مركزي عدن وحرب الوصاية على الجنوب!

> تستنفر جماعة الحوثي الانقلابية كل قواها اليوم في محاربة البنك المركزي اليمني في عدن، حرب بلا هوادة تشنها وهي بطبيعة الحال امتداد لحرب أدعياء عودة الفرع إلى الأصل وخاصة عدن!
ويخطئ من يظن أن استهداف الحوثي لمركزي عدن هو استهداف للشرعية ومقدراتها المالية، بل هو في الحقيقة امتداد لمعركة تركيع الجنوب بشكل متجدد وأدوات حديثة ومعقدة. هي حرب أعدتها صنعاء بمن يحكمها اليوم قادما من كهوف مران لابتلاع الجنوب وحاضرته المدنية والاقتصادية والسياسية (عدن).

اليوم وبعد مرور خمس سنوات على قرار نقل مقر البنك المركزي إلى عدن تتضح معالم بعض تلك المخططات الانتقامية، ردا على قرار النقل الصادم ليس لها فقط بادعائها الحق الإلهي في حكم اليمن بل لجميع مراكز قوى الشمال أدعياء الوصاية على حكم الجنوب، حتى تلك الملتحفة مكرا عباءة الشرعية والمتواصلة غدرا في إبقاء خطوط مشتركة مع حاكم صنعاء الجديد.

لقد اتجهت بوصلة الحرب على الجنوب في هذه المرحلة إلى وجهتها الاقتصادية والمالية، وهي الأكثر تفردا لمصلحتها في معادلة القوة، حيث تكون لها الغلبة بعد أن فشلت عسكريا في تحقيق السيطرة على الجنوب وخرجت منه مندحرة تجر أذيال الهزيمة والانكسار، وضاعف من انكسارها قرار نقل البنك المركزي إلى عدن.

لم يكن للحوثيين أن يرضخوا، ولم يكن بالقرار الهين عليهم انتزاع السيطرة على البنك المركزي من أيديهم بصنعاء، يشاركهم في ذلك غلاة وصاية الشمال على الجنوب، فكان قدر الجنوب أن يواجه تبعات الانتقام والحقد الدفين عليه، فتوالت جولات من حملات شرسة للتشويه المنظم لنشاط البنك المركزي في عدن، والتشكيك بقدرات موظفي وكوادر البنك المركزي بعدن في القيام بمهامهم، واستخدام كافة الوسائل اللامشروعة في إثبات أحقيتها بالبنك المركزي والسعي الحثيث لإعادة مقره وقراره إلى صنعاء.

وليس غريبا تقاطع المصالح في هذه المواجهات التي يتصدى لها البنك المركزي اليوم بعدن بكل اقتدار، حيث تجتمع إرادات الشر من كل صوب للنيل من البنك ومنتسبيه في كل المستويات. ولكم أن تتخيلوا تحالفات الخزي لجماعة الحوثي مع هوامير الفساد في العهد العفاشي وضعاف النفوس من الجنوبيين حتى في داخل البنك المركزي نفسه ينسجون التآمرات ويتكالبون في خبث، بغية إفشال البنك المركزي وزعزعة مكانته في الداخل والخارج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى