النازحون إلى أبين.. معاناة إنسانية ومخاوف من استغلالهم

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

> تعاني محافظة أبين التي تعرضت بنيتها التحتية للدمار، وتشهدت حروباً ووضعاً مأساوياً منذ قرابة عشرة أعوام، من تدفق قرابة 7 آلاف نازح إليها وفقاً لتقديرات الوحدة التنفيذية للنازحين.
ومع أن الإحصائية الرسمية تشير إلى حصة محدودة مقارنةً بمحافظات أخرى، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أربعة ملايين نازح داخل البلد، إلا أن الوضع الأمني والتوتر العسكري في المحافظة يضاعف من معاناة النازحين ومخاوف من استغلالهم لا سيما الكثير منهم قدموا من محافظات شمالية.

ويرى عدد من المعنيين والشخصيات الاجتماعية التقتهم "الأيام" ضرورة الإسراع في تنظيم وضع النازحين وتجميعهم في مخيم إيواء موحد وتوفير احتياجاتهم حتى تستقر الأوضاع في مناطقهم، لتتم إعادتهم إليها، فيما يرى آخرون أن إبقاء النازحين في أكثر من منطقة بالمحافظة يضاعف أعباء الحياة على المجتمعات المستضيفة، ويشكل أيضاً تهديداً مستقبلاً لطموحات الجنوبيين في تقرير مصيرهم وخياراتهم السياسية.

وطبقاً لجون نيكولاس، ممثل مفوضية شؤون اللاجئين، فإن نصف النازحين في البلاد يتواجدون في مناطق انعدام الأمن الغذائي.
وقال ممثل المفوضية، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنّ عدد النازحين في اليمن ارتفع إلى أربعة ملايين شخص.

أولوية اهتماماتنا
ويقول رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بأبين العميد عبدالله الحوتري: إن المجلس يتابع قضية النازحين، وتحديداً القادمين من المحافظات الشمالية باهتمام كبير، ويرى ضرورة تجميعهم في مخيم إيوائي واحد".
وأضاف الحوتري في حديثه لـ "الأيام": "هناك أطراف تعرقل الجهود الإنسانية المتمثلة في تجميع النازحين في مخيم إيواء بوقت لدينا فيه مخاوف من استغلال وجودهم لتنفيذ سياسات أخرى معادية لتطلعات الجنوبيين".

وتابع: "شكلنا أكثر من لجنة من أجل إيجاد مخيم موحد للنازحين، ونريد تعاون جميع الأجهزة الأمنية، وخصوصاً بعد تزايد انتشار الجريمة والمخدرات والأمراض، وتزايد أعداد المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي في الطرقات دون تحرك من الجهات المعنية باللاجئين، ونخشى على مواطنينا من انتشار الأمراض والأوبئة".

مخيم إيواء موحد
من جانبه، يرى مدير إدارة الشباب والطلاب بانتقالي أبين عبد الرقيب السنيدي أن هناك دوراً وصفه بالمشبوه يتمثل في نقل وتكديس النازحين في محافظة أبين، ويعتبر ذلك خلطاً للأوراق في محافظة تعاني من انعدام الخدمات، وتعاني بنيتها من التدمير والخراب.
ويعتبر السنيدي أن إبقاء النازحين خارج مخيم إيواء مشكلة، مطالباً بضرورة تخصيص مخيم إيواء موحد ينهي العشوائية القائمة في التعامل مع ملف النزوح إلى المحافظة.

مخيمات متفرقة
مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بأبين أنيس اليوسفي أشار إلى أن عدد النازحين بلغ 7000 نازح يتوزعون على عدة مناطق إيواء في مديريات خنفر وزنجبار وشقرة وأحور ولودر ومودية والوضيع ورصد وغيرها، وتقدم لهم الكثير من الخدمات من قبل المنظمات الإغاثية الداعمة.
وقال: "النازحون متفرقون في عدة مخيمات إيواء بمديريات أبين، ولم نتمكن من تنفيذ مخيم يضمهم جميعاً حتى اليوم".

تعاون وواجب إنساني
رئيس اللجنة المجتمعية بزنجبار فهمي السيد قال: "إن عدد النازحين إلى زنجبار بلغ 850 نازحاً، وتتم مساعدتهم بتقديم الكثير من الخدمات لهم، إضافة إلى إدماجهم مع المجتمع، حيث إن أبناءهم يدرسون في المدارس، وتقدم تسهيلات كثيرة من أجل مواجهة أعباء الحياة".
وأضاف: "نقوم بواجباتنا كمجتمع مستضيف من خلال متابعة كل مستحقات النازحين واحتياجاتهم بعد أن شردتهم الحرب من ديارهم وتركوها مرغمين".

وتابع: "السلطة المحلية في زنجبار تساهم وتتعاون في تسهيل كافة الإجراءات للنازحين، وأغلبيتهم قدموا من محافظتي الحديدة وتعز كواجب إنساني بحت".

مخاوف وقلق
عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي محمد العمود يرى أن هناك ثمة مخاوف وراء تكديس النازحين في مديريات أبين بعيدة عن الجانب الإنساني.
وقال: "هناك منظمات شرعت ببناء منازل للنازحين في بعض حارات مدينة زنجبار، وتم توقيفها باعتبار أعمالها منافية لطبيعة دورها الإنساني، ونخشى من الدور القطري والتركي في العبث بملف النازحين".

الحصول على شهادة ميلاد حق لكل المواليد، وتكفله كافة القوانين، لكن في وضع غير مستقر ينتقد عضو الجمعية الوطنية إصدار شهادات ميلاد لأبناء النازحين من الأحوال المدنية بمحافظة أبين، ويرى أن هذه العملية قد يتم توظيفها لخلط الأوراق، حسب قوله.

حالة عدم الاستقرار التي تشهدها محافظة أبين وشبح الحرب الدائرة ولدت مخاوف أمنية وحساسية من القادمين إلى المحافظة لدى الكثيرين، وفي هذا الصدد يقول العمود: "نشاهد في الطرقات والشوارع بمديريتي زنجبار وخنفر من المهاجرين من القرن الأفريقي الذين يتدفقون إلى البلاد، وتقوم بتهريبهم عصابات إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وأيضاً، وأنتج تدفقهم إلى محافظة أبين معاناة كبيرة للمواطنين في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.

وقال الناشط الجنوبي محمد الشدادي: "تقع على الجميع مسؤولية تجميع النازحين في مخيم إيواء موحد حرصاً على سلامتهم وأمنهم حتى تتسنى مراقبة الخدمات لمقدمة لهم بعد أن أصبحوا موزعين على عدة مخيمات ومناطق في أبين".

حماية النازحين
وأضاف: "تعاني محافظة أبين من عدم الاستقرار وقد يؤثر هذا الوضع وينعكس سلباً على النازحين، فأين دور الجهات الجنوبية ذات العلاقة لتعمل ما يمكن عمله من أجل نقل جميع النازحين وتجميعهم في مخيم إيواء، وحمايتهم ومنع استغلالهم لتنفيذ أجندات مشبوهة تضر بالمجتمعات المحلية المستضيفة، وتشكل أيضاً خطراً عليهم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى