وفاة عميد أسرة العبادل بلحج الأمير علي بن أحمد

> الحوطة «الأيام» خاص

> أعلن أمس الأول في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وفاة الشخصية الوطنية والعسكرية وعميد أسرة العبادل في سلطنة لحج، الأمير علي بن أحمد مهدي العبدلي، إثر مرض عضال ألم به.

والفقيد الأمير العبدلي الذي فقدته لحج والجنوب عموما، يعد أحد الشخصيات العسكرية والأمنية والسياسية، وأحد أركان سلطنة لحج العبدلية، الذي كان له دور كبير في التطور الذي شهدته مختلف مناحي الحياة في تلك الفترة.

وقد نعته إحدى قريباته، الأميرة مريم العبدلي، بالقول: "إنه رمز كبير وقامة عبدلية أصيلة، يشار إليها بالبنان، لا يعرف الحقد أو الضغينة ولا الكراهية، برغم ما لحقه من ظلم وقهر واستهداف طوال حياته، حيث ظلت لحج ومحروستها الحوطة مسكونة ومتربعة بقلبه ووجدانه حتى في غربته".

وقال الباحث والكاتب محسن كرد: "الفقيد الأمير علي بن أحمد العبدلي يعد قائدا عسكريا له دور كبير في تطوير الأجهزة الأمنية والعسكرية بالسلطنة العبدلية إبان حكم عمه السلطان فضل بن علي العبدلي آخر سلاطين لحج"، موضحا أن الفقيد من مواليد مدينة الحوطة بلحج عام 1933م، تلقى تعليمه بمدارس لحج وعدن وواصل دراسته بالمجال العسكري بإحدى الكليات العسكرية في بريطانيا، وكان من الشباب المجتهدين والمثابرين في الدراسة، واسع الاطلاع والمعرفة، ومن المثقفين ورجال السياسة المشهورين في مدن ومناطق الجنوب العربي".

وأضاف الباحث قائلا: "وبعد تسلم عمه السلطان فضل بن علي العبدلي السلطة عُهد إليه مهمة تنظيم الجهاز الأمني والعسكري، وذلك لما كان يتمتع به من ذكاء ودهاء وبصيرة وقدرات وإمكانات كبيرة، وكان يحظى بثقة عمه السلطان فضل، وكذلك ثقة الأمراء ورؤساء قبائل ومشايخ وأعيان سلطنة لحج العبدلية"، وتابع: "وفي فترة وجيزة استطاع الفقيد الأمير تنظيم العمل الأمني والعسكري بمدن ومناطق السلطنة العبدلية آنذاك، وأن يفرض الأمن والأمان والاستقرار وهيبة السلطنة ويحافظ على حقوق وممتلكات المواطنين".

القائد الراحل علي بن أحمد العبدلي شغل الكثير من المناصب الأمنية في سلطنة لحج، ومن أبرزها قائد الشرطة وقائد للجيش وقائد للحرس الثاني اللحجي والحرس القبلي، كما يعد من القيادات العسكرية في وزارة الدفاع بحكومة اتحاد الجنوب العربي، وكذلك قائد الحرس الوطني في حكومة الاتحاد.

تعرض الأمير الراحل علي بن أحمد العبدلي لعدة محاولات لاغتياله، وأشهرها الكمين الذي تعرض له في شهر رمضان (عام 1965م)، أثناء توجهه من عدن إلى لحج بمعية ابنه الأمير حسن بن علي والشاعر عبده عبدالكريم، رحمه الله، ورغم إصابته في تلك الحادثة، إلا إنه ظل يلاحق من أطلقوا عليه النار، فتمكن من إصابة أحدهم، بينما فر البقية، وإثر الحادث تم نقل القائد المصاب علي بن أحمد العبدلي إلى مستشفى الملكة إليزابيث بعدن لتلقي الإسعافات اللازمة، وبعدها توجه إلى بريطانيا لمواصلة واستكمال العلاج.

عقب سقوط عاصمة لحج الحوطة بيد ثوار لجبهة القومية في 13 أغسطس 67م، خرج القائد علي بن أحمد العبدلي مع عائلته من الحوطة مجبرا ومنفياً إلى المملكة العربية السعودية ليحل ضيفا عليها واستقر مع عائلته بمدينة جدة، وكان آخر قائد وأمير عسكري من الأسرة العبدلية يغادر مدينة الحوطة في العام 67م وبخروجه انتهت حقبة حكم العبادل للحج.

وفي سياق تناوله لسيرة حياة القائد الأمير الراحل العبدلي، قال الباحث محسن كرد: "بعد قيام دولة الجنوب عام 67م، ظل القائد الأمير يأمل بالعودة إلى مسقط رأسه حوطة لحج، فعمل مع بعض نظرائه أمراء عدد من سلطنات الجنوب على تشكيل تجمع أطلقوا عليه اسم (قوة السلام الجنوبية)، وتم اختياره نائبا لقائد الأمير حيدره الهبيلي"، لافتا إلى أن الأمير علي بن أحمد وعقب حرب صيف عام 94م عاد إلى الجنوب للمشاركة في الدفاع عنه، غير أنه وبعد أن تم اجتياح وغزو أرض الجنوب عاد إلى منفاه بمدينة جدة السعودية.

وأضاف الباحث كرد: "لقد كانت للأمير العبدلي بصمات إيجابية واضحة في عملية النهوض بالسلطنة العبدلية وتحسين الخدمات فيها، وكان مؤسس مشروع خصم (السنت) من المزارعين على محصول القطن، حيث حرص على تثبيته والعمل به، وتسخير المردود لدعم مختلف مشاريع السلطنة العبدلية وخاصة بمجال التعليم والصحة.

تجدر الإشارة إلى أن القطعة النقدية (السنت) هي أصغر جزء من عملة شرق أفريقيا (الشلن) التي كانت متداولة في سلطنة لحج وجميع مدن ومناطق الجنوب العربي، (100 سنت تساوي شلنا واحدا).

وبرحيل الشخصية الوطنية والعسكرية وعميد أسرة العبادل في سلطنة لحج، الأمير علي بن أحمد مهدي العبدلي، تتقدم أسرة تحرير "الأيام" بخالص التعازي وأصدق المواساة إلى أفراد أسرته وأقاربه جميعا، بهذا المصاب الجلل، سائلين الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة، إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى