لاعب الخفة «محمد تيكا» يصر على الاستمرار مراهنا على وعي المجتمع

> التقاه/ فهد قائد غالب:

> يجذب لاعبو الخفة أنظار الأطفال والكبار الذين يتحقق لديهم نفس مستوى الإثارة والانبهار بالحركات السريعة المتقنة التي قد تتطور لتصبح خطرة بالنسبة للاعب الخفة وذلك في سبيل إمتاع المشاهد وخلق دهشة تعظم بعظمة وخطورة الخدعة ومدى إتقان اللاعب، لم يكن في حسبان الشاب محمد تيكا الذي لمس إعجاب الناس في عدن بالفن الجديد عليهم أنه سيعرض حياته للخطر حرفيا ليس بفعل ألعابه وخدعه بل بسبب جهل البعض ممن رموه بالشعوذة وسحر أعين الناس، "الأيام" التقت محمد عبدالكريم الشهير بمحمد تيكا لتنقل لقرائها تفاصيل العجب على المسرح وخفايا شخصية لاعب الخفة الذي تجرأ وأعاد هذا النوع من الفنون بعد أن اختفى منذ سنوات.

متى بدأت ممارسة ألعاب الخفة؟
كانت بدايتي كبداية أي طفل يحب أن يكتسب العديد من المهارات ويكتشف أي شيء جديد ومسلٍ، كنت أشاهد في التلفاز خدعا وعروض سينما من محترفين وأعجب بها حقا وفي بداية عام 2000 أخذني والدي لعروض السيرك الذي أقيم في عدن في الشيخ عثمان، كان عبارة عن سيرك لفرقة روسية فيها بهلوان وايكروبات وخدع بصرية جميلة ومسلية، كانت انطلاقة لي وحافز فأحببت هذه الحرفة.

هذا يعني أنها كانت هواية منذ الصغر؟!
كانت شغف وهواية، وبدأت بالتعلم وأنا ابن العاشرة من عمري، اكتسبتها عن حب وليس عن دراسة، بدأت بعمل أشياء بسيطة ومسلية مثل خدع النقود والكرة والكأس الصغير، وبعدها تطورت فيها بشكل مبسط فكنت أعمل خدع لأصدقائي في المدرسة والمعهد واستمتع عندما أشاهد ردة فعلهم الاندهاشية، بعهدها استمريت بهذا الشيء، لأنه يزرع البسمة بقلوب الناس وتعمقت بعد ذلك بهذه الحرفة.

أين تعلمت الخدع البصرية؟!
اكتسبتها بشكل ذاتي فهي في الأول والأخير موهبة تحتاج إلى جهد و تدريب وتطوير وإصرار وتفكير وحل للألغاز، وأكثر سر الخدع فيزيائياً وغالباً كيميائياً، كنت ولا زلت من محبي الفيزياء وبعض الخدع تتطلب مني حل معادلة كيميائياً لكي استخدم عناصر خاصة بالخدعة وصنع لوحة فنية مدهشة للغاية، كما أشاهد برامج المواهب وأحاول اكتشاف سر هذه الخدع، يستغرق الأمر مني وقت وجهد طويل لكي أعرف سر الخدع، ثم أبدا بتطبيقها على أرض الواقع وصناعة أدواتها الخاصة بنفسي، أحياناً يستغرق مني لعمل حركة واحد وإتقانها عدة أشهر، لأنها في النهاية هي خدع بصرية وتعتمد على الدقة والفكرة والتدريب. وحالياً أقوم بشراء أدواتي الخاصة من أمريكا والصين عبر موقع أمازون وبأسعار باهظة جدا.

الكل يعلم بقصة تهديدك من إمام المسجد وتحريضه على قتلك كيف سارت الأمور وهل زال التهديد؟
هذا الموضوع أرهقني جدا وكان قضية رأي عام انقسم الناس بين معارضين وبين مؤيدين من رواد المسجد أتباع الإمام المحرض والبعض اعتقد منهم أني أقوم بالسحر فعلا، بينما البعض من المثقفين والواعين يعي ويفهم أن هذا ما هو إلا ألعاب خفة لا أكثر ولا أقل. الإمام تسرع وأفتى بهدر دمي دون أن يعلم ما حقيقة الأمر، جلست ووضحت له ولغيره الموضوع وفعلت ما بوسعي وقدمت لهم التوضيح ولهم حرية الاقتناع أو الرفض.

ما هو رأيك في مثل هذه الفتاوى؟!
للأسف كان تسرع وجهل بنفس الوقت، ديننا الحنيف دين المحبة والسلام والجمال بعيداً عن هذا الاتهام، أساساً لي أكثر من عشر سنوات أمارس هذه العروض وأقدم الحفلات ولم يعترض علي أحد، لأن الكل يعي ويعرف ولا أبالغ إن قلت إن العالم كله يعرف أنها خدع مسلية ولا يدخل فيها أي نوع من أنواع السحر والشعوذة، وهناك آراء كثيرة من العلماء من أهل السنة والجماعة أباحوا هذه الحرفة لأنها تدخل من باب التسلية وزرع البهجة في قلوب المشاهدين، منهم الإمام الشافعي رضي الله عنه والإمام الرازي وأبو حيان الأندلسي ودار الأزهر الشريف، لكن هؤلاء المتدينون بعيدون عن الدين وعن تعاليم الدين والسلف الصالح وديننا هو الحب والإنسانية وهم لا يرون من الدين سوى القتل والتحريض، "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" كما قال عليه الصلاة والسلام فالدين بريء منهم ومن معتقداتهم.

من وجهة نظرك هل ترى أن الجمهور مؤيد لفتوى الشيخ؟!
بالعكس كان معارضا وبقوة واستنكارهم هو الذي جعل الناس تعي وتفهم أن هناك شيء اسمه خفة ومهارة، ومن هنا أقدم لهم التحية الحارة وأبلغهم حبي وكل امتناني، وأشكر كل من تضامن معي ودافع عني واستنكر الفتوى الظالمة، وهناك شيء أحب أن أوضحه أنني لست وحدي ألعب ألعاب خفة في عدن هناك الكثير قد لا يكونون معروفين إعلاميا لكنهم متواجدين في كل المحافظات، فهناك الكثير من الشباب الموهوبين والمبدعين بهذا المجال، وما نقوم به ليس شيئا خارقا أو تعجيزيا، توجد الكثير من البرامج التلفزيونية واليوتيوبية تشرح هذه الألعاب بالتفصيل الممل ويمكن لأي شخص أن يتعلمها فقط تحتاج لمهارة وسرعة وخفة يد، الجمهور هو الداعم الأول لي وهو الدافع والحافز لي بالاستمرار.

هل هناك فرق بين ألعاب الخفة والسحر؟
لا يوجد أي رابط بين السحر وألعاب الخفة، ألعاب الخفة هي خدع بصرية وفيزيائية تعتمد على خفة اليد والمهارة والسرعة والأدوات المصممة لعمل الخدعة وهناك حلقات كثيرة في اليوتيوب تكشف حقيقة الخدع المدهشة والمثار حولها الجدل ما يظن الناس أنها سحر وهي في الحقيقة خفة وخدع بصرية لا أكثر، في العروض العالمية أيضا كلهم يعتمدون على الخدع البصرية لا يوجد سحر بالموضوع إطلاقا لأن السحر يستخدم فيه طقوس معينة وطلاسم ولا يستخدم أي أدوات ولا معدات والساحر لا يعمل أبدا بالعلن ولا يظهر أبدا في الإعلام بل هم أناس يعملون في الخفاء ومجهولون.

هل الجمهور يعي الفروق بين السحر وألعاب الخفة؟
في بداية الأمر كان هذا الشيء متعب بعض الشيء أن أوضح قبل أي عرض أعمله أن هذا فقط خدع ليس أكثر بإمكان أي أحد ممارس لها أن يتعلمها ولا علاقة لها بالسحر، بالفترة الأخيرة فعلاً الكل أصبح يعي أن ما أقدمه هو فعلا مهارات فنية وخفة يد تحتاج إلى ذكاء ومهارة.
هذا دليل على وعي مجتمعنا لأن العلم تطور وأصبح هذا الشي معتاد في كل دول العالم. و تضامن الناس معي إثر حادثة التحريض هو أكبر دليل على وعي الناس هناك نهضة علمية كبيرة في مجتمعنا وإن لم يكن هناك تعليم، لكن العقول أصبحت واعية وتتقبل أي جديد في العصر التكنولوجي الذي نحن متأخرون عنه أصلا.

هل سيستمر محمد تيكا بعد التهديدات التي تعرض لها؟
بسبب حبي للجهور وحب الجمهور لهذه العروض سأستمر بإذن الله ولا يمكن أن نتوقف بسبب أصحاب العقول المعقدة الشاذة والمتشددة أنا لا أعمل أي شيء خطأ أو مخالف للشرع كل ما أقوم به إسعاد الناس لا أكثر وهي مهارة وخدع بصرية فقط.

هل تطمح بأن تكون لاعب خفه عالمي في المستقبل؟!
من منا لا يطمح لهذا الشيء!!؟ ،هذا حلم كل شاب سواء كان فنان أو لاعب كرة قدم الكل عنده هذا الطموح، ونقول إن شاء الله، لكن هذا الطموح يحتاج إلى مثابرة وجهد ووقت فراغ وجو وبيئة ملائمة ومناسبة لهذا الهدف، وضعنا مختلف عن وضع أي بلاد أخرى، كل أهدافنا وأحلامنا بهذه الحياة هي كيف نعيش بسلام وأمان بعيدا عن كل هذه النزاعات والحروب والدمار، شغلنا الشاغل هو أن نعيش عيشة كريمة فحسب، همنا الوحيد ينصب في توفير البترول لمولد الكهرباء أو بطاريات الشحن أو طاقة شمسية، غايتنا توفير الماء والكهرباء والأمور الخدمية فقط ، والمسئوليات والواجبات والانشغالات الأسرية عائق للوصول للعالمية في هذه البلد، وبحكم أنني المسؤول الوحيد عن أمي وأخواتي وولية العهد حبيبة قلبي لين أسال الله أن يحفظها وينبتها نباتاً حسناً وأمها الحبيبة لكن بإذن الله لا زال الأمل موجودا بالله، أطمح أن أشارك ببرامج المواهب ( Arabs Got Talent) وإن شاء الله يتحسن حالنا وحال بلادنا للأفضل.

هل واجهت مشكلات وانتقادات أخرى !؟
أبدا الكل يشجعني ويعرف أنها مهارات وألعاب خفة ترتكز على الإبداع والفن وهذا حقيقة دافعي الكبير في الاستمرار. ما حدث كان سوء فهم والحمد لله انتهت المشكلة.

هل الأسرة داعمة لك في هذا المجال؟!
أكيد وأمي هي المصدر الأساسي والأول والداعم المعنوي والتحفيزي لي وهي الجيش الذي أقاتل به معتركات الحياة، لدرجة أنه بكل البروفات التي أقوم فيها استعدادا لأي حفل، أولاً أعرضها على أسرتي وأمي وأخواتي وزوجتي، كلجنة تقييم، يساعدونني لتفادي الأخطاء وإتمام العرض بأسلوب راقٍ وجميل.

ماذا يمثل الجمهور لمحمد تيكا وما هو انطباعه بما يقوم به محمد تيكا؟
الجمهور هو سبب حبي وشغفي لألعاب الخفة وإسعادهم هو هدفي الأول واندهاشهم وحماسهم وحبهم لي هو سر استمراري للعطاء، وأصبح الجمهور يرى ألعاب الخفة أنها ممتعة ونوع من الإثارة ويخلق أجواء الأكشن والحماس في الحفلات ويعتبره ورقة ناجحة لخلق أجواء ممتعة في حفل أو فعالية.

ما أهمية ألعاب الخفة بالنسبة لك؟!
لا أسعى من لعب الخفة جني المال فحسب بل زرع البسمة والبهجة بقلوب الناس و هذا هدفي السامي، فأنا أخفف بحفلاتي عن الناس همومهم أزيل الأوجاع بالإبداع والإمتاع، أقدم عروض لحفلات التخرج والفعاليات في عدن وكثير من المحافظات، ومبادرات دار الأيتام وأمراض السرطان فالهدف إنساني وكل منا يستطيع خدمة المجتمع بأسلوبه وطريقته الخاصة، أخلق أجواء جميلة ومسلية بتقديم عروض هادفه لنشر السلام والمحبة والمزج بين الاندهاش والمتعة، وكل ما أقوم به فقط لإمتاع الغير، وليس هذا عملي الخاص إنما هي فقط ممارسة لهوايتي المفضلة، فعملي الأساسي هو قطاع خاص أعمل مدرب موسيقى وأنشطة فنية في مدارس الجودة الدولية.

سررت بعمل المقابلة معك وكان الحوار شيق، ماهي الرسالة التي توجهها للناس؟
وأنا سررت أكثر بهذا الحوار الممتع أما بخصوص رسالتي الأخيرة أوجه الشكر لكل من ساندني بأزمتي الأخيرة وكل من كان خط دفاع وكل من تعاطف معي، وأقول للجمهور والمعجبين إننا سوف نستمر ولن نلتفت أو نستمع للأصوات المحطمة. وفي الأخير نسأل المولى عز وجل أن ينعم على بلادنا بالأمن والأمان والسعادة والرخاء لكل هذا الوطن الحزين وأن يغير حالنا إلى أفضل حال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى