​الضالع تقول كلمتها.. تفويض الحزام الأمني وتسليمه دفة القيادة

> تغطية/محمد صالح حسن

> مواطنون: الحزام صمام أمان والقوة الرادعة للإرهاب والتطرف
اغتيال الحميدي جرس إنذار أوصلنا إلى عنق الزجاجة
انتفضت الضالع أمس الأول الخميس عن بكرة أبيها بمسيرة حاشدة منددة بأعمال الفوضى والتآمر المزعزعة للأمن العام، وفوضت من خلالها قوات الحزام الأمني في المحافظة بمتابعة قضية اغتيال عميد كلية التربية د. خالد الحميدي، ومحاسبة من يقف وراء ذلك العمل الإرهابي بلا رحمة أو هوادة. المسيرة.
انطلقت بمشاركة الآلاف من أمام مقر كلية التربية السابق مروراً بمسرح جريمة الاغتيال، حيث وقف المشاركون هناك، ليجوبوا بعدها شوارع الضالع رافعين صور الحميدي وعدد من شهداء الغدر والإرهاب، ثم جرى تفويض الحزام الأمني من قبل السلطة المحلية والمجلس الانتقالي والمشايخ والشخصيات الاجتماعية والمواطنين بالمشاركين بقيادة الضالع إلى الخلاص وإعادة الاعتبار لها، وتضميد جراحها التي لا تزال نازفة.

ويرى أبناء الضالع في قوات الحزام بقيادة العميد أحمد قائد القبة صمام أمان يمكن الركون إليه في الأخذ بدم الحميدي ومحاسبة الخارجين عن القانون دون أن يدخل في ذلك وسيط أو عميل، فتوالي الاغتيالات وتقييدها ضد مجهول حفز في أعداء السلام نفث سمومهم في المجتمع الضالعي آمنين العقوبة والحساب، وجاء اغتيال الحميدي وقد نفذ الصبر وساد الذعر فعمد أبناء المحافظة إلى إيكال مهمة الكشف عن ملابسات الجريمة ومحاسبة الجناة لقوات الحزام الأمني المكلفة بالدفاع عن أمن الضالع من الاعتداء الخارجي. "الأيام" استطلعت آراء شخصيات ونشطاء وقيادات حول ماهية الرسائل ووجهات النظر التي تحملها المسيرة فيمن يقف وراء زعزعة الأمن والاستقرار بالمحافظة من خلال ارتكاب الجرائم ونشر الفوضى وخرجت بالحصيلة التالية:

المؤرخ صالح عباس ناجي اعتبر المسيرة ترجمة لاستياء الضالع واستنكارها الشديد لاغتيال د. خالد الحميدي وغيره من شرفاء المحافظة والضحايا الأبرياء.
وقال: "عبرت الجماهير بهتافاتها عن تفويض الحزام الأمني بالإشراف والسيطرة على أمن محافظة الضالع، وضبط المخالفين والمجرمين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاؤهم العادل".

وأشار مدير عام مديرية الضالع عبدالواسع صالح أحمد إلى أن مشاركة أبناء المحافظة كافة من شخصيات اجتماعية وسياسية وحزبية ودينية وثقافية إنما يدل على حرصهم ووقوفهم صفاً واحداً ضد هذه الظواهر الدخيلة، منوهاً بالرسالة المحذرة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الضالع وتاريخ النضالي والمصرحة بأن الضالع نابذة للإرهاب والتطرف وتقف يداً واحدة خلف القيادة السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي مستعدة لتلبية النداء تحت أي ظرف للدفاع عن الجنوب من المهرة إلى باب المندب.

وحرص المشاركون في المسيرة على التأكيد بأنها تفويض رسمي للحزام الأمني بملاحقة القتلة والمجرمين، والمطالبة بالوقوف مع قوات الحزام لاستقرار المحافظة.
وبدوره، قال الناشط نظمي محسن ناصر الأمين العام لمنتدى المهندس للوعي الجنوبي: "رسالتنا اليوم هي بمثابة رسالة سياسية تتبلور في رفضنا للإرهاب، وعازمون على اقتلاعه من جذوره وتطهير بؤره وأدواته التي أقلقت السكينة العامة وسفكت دماء كوادرنا المؤهلة ابتداء بالشهيد المفكر القائد م. عبدالله حسن الضالعي وانتهاء بـ د. خالد عبده الحميدي"، موضحاً أن الضالع أقرت "تصحيح وترميم الجبهة الداخلية، ولن تسمح لأدوات الإرهاب وخلايا منظومة الاحتلال الإخواني أن تعبث بأمن واستقرار الضالع، رسالتنا ليس للداخل فقط وإنما هي للعالم أجمع نرسلها من الضالع المدرسة النضالية العريقة مفادها أن لا مكان للإرهاب وأذنابه في أرضنا ومجتمعنا، ونحن أبناء الجنوب مع كافة القوى الحية في المنطقة العربية والعالمية لمحاربة هذا الداء الخبيث، فنحن بيئة طاردة للإرهاب ".

وأضاف: "للمسيرة رسالة عسكرية نرسلها لمنظومة الاحتلال الإخواني بأننا قادرون على الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه التآمر على الضالع مع القوى المعادية لقضيتنا العادلة ونضالنا المشروع من أجل استعادة الحق الجنوبي، وردع تلك العناصر الإرهابية التي تعمل لصالح جناح حزب الإصلاح اليمني الذي يقوم بدعم تلك العناصر بالمال والمخدرات والسلاح من أجل تمزيق الضالع واغتيال خيرة رجالها، وما مسيرة اليوم إلا دليل قاطع على العزم النهائي لاستئصال هذا الشر وتطهير الضالع من دنسه لكي نتفرغ لعدو آخر متربص بنا على مشارف خطوط التماس".

وتابع: "رسالتنا الثالثة هي رسالة اجتماعية مضمونها أن الضالع على قلب رجل واحد، وأن لا مكان بيننا للعملاء والدخلاء، ولن يستطيعوا تفريق اللحمة الاجتماعية للضالع، والأيام القليلة القادمة ستشهد اجتثاث وتطهير لأدوات الشر وبؤرها، وسنخرج الجرذان من مخابئها ولن تعود أبداً".
محسن علي سنان مدير مكتب الثقافة بالمحافظة يرى أن الاغتيالات المتراكمة منذ ما قبل الحرب أوصلت الضالع إلى عنق الزجاجة، موضحاً أن القائمة طويلة وهذا القتل غير المبرر والوضع الأمني المهزوز نظراً لعدم وجود الأجهزة الأمنية المتعاونة مع بعضها البعض، وقال: "لقد أتعبنا المقاومة بالمهام الأمنية وهم غير مؤهلين أو مدربين، نحن نريد دولة مدنية تقوم على القانون والعدالة المتساوية، وهذه العدالة لا يمكن أن تحققها إلا أجهزة أمنية فاعلة".

وأضاف: "الحزام الأمني، مشكوراً، يتولى الدفاع عن الأرض من أطماع المليشيات في الخطوط الأمامية وقدم الكثير من الشهداء والجرحى، لكن أضفنا له حمل فوق الأحمال التي يقوم بها في الظروف الآنية، والتي أسندت له بعد اغتيال العميد المندد به، والذي يعتبر أيضاً جميعنا في الضالع متهمون بدمه حتى يظهر القاتل، بعدها يجب أن تتوحد وتتراص الصفوف في الضالع لخوض غمار معركة التحرير المتكاملة وصد العدو الحوثي، لأن العدو متربص بنا والتربص يجب أن تقابله وحدة الجنوبيين بشكل عام من المهرة حتى باب المندب للوصول إلى استعادة الدولة، دولة النظام والقانون، الدولة التي يتساوى فيها جميع الناس فلا دوله للشللية والمناطقية، ونقول ألف مرة لا للعصبوية الجاهلية ولا للمناطقية في قاموس الجنوبيين اليوم".

العقيد عبد الناصر الطبقي رئيس انتقالي جحاف قال: "أردنا أن نوصل رساله رفضنا تحول الضالع من رمز للحرية والنضال والسلم الاجتماعي وتأسيس دعائم الدولة الجنوبية المنشودة دوله النظام والقانون إلى مدينة مختطفة بأيدي أنفار يعبثون على ترابها الطاهر القتل والفساد والبلطجة بجميع صورها، أردنا أن نقول أننا لا نقبل إلا أن نجعل الضالع كما أردنا وأراد مناضلوها وشرفاؤها وشهداؤها الذين رووا أرضها بدمائهم، وأردنا أيضاً أن نقول للحزام الأمني كن مع ترسيخ الدولة والقانون، وستتحد كل الضالع خلفك وبجانبك داعمة مساندة لكل جهودك الأمنية الرامية لضرب كل من اتهم أو اشتبه به في الجرائم بلا أي رحمة أو شفقة أو وساطة أو عفو".

فيما وجه أ. نبيل صالح محمد صوحل، أستاذ معيد في كلية التربية الضالع، رسالة مفادها "ضرورة إرساء وتثبيت الأمن والاستقرار في محافظة الضالع ومحاسبة القتلة المجرمين الذين امتدت أياديهم لقتل عميد كلية التربية وغيره من الشرفاء فهدفهم بجريمتهم تلك هو قتل العلم والعلماء ليسود الجهل ويتمدد الظلام".
وأوضح مدير دائرة الثقافة في انتقالي الضالع محمد محمود أحمد أن المسيرة الجماهيرية تحمل رسائل عدة أهمها اجتثاث الإرهاب ومصادره وبؤره والتأييد المطلق لقرارات وتوجهات المجلس الانتقالي في معركة القضاء على الإرهاب، وتفويض الحزام الأمني بقيادة العميد القبة في مكافحته واجتثاثه، وأخيراً التفاف شعب الجنوب حول قيادته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى