فنان العرب يحلم بمعرض خاص للوحاته المهملة

> > تقرير/ سالم حيدرة صالح:

> دكتوراه فخرية والدرع الدولي لفن البروتريه..
> إن تذوق الفنون لاستحسانها يحتاج إلى فهم مكنونها ورسالتها وهو ما لا ينطبق على الفنون المرئية خاصة التشكيلية منها إذ ينبهر المتذوق بجمالية اللوحة المليئة بالألوان والوجه والأشكال الهندسية فيما هي تعبر عن جرح نازف في روح الفنان صوره بلوحة، وما تثيره اللوحات الفنية من شعور لدينا سواء جيدا أو سيئا هو نجاح لفنان في تحفيز المشاعر من خلال المشاهدة، "الأيام" التقت بأحد الفنانين التشكيليين الذين من سوء حظهم أن وجدوا أنفسهم في بلاد لا تقدر الفن ولا تكترث لأمر الفنانين، وهو قطرة من سيل المبدعين المغمورين وفنهم بين ركام الحرب حين ولعنة الفقر أحيانا كثيرة.

مشاركات خارجية وإهمال محلي
محمد محسن شيخ المحضار من أبناء محافظة أبين حاصل على بكلاريوس في الفنون الجميلة من كلية الآداب بجامعة عدن، ويشغل منصب رئيس قسم المبدعين في الإدارة العامة لمكتب التربية والتعليم بأبين أو رئيس قسم المنسيين إن أردنا المصداقية، فالمحضار الذي شرف محافظته والجنوب عامة لم يجد حتى يداً تصفق له على ما حقق من تفوق في مجاله الإبداعي وكأنما يعيش بين ناس لا يفقهون.

مشاركات الفنان التشكيلي المحضار بكثرتها تنم عن شغف لا يهدأ وأمل لا ينقطع أن يجد عينا تقدر صنعه وفنه، "شاركت في العديد من العارض الداخلية والخارجية، منها معرض الفنانين العرب في 3 دورات متتالية ومعارض للملتقي الوطني للمبدعين الفائزين بجوائز رئيس الجمهورية للشباب ومعرض ملتقى الفنانين العرب وملتقى الفنانين العام بصنعاء ومهرجان صنعاء عاصمة الثقافة العربية ضمن قافلة أبين الثقافية ومعرض الحفاظ على البيئة بأبين والمعرض الأول للخيل العربي وعدة معارض للفنانين التشكيليين الشباب لثمان سنوات متتالية، وحزت على شهائد وجوائز على جميع مشاركاتي، كما شاركت في ورش عمل لفن الجداريات والرسم على الزجاج بمعهد جميل غانم للفنون بعدن والجرافيك بذمار وفعالية البيت الألماني بصنعاء التي كانت بعنوان "رحلة الأصوات الحائطية، إضافة إلى عدة مشاركات خارجية في معارض بموسكو وألمانيا ومهرجان الثقافة العربية ومعرض الجرافيك بالأردن". ومن الجوائز التي حصل عليها أيضا خلال مسيرته الفنية، جائزة الدرع الدولي لفن البورتريه بمصر وجائزة التميز لأحسن لوحة في ملتقى الفنانين التشكيليين الشباب بصنعاء والمركز الثاني في مسابقة الكليات للفن التشكيلي جامعة عدن إضافة إلى جائزة رئيس الجمهورية للشباب في ذات المجال.

الفن لا يموت
لم تزد تلك المشاركات إلا الإصرار في نفس الفنان المحضار والإهمال في تعامل الجهات المعنية بالفن في بلادنا، ولولا أن حبه للفن ولد معه لمات كمدا وقهرا ، " بداياتي في هذا المجال كانت في المرحلة الابتدائية كنت كأي طفل أحب الرسم وارسم خطوطا صغيرة بسيطة لفتت انتباه أسرتي للموهبة التي لدي، أما في المدرسة فكان الفضل لأستاذي الفنان والإعلامي فيصل عبيد والأستاذ العراقي نوري فقد شاركت في عدة معارض خلال مرحلتي الإعدادية والثانوية".
وعن الدعم الذي تلقاه من محيطه أشار إلى أن الداعم المادي الوحيد له هو صديقه رجال الأعمال خالد علي الوالي الذي كان يدعمه معنويا أيضا، "أما صديقي الفنان التشكيلي والأكاديمي سعد بكر فهو من ساعدني على صقل موهبتي بشكل احترافي ".

رب ضارة نافعة
"تفشي فايروس كورونا المستجد في معظم دول العالم وبسبب الإجراءات الاحترازية نُظمت العديد من المعرض الاحترافية الإلكترونية عبر الإنترنت شاركت في خمسة منها، وكان لها الفضل في حصولي على جائزة ( فنان العرب) في مسابقة الفن التشكيلي التي ينظمها الاتحاد العالمي للفنانين التشكيليين العرب ومنحي الدكتوراه الفخرية من الأكاديمية الدولية للفنون والإعلام بمصر".

سر الفن التشكيلي
قال المحضار أن لوحاته تحاكي الواقع وتخاطب العقول، مؤكدا أنه يعمل على تبسيط المواضيع التي يتناولها في لوحاته قدر المستطاع ويبتعد عن التعقيد ليفهمها العامة.
ويستوحي الفنان معاني تلك اللوحات من الواقع في اليمن،" لطالما كان الإنسان اليمني ملهمي، عبرت عن معاناته وواقعه المرير وتناولت ما مر به من أزمات وحروب ولم أغفل التراث الذي شكل حلقة تتوسط كافة الفنون".
وأضاف :"للقضية الفلسطينية نصيب لا يستهان به من أعمالي التشكيلية والكاريكاتورية، مشاركاتي في معرض "غزة تقاوم" و "لا تطبيع مع إسرائيل" والمعرض الدولي بالعراق خير شاهد، كما أن لي لوحات استوحيتها من الخيال وبعضها كانت وليدة لحظة انفعالية للفنان الذي بداخلي".

هنا حدود الفن
الافتقار للإمكانات المعينة على تفجير الإبداع تضع حدودا تضيق من أفق الفن الذي ولد حرا، "واجهت الكثير من الصعوبات خلال مراحل مسيرتي الفنية، وكان من الصعب على شخص عصامي بدأ من الصفر أن يطرق بابا بحثا عن المساعدة لكني طوال تلك الفترة كنت انتظر التفاته من أي جهة مسؤولة وهو ما لم يحدث"

وأبدى رغبته الشديدة في إقامة معرض خاص به، وقال "مشاركاتي في معارض مشتركة في جاليزي بالتواهي ومعارض مشتركة لفن الكاريكاتير وفي أسبوع الطالب الجامعي بجامعة عدن تزيد من رغبتي في أن يكون لي معرضي الخاص، فلكل فنان بصمته وأسلوبه الذي يميزه من خلال خطوطه وألوانه الخاصة والمدرسة التشكيلية التي يعبر عنها، لوحاتي عبرت عن مدارس فنية عديدة حيث رسمت التجريبي والواقعي والجداريات والكاريكاتير وتناولت فن الكولاج في عدد منها".

العالمية حلم
أكد محمد محسن أنه منذ بدايته يقوم بإنتاج لوحاته من ماله الخاص، "اشتري الألوان واللوحات من البراويز من قوت أولادي لإنتاج أعمال فنية تعبر عما في داخلي من مشاعر، وهنا لا يسعني إلا أن أشكر زوجتي التي ساندتني لأعبر عن موهبتي وتحملت الكثير في سبيل ذلك".
عن ما يختلج نفسه من طموح قال: "لي طموح كثيرة، أريد أن أكمل دراستي الأكاديمية في مجال الفن التشكيلي في الخارج وأن أصل إلى العالمية من خلال فني".
وتابع "هناك مشاريع أتمنى أن أنفذها في أبين منها تجميع فناني المحافظة المغمورين تحت مظلة واحدة لتفعيل حركة الفن التشكيلي، وتنفيذ مشروع جداريات في المحافظة لتجميعها وجعلها لوحة نابضة بالحياة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى