المنظمات الإغاثية بأبين.. تدخلات مسيسة وغير كافية

> تقرير/سالم حيدرة صالح:

> ناشطون: السلل الغذائية تذهب لبطون غير مستحقيها
يشوب عمل المنظمات العاملة في الجانب الإغاثي الإنساني في مديريتي زنجبار وخنفر بحافظة أبين الارتجال والعشوائية وغياب التنسيق، الأمر الذي أنعكس سلبا على الجهود الرامية للتخفيف من معاناة المواطنين وسط غياب لدور اللجنة الفرعية للإغاثة والجهات الحكومية الأخرى.

تنسيق الجهود الإنسانية
معمر ابراهيم
معمر ابراهيم
ويعتبر رئيس لجنة المنظمات الإغاثية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية زنجبار الأستاذ معمر إبراهيم أن الجهود الإغاثية في محافظة أبين لم تصل إلى المستوى المطلوب.
وأضاف في حديثه "للأيام": "كثير من الأسر تعاني إلى اليوم، ولم تتلقَ الحد الأدنى من المساعدات الإغاثية. نتمنى من جميع المنظمات أن تعقد ورشة عمل خاصة؛ لترتب جهودها، ومن أجل تحقيق أهدافها في الوصول إلى الفئات الأشد فقرا.

غياب دور السلطة المحلية
وأكد معمر إبراهيم أن أغلب تدخلات المنظمات لا تتناسب مع احتياجات المحافظة من المشاريع الحيوية والتنموية.
وقال: "التركيز على العمل الإغاثي أصبح كذر الرماد على العيون، وكثير من المواد الغذائية المقدمة تكون غير صالحة للاستخدام البشري أو لا تتناسب مع ما تحتاجه الأسر، فيضطر المواطن إلى بيع سلته الغذائية لتوفير متطلبات أخرى للبيت.

وأنتقد إبراهيم غياب دور السلطة المحلية والجهات المعنية بالإغاثة قائلا: "من يحدد مكونات السلة الغذائية؟ يجب أن تحدد المواد حسب الاحتياج، وكثير من المنظمات هي من يقوم بعملية المسح الميداني، وهذا خطأ كبير، ونحن نقول أين دور السلطة المحلية؟ وما دورها في كل ما تقوم به المنظمات ؟ ويجب أن تستلم المنظمات جميع البيانات من السلطة المحلية.

جهود مسيسة!
علاء صالح
علاء صالح
وقال مدير إدارة حقوق الإنسان بالمجلس الانتقالي الجنوبي في أبين الأستاذ علاء صالح محمد أن عمل المنظمات الدولية والإغاثية في أبين يحمل طابع سياسي أكثر منه إنساني.

وأضاف: "نجد بعض المنظمات موجهة لطرف معين وأشخاص لا تنطبق عليهم شروط الاستحقاق، سكان أبين الأصليين عانوا قديما، ولا زالت معاناتهم بسبب الصراع الموجود في المحافظة، وتضرر كثير من السكان، لكن المنظمات لم تلتفت إليهم؛ لأن ذلك لا يتوافق مع توجهاتهم، وعليه يتم اختيار ممثلي المنظمات وفقا لتوجهات المنظمة، وليس على مدى تأهيل الكادر مما انعكس سلبا على عملهم".

مسوح دائمة
محمد عبدالرحمن
محمد عبدالرحمن
وقال الناشط الجنوبي محمد عبد الرحمن صالح: "معظم المنظمات الإغاثية التي تعمل في محافظة أبين قدمت كثيرا من الخدمات الإنسانية للنازحين والمواطنين الذين يحتاجون إلى العون والمساعدة؛ بسبب الحالة الاجتماعية والمعيشية الصعبة التي يعيشونها والظروف الحالية التي يمر بها الوطن عمومًا، وكذلك بسبب تدني قيمة العملة مقابل العملات الأجنبية؛ مما فاقم الوضع، والحياة المعيشية أصبحت صعبة للغاية".

وأشار في سياق حديثة لـ "الأيام" أن هناك منظمات ساعدت مثل هذه الأسر الفقيرة والأشد فقراً في توفير المواد الغذائية والإغاثية للنازحين والمقيمين، "وبالنسبة لممثليها من العاملين فأجد معظمهم من الشباب المتمرس في العمل المجتمعي، وعملوا في المنظمات الدولية، ولديهم خبرة ودراية بما يوكل إليهم من عمل، وإن لم يمتلكوا المؤهلات أو لا يتحدثون اللغات".

وتابع: "عمل بعض المنظمات لا يخلوا من العمل السياسي المرتبط بمصالح بعض الدول الداعمة لها، ومع هذا، إن ما تقدمه تلك المنظمات من مساعدات للمحتاجين والفقراء من أبناء الشعب الجنوبي يعد خدمات جيدة تستفيد منها الأسر الفقيرة في التغلب على ظروف الحياة المعيشية، إلا أن بعض المنظمات يبدو من عملها الدائم في المسح وجمع المعلومات أنها تقوم بعمل استخباراتي".

وضع كارثي وبنية تحتية مدمرة
شيخ العويني
شيخ العويني
وقال رئيس المفوضية الجنوبية المستقلة لمحاربة الفساد بأبين شيخ العويني: "تعددت أسماء المنظمات الدولية والإغاثية، وكل يغني على ليلاه، لا تقوم بدورها الإنساني تجاه محافظة أبين، وكل المنظمات تعمل في أبين، ولكن ليس لمصلحة أبين، وتدار من خارج أبين عبر علاقات مشبوهة".

وأضاف العويني: "ماذا قدمت هذه المنظمات التي تعددت أسماؤها من مشاريع في البنية التحتية لمحافظة أبين؟ وماذا قدمت في مجال الطرقات؟ وفي الجوانب الصحية؟ والتربوية؟ والإغاثية؟ ونازحو مدينة شقرة خير مثال في مجال الكهرباء، عام كامل ومدينة شقرة بدون كهرباء أين دور المنظمات ؟ ماذا قدمت المنظمات الإغاثية لنازحي الشيخ سالم والطرية؟".

وتابع حديثه قائلا: "بعض المنظمات الإغاثية في أبين تكيل بمكيالين، تقدم المساعدات المادية والإغاثية لنازحي المناطق الشمالية الموجودين في أبين، وتقدم لهم أفضل التعاون، وتترك نازحي أبين.

دورنا محدود
خالد ابراهيم
خالد ابراهيم
وقال رئيس اللجنة الفرعية للإغاثة خالد إبراهيم: "المنظمات الإغاثية في أبين غير محسوبة على السلطة المحلية، وعملها عمل مدني، وهي لا تخضع للسلطة، وإنما السلطة تشرف على عملها".
وأضاف: "كثير من هذه المنظمات للأسف لا تمكن السلطة المحلية من الإشراف على أنشطتها، وعليه فإننا نلاحظ أن عمل المنظمات عشوائي وغير مرتبط مع السلطة المحلية بمدينة زنجبار وأبين عموما".

وأشار إبراهيم إلى أن اللجنة الفرعية للإغاثة تتبع السلطة المحلية، وتتبع اللجنة العليا للإغاثة، وعملها لا يشمل إلا مساعدات ميسرة لا تتجاوز إلا الرز الصيني وبقية المواد الإغاثية والإيوائية التي تقدم عبر منظمات دولية وتوزع عبر منظمات منفذة، والسلطة المحلية في أبين في غياب تام، وهو الأمر الذي يضع أمام أي جهود أكثر من علامة استفهام.

وأضاف إبراهيم: "لا تشرف اللجنة الفرعية على أعمال المنظمات الدولية والإغاثية التي تدير أعمالها بطريقة عشوائية، وتعتمد على أشخاص من خارج المحافظة، وهذه المنظمات تتواصل مباشرة مع راس هرم السلطة في المديريات متجاوزة اللجنة الفرعية، ويتم التنسيق مع مدير عام المديرية والمنظمة المنفذة، ويتم التنفيذ عبر إشراف السلطة المحلية بالمديرية".

نحاول تصويب العمل
وقال: "لم نقم بتوقيف عمل أي منظمات دولية أو إغاثية، وهذا ليس من اختصاصنا، والمنظمات غير الحكومية لا تعمل تحت السلطة المحلية، لكن نحن نراقب من كثب، ونحاول تصويب أي اختلالات إذا سمع منا، إذ نلاحظ أن بعض المنظمات تعمل في بناء مساكن للنازحين من محافظتي الحديدة وتعز وتدفع لهم إيجارات شهرية للسكن، بينما أبناء أبين نازحون منذ 2011 و2015 وأغلبهم يفترش الأرض ويلتحف السماء، وهذا العمل أثر في نفوسهم وهم يشاهدون التمييز.

تدخلات محدودة
وتابع قائلا: "عمل المنظمات لا يخلو من الفساد، وتغيب فيه الشفافية، وتسوده العشوائية، وبالنسبة لتدخلات عمل هذه المنظمات في أبين غير كافٍ على الإطلاق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى