفدها، وإغلاق الباب إلى العملية السياسية أمام الجنوبيين الذي كان قد ضمنه لهم اتفاق الرياض.

لكن السؤال المهم هو هل الأفضل للجنوبيين الذهاب إلى العملية السياسية من خلال اتفاق الرياض كما جاء في الاتفاق، أم أن الأفضل لهم العمل للوصول إلى العملية السياسية وبشكل مستقل من خلال الإعلان المشترك؟ وهل سيتمكنون من تحقيق هذا الوصول، أم أن الحكومة اليمنية وبالاتفاق مع الحوثي ستحجب عنهم هذا الحضور وهذه المشاركة؟ والأهم هل ستصنع الحلول النهائية لمشاكل المنطقة في العملية السياسية المرتقبة، أم أنه يتم فيها إخراج الوصفة الدولية فقط التي قد يكون جريفيثس يحملها للمنطقة؟

إن تبعات هذا الطريق سيحمل أوزاره ليرمي بها على القضية الجنوبية كقضية وطن وهوية وطنية، قضية أرض وإنسان وسيادة مستباحة ودولة تم تدميرها، لأن الخلاف على السلطة بين حكومة هادي والحوثيين سيحل من خلال إعادة تقاسم السلطة والثروة، لهذا فإن الطريق المتاح للجنوبيين هو السيطرة على أرضهم والدفاع عنها واتخاذ إجراءات تفرض على الجميع التفاوض معهم على خيار الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 90م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى