أوقفت ما تسمى بـ“الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد“ التابعة لميليشيات الحوثي في اليمن، وزير المياه والبيئة في حكومة الانقلاب، نبيل عبدالله الوزير، بتهم ”الفساد“، وذلك بعد صراع بينه وبين قيادات حوثية تخللها ”اتهامات جنسية“.

وقالت الهيئة في بيان نقلته وكالة ”سبأ“ بنسختها الخاضعة لسيطرة الحوثيين: ”تم توقيف وزير المياه والبيئة مع 7 من قيادات الوزارة ومنعهم من السفر، بعد تلقي الهيئة سلسلة وثائق تشير إلى فساد وتبديد أموال المانحين كانت تحصل عليها الوزارة وقطاعاتها المختلفة من المانحين، في مقدمتها منظمة اليونيسف، وذلك بين عامي 2018 2020“.

وكان الإعلامي أسامة ساري، المقرب من زعيم جماعة الحوثي، سرب مئات من الوثائق التي كشفت عن ”سلسلة من عمليات الفساد وتبديد الأموال المخصصة للإغاثة والتنمية في اليمن“.

وتشير إحدى الوثائق إلى ”تبديد وإنفاق وزارة المياه بمبلغ 1.25 مليار دولار، خلال عامي 2018 و 2019.

صراعات

ويقول مراقبون إن ”توقيف الوزير يشير إلى تنامي الصراعات داخل الميليشيات الحوثية، خصوصا في طريق الحد من نفوذ التيار العقائدي المرتبط بشكل وثيق بالحرس الثوري الإيراني، لصالح التيار السياسي“.

والوزير الموقوف محسوب على الشخصيات الحوثية ذات الارتباطات العقائدية.

وأشارت مصادر يمنية لـ“إرم نيوز“، إلى ”خلافات متنامية على حصص في أموال المانحين، بين وزير المياه والبيئة الموقوف، والقيادي الحوثي البارز عبدالمحسن الطاووس رئيس ما يسمى المجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية“، وتلا ذلك اتهام الطاووس للوزير بـ“التلاعب بأموال المانحين ومساعداتهم“.

وبحسب صحيفة ”المشهد العربي“ اليمنية، فإن الوزير الموقوف كان قد دخل أيضا في صراع مع أحمد حامد مدير ما يمسى ”مكتب رئاسة الجمهورية“ لدى الحوثيين.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها نشرته الأسبوع الماضي، إلى أن ”وزير المياه الحوثي رفض تدخلات الطاووس وحامد في المشاريع الدولية المخصصة لوزارته، وهو ما دفعهم لتمويل حملة ضد الوزير“.

وقال ساري في تغريدة له على ”تويتر“، يوم الأحد: ”اليوم اتضح للكثيرين كيف يشتغل الفاسدون لحرف الأنظار عن ملفاتهم وخلق ضجيج إعلامي لتشويه الشرفاء والصادقين كما حصل من قبل الإعلام الذي موله الفاسد نبيل الوزير لاستهداف أحمد حامد مدير مكتب الرئاسة وعبدالمحسن طاووس أمين عام مجلس تنسيق العمل الإنساني بالشائعات والتشويه“.

اتهامات جنسية

وأشارت الصحيفة إلى أن صراعات الطرفين وصلت حد نشر صور مخلة واتهامات متبادلة بقضايا جنسية.

وقالت ”المشهد اليمني“ إن ”ساري، اتهم وزير المياه الموقوف، بالوقوف وراء الإعلامي الحوثي عبدالرحمن المؤيد، وحسابات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت صور نساء من أقارب مسؤولين حوثيين واتهمتهن بأفعال فاضحة مع قيادات حوثية“.