فيروسات (كلونا)!

> عزيزي المحافظ أحمد لملس، لا لوم عليك ولا عتب إن شيبت وعادك شباب، فالمهمة الملقاة على عاتقك تنوء الجبال من حملها.

* بالتأكيد لا أحد يتمنى أن يكون مكانك في ظل ملعب سياسي يموج بلاعبين يلعبون كفرق متناحرة، لا أحد يرى في عدن الغلبانة سوى بطن لا تشبع ونفس لا تقنع.

* كان الله في عونك يا عزيزي، فأنت الآن وجها لوجه مع دبابير وحنشان وحيتان فساد لها أول وليس لها آخر.

* كان الله في عونك، لأن الطريق أمامك مفروش بالأشواك والمسامير والمطبات المفتعلة مع سبق الإصرار والترصد.

* كان الله في عونك، لأن حجم التحديات التي تنتظرك تحتاج إلى جسارة أسد وذكاء ثعلب وبعد نظر زرقاء اليمامة، وما أصعب أن تبدأ مشوارك بقراءة خريطة محافظة يفصلها كل سياسي مارق على مقاس حذائه!

* كان الله في عونك، لأن الوضع المتردي بقدرة (غادر)، يحتاج إلى كفاح مرير متحرر من العباءة السياسية، وضع مفتعل يدمي القلوب يحتاج إلى مناضل وطني صارم من طراز (جيفارا)، وهو طراز انقرض في ظل حروب غامضة عدوها أكثر غموضا من الحروب نفسها.

* عزيزي أحمد لملس، عليك وقد قبلت التحدي بثقة تحسد عليها أن تتحول إلى (طرزان) تقفز هناك وهناك، وتتكاثر في المواقع والمرافق التي تخنق المواطن بحرب الخدمات.

* وعليك أيضا أن تتحول إلى (سوبر مان) تطير من مؤسسة إلى أخرى بسرعة جن سليمان، في ظل ملفات ساخنة هي في الأساس قنابل موقوتة يصعب احتواؤها بجبر الخواطر وفلسفة (اللي فات مات)، أو نزع فتيلها بين عشية وضحاها بطريقة (راعي لي وباجيلك)، أو معالجتها بالقاعدة المرورية سيئة الصيت (ثلثين بثلث).

* عزيزي المحافظ، لا أخشى عليك من فيروس (كورونا) الطائر، فحواليك الآن فيروسات (كلونا)، وهي فيروسات بشرية أشد فتكا وضراوة بالناس، تتوارى أمامها جائحة كورونا خجلا وكسوفا.

* عزيزي المحافظ، أقلب حجرا في عدن ستجد تحتها وكيلا، أو وكيلا مساعدا، ستندهش لأن الوكلاء وما شابههم يتكاثرون بنظام الذباب خارج غرف النوم، ولا شغلة ولا مشغلة لهم سوى المداومة على (القطقطة) والرزق يحب الخفية.

* الفساد المستشري في مرافق عدن أكل منسأتها بعد أن استوطنها العث، وعدن بحاجة إلى قوتك كمحافظ لأن القانون في عدن أصبح رابع المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي، يمكنك أن تستقوي بأبناء عدن، كن قريبا إليهم أكثر من قرب الكارافتة إلى عنقك.

* عليك يا عزيزي أن تفرض قانون مصلحة أبناء عدن وتضعه فوق أي اعتبار لأي مصالحة سياسية، وعليك أن تفرض قبضة حديدية بقانون الشفافية والمصارحة الواضحة مع الناس، وهذا يعني أن تضع مدراء المديريات الجدد في غربال المكاشفة ومحاسبتهم أمام الملأ عند أي تجاوز مهما صغر شأنه.

* عزيزي المحافظ أحمد لملس، أنت الآن تجلس فوق بركان ملتهب يستعد لقذف حممه بهدف إعاقة نشاطك المحموم، ليس لك إلا أن تعقلها وتتوكل على الله، فمن كان الله معه، فمن عليه؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى