شرطة أبين لـ"الأيام": الحرب أحدثت انقسامات ويجب إبعاد الأمن عن الصراعات

> تقرير/ عبدالله الظبي

> علاقتنا بالانتقالي جيدة وجهودنا مشتركة مع الحزام الأمني
تعاني الإدارة العامة لشرطة محافظة أبين من صعوبات كبيرة وتحديات ماثلة أدت إلى إعاقة عملها في خدمة الأمن وتحقيق الاستقرار في المحافظة التي طالما دفعت ثمنا باهظا في مختلف المنعطفات والمراحل، ومازالت رحى الحرب والمعارك تطحنها وتقتل خيرة شبابها.
وتعرضت البنية التحتية في محافظة أبين منذ العام 2011م إلى دمار كبير لحق بالمرافق الحكومية، ومن بين من المرافق الحكومية التي تعرضت للدمار، مبنى الإدارة العامة لشرطة محافظة أبين الذي تعرض للنهب والتخريب في آخر الحروب التي لم تتوقف إلى اليوم.
القائم بأعمال مدير عام شرطة محافظة أبين، العقيد الركن محمد فضل منصر
القائم بأعمال مدير عام شرطة محافظة أبين، العقيد الركن محمد فضل منصر

"الأيام" زارت مبنى شرطة محافظة أبين والتقت القائم بأعمال مدير عام الشرطة بالمحافظة العقيد الركن محمد فضل منصر وتوجهت إليه بأسئلة عن جهود رجال الشرطة والصعوبات التي تعترض عملهم وأثر الحرب على أداء الجهاز الأمني بالمحافظة، وخرجنا بالحصيلة التالية:

إمكانات محدودة
أكد القائم بأعمال مدير عام الشرطة بالمحافظة أن رجال الشرطة والأجهزة الأمنية يعملون بإمكانات شحيحة بعد مرور عام على تضرر إدارة الشرطة نتيجة أعمال نهب وتخريب غير مبررة.
وأشار إلى أن نسبة الجريمة في المحافظة سجلت تراجعا مقارنة بالمحافظات المجاورة، مرجعا أسباب ذلك إلى جهود رجال الأمن ودورهم الكبير في سبيل إرساء دعائم الأمن وتحقيق الاستقرار.

وقال: "خلال الفترة الأخيرة الماضية تم ضبط العديد من الجناة في جرائم قتل وجرائم مخدرات وغيرها، نتيجة للعمل المشترك المتواصل مع إخواننا في الحزام الأمني، الذين يسخرون كل إمكاناتهم لتذليل الصعاب التي تعترضنا، وتقف أمامنا في الوصول إلى الخارجين عن القانون وتقديمهم للعدالة".
وأضاف: "حققنا تحسنا ملحوظا في الأداء الأمني من خلال انخفاض نسبة الجريمة، حيث يشير التقرير الإحصائي من مايو حتى أكتوبر 2020م إلى ضبط 8 جرائم قتل وحادثة اغتصاب و8 جرائم اتجار وتعاطي مخدرات، تمت إحالتها إلى النيابة العامة".

عمل مضاعف لتجاوز الصعوبات
وتابع حديثه قائلا: "نؤكد أن الإمكانات ضرورية، ونضاعف من عملنا لتجاوز مختلف التحديات، مستعينين بكوادرنا وخبراتنا الاحترافية في مختلف التخصصات".

وقال: "جهود رجال الأمن في متابعة وضبط الجناة في مختلف الجرائم يحسب لرجال البحث الجنائي بما يمتلكونه من مؤهلات وخبرات عملية كافية تسهل عليهم التعامل بسلاسة وفق القانون في كافة القضايا والعلاقة الوطيدة بالمواطنين والمصادر الخاصة التي تزودهم بالمعلومات المهمة التي تفيدنا في ملاحقة المجرمين وتساعدنا في الوصول إلى الجناة".

جهود مشتركة
وبخصوص التنسيق بين الشرطة والحزام الأمني في المحافظة، قال: "نحن في إطار جغرافي واحد، وعملنا مشترك، وجهودنا جميعا تصب في إطار تحقيق الأمن والاستقرار والسكينة العامة".

وأشار إلى أن التنسيق يشمل جرائم القتل وجرائم المخدرات والجنح والمخالفات التي تشترك فيها إدارة البحث الجنائي وشرطة زنجبار وإدارة شرطة السير وجميع الإدارات الأمنية ذات العلاقة، وقال :"نحرص دائما على التواصل مع قيادة الحزام الأمني باعتبارهم سندا لنا، ونحن سند لهم في مكافحة الجريمة"، مشيدا بالعلاقة الطيبة التي تربط شرطة أبين بالمجلس الانتقالي، وقال: "من خلال التنسيق مع المجلس الانتقالي، تم حلحلة العديد من المشكلات والقضايا الأمنية بالمحافظة، ونثمن جهود العميد عبدالله الحوثري، رئيس انتقالي أبين، لدوره الكبير في تسهيل عملنا، باعتبار المجلس الانتقالي السلطة العليا بالمحافظة، وتقع على عاتقه مهام جمة لا تقتصر فقط على الشق العسكري فقط".

لا تساهل مع العابثين
وقال القائم بأعمال مدير عام شرطة أبين: "هناك صعوبات كبيرة وتحديات ماثلة تقف أمام رجال الشرطة في أثناء سير عملهم، والمؤكد أن المواطن هو محور ارتكاز عمل رجال الأمن، وأن علاقة الأمن بالمواطن كعلاقة الروح بالجسد، ويشكل المواطن مصدر معلومات مهم، داعيا المواطنين إلى الإبلاغ عن الجريمة وكل من يخل بالأمن، مؤكدا أن رجال الشرطة لن يتساهلوا مع الخارجين عن النظام والقانون وكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة".

يجب إبعاد الأمن عن الصراعات
وعن الانقسام الحاصل الذي أوجدته ظروف الحرب التي تدور رحاها في المحافظة وأثره على أداء الأجهزة الأمنية، قال: "الانقسام الحاصل بين أجهزة الأمن فرضته دواعي الحرب، وقد أثر هذا الانقسام بشكل كبير على أداء الأجهزة الأمنية، ويفترض أن يتم إبعاد الأمن عن الصراعات والتجاذبات ليقوم بدوره في خدمة المجتمع، ومن أجل تحقيق العدالة وإحالة القضايا أولا بأول إلى القضاء عبر النيابات، وفيما يخص المديريات نحن على تواصل وتنسيق أمني على رغم الصعوبات والعراقيل التي نعترف بوجودها".

تعيين عناصر تفتقد للخبرة
وفي معرض رده عن الانفلات الأمني الذي ينتجه غياب الإمكانات و ظروف الحرب قال: "لابد من توفر الإمكانات لخلق حاله أمنية مستقرة، وخلق علاقات مجتمعية ومصادر معلومات، وأيضا تسيير الدوريات الراجلة والمتحركة لمراقبة سير أي اختلالات أمنية".

وأضاف: "الاختلالات الأمنية والانفلات الأمني يحدث نتيجة اختيار القيادات الأمنية من خلال تعيين عناصر لا تمتلك أي خبرة عملية. نؤكد أن الحرب الدائرة تسببت في انقسام الجهاز الأمني بين طرفين: الأول المجلس الانتقالي الجنوبي، والثاني طرف الشرعية، وقد أدى ذلك إلى شلل كبير في أداء العمل الأمني، ومع ذلك، نحن نعمل يوميا من أجل مصلحة المواطنين".

نهب منظم
وأكد القائم بأعمال مدير عام الشرطة بمحافظة أبين أن إدارة الشرطة بالمحافظة تعرضت العام الماضي لأعمال نهب منظم من قبل عناصر خارجة عن القانون، داعيا القيادة السياسية إلى دعم جهود رجال الشرطة وتوفير الإمكانات اللازمة للارتقاء بالأداء الأمني.

مناشدة
وقال: "لدينا عدد من الضباط والأفراد في مجال البحث الجاني والتحريات والأدلة الجنائية، ولدينا إدارات أخرى مثل الأحوال المدنية وشرطة المرور وشرطة زنجبار وشرطة خنفر تعمل بشكل طبيعي وفق الإمكانات المتاحة لهم، ونأمل من قيادتنا أن تدعم إدارة أمن محافظة أبين في إعادة تأهيل وترميم المبنى، فالإدارة خالية من الأثاث، وليس فيها تيار كهربائي، وتعمل بإمكانات بسيطة".

واختتم حديثه لـ "الأيام" قائلا: "نناشد القيادة السياسية ممثلة برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزبيدي ونائب رئيس المجلس الشيخ هاني بن بريك واللواء أحمد سيعد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية والعميد طيار محمد جواس قائد محور أبين والعميد عبدالله الحوثري رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة بتقديم الدعم لإدارة أمن المحافظة؛ حتى نتمكن من العمل بشكل كبير، وليكون أداؤنا أفضل وأسرع في ضبط الجناة ومواجهة الاختلالات والتصدي للجريمة المنظمة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى