وقف الحرب والبناء على ما قبلها

> بمطالعة النسخة المسربة لمبادرة ممثل الأمين العام إلى اليمن جريفيثس إن كانت بالفعل هي النسخة التي يقال: إنها سلمت للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وللحوثيين، ويمكن لأي لبيب أن يلاحظ أنها في مضمونها العام تتضمن وقف الحرب والعودة تدريجياً إلى وضع ما قبل الحرب عام 2014م، أي إلى ما خرج به ذلك الاجتماع الشهير حول الاستفتاء على الدستور، وتنفيذ ما كان ينبغي تنفيذه حينها (قبل نزهة الحرب) العودة إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار، وكأنه قيل للوضع في ذلك اليوم توقف، بل تجمد أنت هنا ونحن سنذهب في نزهة الحرب لمدة ست سنوات ندمر كل شيء، ونقتل ونجرح الكثيرين، ثم نعود ونكمل من حيث توقفنا، بل إننا لن نستطيع أن نعود إلى تلك النقطة دفعة واحدة، بل تدريجياً خلال مرحلة انتقالية قد تطول أو تقصر. فعملية الإياب ليست سهلة والسؤال الذي يطرح نفسه أمام هذه المبادرة بمضمونها هو: لماذا وقعت الحرب؟ ولماذا كل تلك المآسي والآلام والقتل والتشريد والتدمير؟ ولماذا التحالف العربي وتدخله؟ وهل تغير الحرب في المعادلة السياسية حتى نعود إلى ما كان قبلها؟ وإذا عدنا إلى وضع ما قبل الحرب هل سنجده كما تركناه لننفذ عليه ما صنع حينها افتراضاً على أنه (ملائماً له) كما قيل لنا حينها إنه صمم على ذلك الوضع؟، ولماذا مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أعطى الضوء الأخضر حينها للحرب؟ ليأتي ممثله اليوم ويقدم مبادرته لوقفها والعودة إلى ما قبلها. ألم يدرك جريفيثس أن كل شيء قد تغير، وأن الذي ولد في أول يوم للحرب كان اليوم ينبغي أن يذهب إلى المدرسة التي دمرتها الحرب ولا يعلم إلى أين يتجه؟، وأن الكثيرين ممن كانوا صانعي ذلك الوضع ويريدون تغييره قد قتل منهم الكثيرون، وأن أولادهم يرون الأمور على غير ما كان يرونها آباؤهم، وأنهم هم (أي الأبناء) أصحاب الحق في صنع المستقبل، ولا يجوز أن يفرض عليهم ما كان يريده أسلافهم.

ألا يعلم جريفيثس أن بريطانيا كانت حينها في إطار الاتحاد الأوربي، واليوم قد أصبحت خارجه؟ وهناك الكثير والكثير مما يمكنه أن يبين أن العودة إلى مخرجات حوار صنعاء ضرب من الخيال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى