الصراع في إثيوبيا: تصعيد خطير بعد استهداف مطار أسمرة بالصواريخ

> القاهرة«الأيام» رويترز/ بي بي سي:

> أكد زعيم إقليم تيغراي في شمالي إثيوبيا أن قواته قصفت المطار في العاصمة الإرتيرية أسمرة مساء السبت.
وقال زعيم تيغراي، دبرتسيون غبريمايكل، إن قواته خاضت قتالا مع قوات إرتيرية على جبهات عدة خلال الأيام القليلة الماضية.

وقد اتهمت جبهة تحرير شعب تيغراي الرئيس الإرتيري، أسياس أفورقي، بالوقوف إلى جانب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في الصراع.
وتقول وسائل إعلام محلية ودبلوماسيون إن صواريخ أطلقت من منطقة تيغراي في إثيوبيا عبر الحدود على العاصمة الإرتيرية. وسمعت أصوات انفجارات في أسمرة لدى سقوط عدة صواريخ في ضواحي المدينة، ولكن لم تصدر أي تقارير مباشرة عن وقوع إصابات.

وجاء ذلك بعدما هدد قادة محليون في إقليم تيغراي، يخوضون صراعاً مع الحكومة الاتحادية لإثيوبيا، بشن هجمات.
وقالت جبهة تحرير شعب تيغراي إنها استهدفت مواقع في منطقة أمهرة يوم الجمعة، وتوعدت بتوجيه المزيد من الضربات.

ما الذي يحدث في إثيوبيا؟
لقد مرت إثيوبيا بتغييرات كبيرة منذ وصول رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة في 2018. وفي العام الماضي، منح آبي أحمد جائزة نوبل للسلام بعد توصله لاتفاق سلام مع إريتريا المجاورة، التي خاضت معها إثيوبيا حرباً دموية قبل عقدين.
لكن الإصلاحات الواسعة التي دفع بها همشت أبناء تيغراي من جبهة تحرير شعب تيغراي الذين هيمنوا منذ فترة طويلة على المشهد السياسي في البلاد. وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعد التوتر بين الجبهة والحكومة الاتحادية بشكل خطير.

وأثر القتال الدائر في تيغراي على السودان، مع عبور 17,000 مدني على الأقل الحدود السودانية قادمين من إثيوبيا، بحسب الأمم المتحدة.
وليلة السبت، قال سكان أسمرة إنهم سمعوا أصوات انفجارات عالية وسط تقارير تحدثت عن سقوط صواريخ بالقرب من المطار في المدينة.

وكانت قوات تيغراي قد هددت في وقت سابق بشن ضربات صاروخية على إرتيريا، بعد اتهام قواتها بعبور الحدود إلى إثيوبيا لدعم قوات الحكومة الاتحادية هناك.
وبينما نفت الحكومة الإرتيرية أي دور لها في الصراع، يقول ويل روس، محرر الشؤون الإفريقية في بي بي سي، إن التقارير التي تتحدث عن قتال على طول الحدود وعن جنود يتم علاجهم في المستشفيات الإرتيرية، تشير إلى أن العكس هو الصحيح.

تطورات ميدانية أخرى
أفادت الأنباء الواردة في وقت متأخر من يوم الجمعة أن صواريخ أطلقت نحو مدينتي "بهير دار" و "غوندار" في ولاية أمهرة - التي تخوض قواتها قتالاً إلى جانب الحكومة الفيدرالية ضد قوات تيغراي.
وقال مسؤول في الحكومة الإثيوبية إن صاروخاً أصاب المطار في "غوندار" ودمره جزئياً، بينما أطلق صاروخ ثان بشكل متزامن، وسقط خارج مبنى المطار في "بهير دار".

وقال الجانب التيغراي إن الهجمات الصاروخية كانت رداً على الضربات الجوية الأخيرة التي شنتها قوات آبي أحمد.
وقال متحدث باسم جبهة تيغراي في منشور له على فيسبوك: "طالما الهجمات لا تتوقف على شعب تيغراي، فإن هجماتنا ستتكثف".

ويقول محرر الشؤون الإفريقية في بي بي سي إن رئيس الوزراء الإثيوبي توقع نصراً عسكرياً سريعاً في تيغراي، لكنه ربما يكون قد قلل من شأن عدوه.
ويضيف قائلاً إن قوات تيغراي متمرسة في القتال وتعرف التضاريس الجبلية جيداً. وهناك مخاوف من أن صراعاً إقليمياً ممتداً ستكون له عواقب وخيمة على المدنيين في إثيوبيا والقرن الإفريقي كله.

ما مدى فظاعة العنف الدائر؟
لقد فقد المئات حياتهم في إثيوبيا منذ بدء القتال، مع ظهور تقارير تتحدث عن وقوع مجزرة بحق المدنيين هذا الأسبوع.
وقالت منظمة العفو الدولية، وهي منظمة حقوقية، إنها أكدت أن "العشرات وربما المئات من الأشخاص تعرضوا للطعن أو التقطيع حتى الموت" في بلدة "ماي كادرا" يوم الاثنين.
واتهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قوات موالية لقادة تيغراي بتنفيذ عمليات القتل الجماعي، بينما نفت جبهة تحرير شعب تيغراي تورطها في الأمر. وقالت مفوضية حقوق الإنسان في إثيوبيا إنها سترسل فريقاً للتحقيق.

ما أسباب أزمة تيغراي؟
لقد هيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الجيش والحياة السياسية في إثيوبيا طوال عقود قبل أن يتولى آبي أحمد مهام منصبه في 2018 ويقوم بتنفيذ إصلاحات كبيرة.
وفي العام الماضي، قام رئيس الوزراء الإثيوبي بحل الائتلاف الحاكم، المؤلف من عدة أحزاب إقليمية قائمة على الأساس العرقي، ودمجها في حزب وطني واحد، رفضت جبهة تحرير شعب تيغراي الانضمام إليه.

وتصاعدت مشاعر العداء في سبتمبر الماضي عندما نظم إقليم تيغراي انتخابات في الإقليم، متحدياً حظراً وطنياً على إجراء جميع الانتخابات فرض بسبب وباء كورونا. ورد آبي أحمد على ذلك بوصف الانتخابات بأنها غير شرعية.
ويرى القادة المحليون في تيغراي في إصلاحات آبي أحمد محاولة لإعطاء حكومته المركزية المزيد من الصلاحيات وإضعاف سلطة الولايات الإقليمية، وتشعر باستياء مما تصفه بالصداقة "اللامبدئية" بين رئيس الوزراء والرئيس الإرتيري أسياس أفورقي.

ويعتقد رئيس الوزراء الإثيوبي أن المسؤولين في جبهة تحرير شعب تيغراي يعملون على تقويض سلطته.
وكان آبي أحمد قد أمر بشن عملية عسكرية على جبهة تحرير شعب تيغراي بعد أن قال إن مقاتليها تجاوزوا "الخط الأحمر الأخير". فقد اتهمهم بشن هجوم على معسكر يضم قوات اتحادية يوم 4 نوفمبر الحالي، واصفاً هذا العمل بأنه "خيانة". لكن جبهة تحرير شعب تيغراي نفت قيامها بمهاجمة المعسكر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى