أهلاً بالـبرود !

> سينعم الناس في قادم الأيام بقدر كافٍ من "البرود" مع حلول موسم الشتاء، وسنغنّي للصباحات الجميلة، ولن يخيفنا بعد انطفاء عمود الضوء وقصة الكهرباء المشؤومة، بينما سيبتسم لنا شهر كانون على الرغْم من صَلَف الحرب وتأجيل الاتفاقات!

* سيكون من المناسب أن نخلد إلى السلام ونجدُّ في التفاوض للوصول إلى الحل السلمي قبل أن يستفحل الأمر وتذهب الفرصة ويحل الندم. نريده موسماً للبرد والسلام، حتى يأتي عام 2021 وليس في قلوبنا غير الحُب!

* في الأرياف أجواء من الصقيع سيكون الناس مع فقرهم بحاجة إلى الخبز الدافئ الذي يشبع جوعهم، بينما لا يستطيعون هم شراء القمح والدقيق والزيت في ظل الغلاء الفاحش الذي يقصم الظهور، فضلاً على شراء الحليب لأطفالهم الجياع!

* سيحتاج الفقراء في المدن والقرى الباردة إلى بطانيات ومأوى يقيهم البرد القارس، لاسيما أن فيهم من يفترش العراء أفراداً وعائلات في بقاع متفرقة من البلاد في ظل النزوح والشتات الذي أصابهم بسبب الحرب اللعينة!

* قد يُبشّر بائع الخضار الزبائن بتراجع سعر الطماطم التي شغلت الناس في الأيام الماضية، لكن من أين للبسطاء خبزاً يأكلونه، فليس في هَم البائسين غير الرغيف الذي يُذهب مرارة الجوع!

* الناس يا فصل الشتاء يشكون من "الغلاء" وسيحتاجون في أيامك اللطيفة أن يأكلوا فطائر وخبزاً بإدام يليق بأوقاتك الباردة، فلربما كان الجوع في هذا البلد أشدُّ وطأً على الناس في أيامك الباردات!

* كم تنزف يا وطن وأنت العزيز الذي يكظم غيضه؟

كم شعب مثل اليمن يحبس أنفاسه، ويأبى إلاّ أن يعيش وسط الحرب، وما راودته قط فكرة النزوح خارج البلد كما فعلت شعوب أخرى، إنه العشق والموت على التراب!

* من العيب وليس من شيَم أهل هذا البلد أن يبادر الأصدقاء في العالم والأشقاء في المحيط العربي لتقديم حلول ومبادرات لوقف الحرب، بينما لا يبادر اليمنيون في الشمال والجنوب إلى السلام ووضع حد لهذه المذابح، وقد علموا أن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة قطرة دم مسلم.

* أين الحكومة التي وُعِدَ بها الشعب قبل عام؟ كيف سنتفق لوقف الحرب ولم نتفق على تشكيل حكومة؟

هل المنصب أغلى من دماء الناس ؟

هل الكرسي من خشب أقدس من هذه الأشلاء التي تُقطّع في الليل والنهار؟!

* يا فصل الشتاء امنحنا برداً وسلاماً، شعاعاً من الأمل يبرق من نافذة قلوبنا أن الأيام القادمة قبل عام 2021 ستكون واعدة بالخير، وسيلتقي أهل اليمن على كلمة سواء. سيحرصون معها على ما بقي من جسد الوطن الذي أُثخِن بالجراح، وحان لها أن تندمل!

*سنهتف لأيام تشرين الباقية وأيام كانون القادمة، أن هلُمّي إلى السلام يا أيامنا الخالدات، قبل أن يذهب ما بقي من الوطن إلى الظلام الذي ليس بعده ضوء، فنغرق ونغرق ... وقد كنّا سُعداء العالم وأحاسنهم!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى