لماذا تصاعدت الحرب في أبين؟

> شهد مطلع هذا الأسبوع أعنف معارك في شقرة، وسقطت ضحايا كثيرة، وتم تدمير عتاد عسكري كثير، ويتساءل الكل لماذا حدث ذلك؟ وما المستجدات التي فاقمتها؟

لقد شهدت جبهة الشيخ سالم في شقرة منذ إعلان وقف إطلاق النار فترات هدوء وفترات أخرى كانت مشتعلة، وذلك الهدوء والاشتعال يتناسبان مع المفاوضات السياسية لتشكيل حكومة المناصفة على قاعدة كلما وصل الطرفان إلى اتفاق يقرب الأمور نحو تشكيل الحكومة تتدخل أيادٍ من بعيد لتحريك وإشعال الجبهة، بغية تعطيل أي اتفاقات أو محاولة الضغط للحصول على مكاسب سياسية بفرض عناصر لها أجندات لا تتفق وروح وجوهر وهدف اتفاق الرياض، أو بهدف تشويه وإحراق هادي وإظهاره غير قادر على إدارة تلك القوات وغير قادر على تنفيذ اتفاق الرياض، وأن هناك قوى حزبية وإقليمية تسيطر على القرار في الحكومة اليمنية وأن الرئيس هادي أصبح مهمشا بل مجمدا غير قادر على ممارسة مهامه بسبب ما يحيط به من عناصر لها أجندات مخالفة لما يتفق عليه هادي مع الأطراف المحلية أو الإقليمية أو الدولية.

صحيح أن الهدف الأساسي المعلن من معارك شقرة هو الدخول إلى زنجبار ومن ثم إلى عدن، أي إعادة غزو واحتلال الجنوب مرة ثالثة، غير معتبرين من التجارب السابقة ولا مكترثين بالتضحيات البشرية، إلا أن هناك أهدفا لا ترى للعامة مثل تقديم أبناء الجنوب في مقدمة الصفوف لتحصد منهم الحرب الكثير والكثير، بغية تعميق الجراح والشقاق في الصف الجنوبي ليسهل على قوى النفوذ اليمنية الانقضاض على الجنوب، وهدف آخر هو تعطيل اتفاق الرياض لتحقيق هدفين فرعيين، الأول عدم توحيد الجهود والطاقات والاتجاه بها إلى جبهات القتال مع الحوثي والضغط عليه للانخراط بإيجابية في العملية السياسية، والهدف الفرعي الثاني لإحراج التحالف وهادي بأنهم غير قادرين على إدارة هذه القوات ولا قادرين على إدارة المعركة، وأن المعركة قد فشلت مع الحوثي وعادت إلى صراع داخلي بين القوى المفترض أنها متحالفة ضد الحوثي.

والهدف الثالث هو إعاقة إعادة هيكلة الشرعية والحكومة اليمنية التي يأمل التحالف والمجتمع الدولي تنقيتها من الفساد والإرهاب وتقليص قوى النفوذ المرتبطة بأجندات خارجية معادية للتحالف العربي وتريد السيطرة على أهم مفاصل الملاحة الدولية، لابتزاز الإقليم والعالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى