الطريق لم تعد سالكة جنوباً

> الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. تلك تغريدة زعيم الإصلاح "اليدومي" التي تحمل في مضمونها معاني واضحة لأنصاره. والثابت أن المسافة صوب الجنوب هي لب معنى تغريدته التي أثارت تأويلات عدة. هذا هو التفكير غير المنطقي والا واقعي الذي يميز معظم قيادات الأحزاب السياسية الذين يختزلون كل شيء، والنظر من ثقب الإبرة لا أكثر، فالجنوب التي لم يتم التعاطي معها بنزاهة وصدق على مدى عقود مضت لاشك تتأهب بعد كل ما قدمت من تضحيات جسام للخروج من شرنقة واقع مرير ظلت تكدسه الطبقات السياسية، التي ظلت ومازالت تحقق مكاسبها المالية من هذا الباب الذي يلقي الآخرين بينما يوعز لأنصاره ومن يقعون تحت سطوته من أن الجنوب هو الحل، كما لو أن الشمال أرض جدباء لا ثروات ولا عائدات ولا أراضي ولا مستقبل. ربما يكون الحال كذلك من منظور تلك الزعامات التي استقطعت كل شيء وجعلت كل الموارد تعب في خزائنها، وتملكت كل شيء على حساب ملايين البؤساء

ولم تبق من وجهة نظرهم إلا أراضي وثروات الجنوب التي يمكنها أن تكفي الأفواه الجائعة وتحقق آمال وطموحات الأجيال، رغم أن ماحل بالجنوب على مدى سنوات مضت هو النهب والاستئثار على كل شيء، بما فيها الثروات النفطية، ومع ذلك تظل فكرة إقصاء شعبنا وتدجينه واجتياح أراضيه بالقوة ورفض حقوقه المشروعة سبيلهم للبقاء على رؤوس الأشهاد زعامات سياسية، لا تمتلك أدنى معايير الحصافة والمسؤولية وفق معطيات جسدتها ممارساتهم الاستعلائية. وهكذا يغرد زعماء القبائل التي أوسعوها نهبا، فالجنوب هي التي تحفظ لهم سلطة البناء إلى ما لانهاية، وهي من ترفد خزائنهم بالمال، رغم أن مكسب الوحدة التي ماتت فيم مهدها لم يكن إلا على أيدي هؤلاء المتباكين عليها.

مقابل كل ما سلف هناك إرادة جنوبية لا مجال لقهرها أو احتوائها مهما فعلوا، إرادة ترتبط بالأرض والعرض وتغترف من عبر الماضي، مما يجعلها أكثر صلابة وبأسا، وأقدر على تجسيد تطلعات شعبنا العظيم وسبيل الإقرار بالحق لا مفر منه وفق كافة المعطيات. وهو الطريق الذي يقود للأمن والاستقرار والتنمية، والطريق ليست سالكة إلى شواطئنا الجنوبية بنفس أدوات الماضي ووسائله وليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى