واحات النخيل في حضرموت تحتضر

>
النخلة السامقة بفروعها هي العطاء ومصدر الغذاء الذي عرفه العرب منذ القدم. قال عنها الكثير: إنها في بركتها مثل بركة المسلم، وعادةً ما تتعامل شعوب الأرض مع الشجرة المثمرة بشيء من التقديس، فلا تنتزع جذورها من الأرض تحت أي سبب. في الهند على ما أذكر أوقف الأهالي امتدادات إحدى الطرق؛ لأنها ستأتي على أشجار مثمرة، فكانت قضية رأي عام تفاعل معها الكثيرون.

فما بالنا بشجرة عظيمة الأهمية جزيلة العطاء مثل النخلة تلك النبتة العجيبة في كل تفاصيلها بمزاياها التي تختلف كلياً عن بقية أشجار الأرض.
بحضرموت في مناطق الوادي وما حولها كانت حتى وقت قريب موطناً لأجمل وأبهى واحات النخيل الوارفة التي تعتلي هامتها شذور الذهب بمنظر يبعث الأمل ويسر النفوس.

تلك آيات ربانية بثها الخالق عز وجل في واحات حضرموت التاريخ والأرض المباركة، فهل يتخيل أحدكم رؤية براري ووديان وسهول حضرموت بدون شجرة النخيل؟
هذا ما هو قائم اليوم، للأسف الشديد هناك خطران يهددان أشجار النخيل إنها واحات تنتحب وتحتضر أمام مرأى أهالي المنطقة.

الخطر الداهم أتى عبر مشاريع البناء التي تقتلع بساتين النخيل بدون رحة ، وهي على ما عرفت من الكثير من الأهالي مستمرة، وتنذر بوضع كارثي سوف يأتي على كامل بساتين النخيل في كافة الأرجاء؛ لتحل عوضاً عن ذلك مباني خرسانية. الخطر الآخر من نمط مرض غريب اسمه "دبوار" يصيب الأشجار فيريدها ميتة بعد أن ينال الشجرة من الداخل.

بمعنى أدق، نخيل حضرموت في مرمى الأخطار الماحقة، ولا معالجات تذكر في حين أن أعمال البناء المستمرة تأتي على مساحات الأراضي المزروعة دون تدخل يذكر يمنع هذا النمط من العبث الذي يفتك بواحد من أهم المصادر الغذائية للسكان.

في حين أن الجهات المعنية بمعالجة الأزمات أيضاً لم تحرك ساكناً، إزاء هذا الوباء الغريب الذي حصد آلاف الأشجار في زمن قياسي. فهل قضية بهذا الحجم والأهمية لا تستحق الاهتمام؟​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى