كان يوم 2/6/1953 عيدا مجيدا للشعب البريطاني

> صلاح أغبري

>
كان يوم 2/6/1953 عيدا مجيدا للشعب البريطاني، بمناسبة تتويج الملكة إليزابيث الثانية، حاكمة على شعوب المملكة المتحدة، وعلى مستعمرات بريطانيا العظمى. و حضر التتويج ملوك، و أمراء و نبلاء ،من بلدان أجنبية و عربية، و كان من الحضور العربي: الأمير فهد من السعودية، و الأمير عبد الإله من العراق، و سيف الإسلام الحسن من اليمن، كما قدم من الجنوب العربي إلى لندن، سلاطين محميات عدن؛ السلطان صالح بن حسين العوذلي، و السلطان حسين بن عبدالله- نائبا للسلطان عبدالله بن عثمان الفضلي، و السلطان ناصر بن عبدالله محسن الواحدي و السلطان حسين بن علي الكثيري، و السلطان محمد بن عيدروس- نائبا عن أبيه- السلطان عيدروس العفيفي.. و قد قدم سلطان لحج فضل بن عبد الكريم، ضيفا على حكومة بريطانيا.

و في يوم 27/4/1954، استقبل عدد غفير من المواطنين، و من الشخصيات اﻻجتماعية ،الملكة إليزابيث الثانية، برفقة زوجها الأمير فيليب، عند زيارتها لعدن، و أقيم لها عدد من الفعاليات و المهرجانات والاحتفاﻻت، بكل أرجاء عدن؛ ابتهاجا لهذه الزيارة.


ساهمت ندوة الشعر العدنية- وهي هيئة تضم عددا من شعراء عدن و الجنوب- في اﻻحتفال بتتويج الملكة إليزابيث، بقصائد نشرت في حينها، كما ساهمت في الترحيب عند زيارتها لعدن. و قد رأت الندوة أن تجمع قصائد التتويج و الترحيب في كتيب (تحية التاج)، يوزع على الناس، بمناسبة زيارة الملكة لعدن.

احتوى الكتيب على قصائد للشعراء: محمد عبده غانم، علي محمد لقمان، محمد حسن العوبلي، محمد سعيد جراده و علي عبد العزيز نصر.
أشاد الشعراء بالملكة، و بالشعب البريطاني و مكانته في صدارة الأمم، و كيف تحقق له ذلك، بالعلم والدستور والديمقراطية؛ و في ذلك قال علي محمد لقمان- يوم تتويج الملكة في قصيدته "بين الدستور والأسطول" ومطلعها:
ما غير علياء هذا التاج علياء        و لا كأفيائه تمتد أفياء .
إلى قوله:
يا شعب إنجلترا دستوركم قدس     ﻻ تستبد به في الناس أهواء
كأنما هو إنجيل روائعه           هدى من الأفق الأسنى و إيحاء
و مرجع لبني الدنيا إذا اختلفت    سياسية القوم في أمر و آراء
في الرأي تعترك الألباب صافية   و ليس بالرأي أضغان و شحناء
و عن تفوق بريطانيا بأساطيلها و غواصاتها قال:
طافوا بأسطولهم و الليل معتكر    فيما تجمجم و الإصباح ظلماء .
بوارج ﻻ تبالي في تمردها      هل يجفل الحوت أم هل يزيد الماء.
و للشاعر محمد حسن العوبلي بيوم تتويج الملكة قصيدة، بعنوان "تحية الملكة إليصابات الثانية"  يقول في مطلعها : ياشعر وقع نشيد التاج و العلم      و أصدح بأروع ما في الفن من نغم.
و في تقدم البريطانيين بالعلم و السياسة و الديمقراطية، قال العوبلي:
كم جاء بالسحر فيهم عقل مخترع     جلا عن العلم ليل الشك و التهم
و كم أديب أتى بالفن خالصة      و فجر الفكر في نبع من الكلم
حضارة اليوم كم زاوا معالمها     بكل معجزة في العلم و الحكم.
ساسوا أمورهم بالرأي مشتركا   حتى غدا الشعب كلا غير منقسم.
و في قصيدته "تحية التاج" قال محمد سعيد جراده -عن تتويج الملكة-مطلعها:
هذا المجال و أنت الشاعر العلم      فصغ من الشعر ما تصغى له اﻻْمم.
و في الحكم و الدستور و ديمقراطية الشعب البريطاني ، قال :
يا أمة التيمس شدتم صرح مملكة       من روحها نقبس الأحكام و النظم
بلادكم معقل الأحرار طهرها              دم الأباة الذي صينت به الحرم
خلت من الظلم و الظلام رقعتها       فليس يعبد له في أنحائها صنم
حكومة عند حكم الشعب نازلة          ترعى مطالبه الكبرى و تحترم
على المساواة قد قامت دعائمها       و في مراضي بنيها رفرف العلم
فللمؤيد فيها موقف عجب                 و للمعارض فيها منبر سنم
و للشاعر محمد عبده غانم قصيدته بترحيب الملكة "في ربى عاد" مطلعها:
طوبى لمقدمك السعيد    مرحى لموكبك العتيد
كما للشاعر محمد حسن العوبلي قصيدة "مليكة و دستور" في ترحيب الملكة مطلعها:
في أي أفق تصدح الأنغام       و لأي تاج ترفع الأْعلام
إلى قوله:
فالملك بالدستور صرح ثابت      ﻻ يعتريه النقض و الأبرام
و الملك بالعدل العميم تحفه       مهج و تفنى دونه أقوام .​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى