اليمن.. حكومة جديدة ومعوقات وآمال!

> فوزية رشيد

> ست سنوات مرت منذ سيطر الحوثيون على مناطقَ واسعةٍ في اليمن، بعد انقلابهم على الشرعية، ما جعل تهديدهم كذراع إيرانية ليس فقط للداخل اليمني، وإنما تهديد الأمن القومي السعودي والخليجي، ولذلك كان تحرك «التحالف» ضد ذلك الانقلاب ولإعادة الشرعية بناء على مخرجات الحوار الوطني واتفاق الرياض وقرارات الأمم المتحدة في هذا الصدد، لكن الحوثيين، رغم تعدد طاولات الحوار بينهم وبين الحكومة الشرعية، فإنهم لم يلتزموا قط بأي مخرجات، وإنما ازداد تهديدهم وتسلطهم على الحياة اليمنية وعلى التسبب في الحصار للمدنيين والفقر والبطالة والمرض وتجنيد الأطفال والفساد واختلاس المليارات من أموال الشعب اليمني! فيما المواجهة العسكرية التي قام بها التحالف وجدت نفسها أمام تلاعب أممي يمنع حسم المعارك فيها ومداهنة الحوثيين! إلى جانب المعوقات الذاتية داخل اليمن نفسه، وخاصة بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والمجموعات المؤيدة للحكومة بدعم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، وحيث ظهرت أيضا خلافات واضحة بين تلك المجموعات المؤيدة للشرعية وخاصة من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتهم الحكومة في الجنوب، حيث تتمركز السلطة في عدن، بالفساد ويخوض معارك معها!

المشهد اليمني وكالعادة مليء بالتعقيدات والصعوبات والمعوقات، وها هي حكومة يمنية جديدة بحسب اتفاق الرياض في شقه السياسي تشكل قبل أيام بين الشرعية والمجلس الانتقالي، وسط تساؤلات إن كانت الحكومة الجديدة قادرة على طي صفحة الماضي وتجاوز الخلافات بين طرفيها بعد أن خرجت للنور كحكومة (مناصفة) برئاسة معين عبدالملك؟ والسؤال الآخر إن كان بإمكان الطرفين توحيد الهدف في المرحلة الصعبة التي يعيشها اليمن بحسب اتفاقية الرياض؟!

الواقع اليمني سريالي في أغلب معطياته، وخاصة بعد فشل تشكيل حكومة مركزية، سابقا، متآلفة وقادرة على الاستمرار واعتبار ذلك الفشل أحد العوائق المهمة! وحتى الحكومة الجديدة هناك من يقول إن مبدأ (المناصفة) التي تمت غير مدعوم دستوريا! والعائق الآخر المهم في هذه المرحلة أيضا أن المجلس الانتقالي مشروعه انفصالي، ويعتبر وجوده في الحكومة الجديدة (أنه خطوة أولى من أجل الانفصال لاحقا)! أي أن توحيد الهدف وهو محاربة الانقلابيين الحوثيين يضعف أمام هكذا نوايا!

ما بين الحكومة الجديدة وصعوبات الواقع ومعوقات توحيد الهدف فإن البنية التحتية المفقودة في اليمن وافتقاد المؤسسات المركزية للدولة قد تكون أحد عراقيل عمل الحكومة الجديدة، رغم ما حظيت به من اعتراف إقليمي ودولي، وحيث الأمل يحدو الجميع بأن تتمكن هذه الحكومة من تحقيق حل سياسي والدفع بكل مسارات إنهاء الأزمة اليمنية التي طالت كثيرا، وحيث الدور المحوري للسعودية في تنفيذ اتفاق الرياض هو دعم لافت وهدفه النهائي أمن واستقرار اليمن وانعكاسه على أمن واستقرار الخليج ككل.

«الحوثي» الذي دفع اليمن في أتون الفوضى والصراع بمرجعيته الإيرانية التابع لها أدخل كل المكونات اليمنية في تلك الفوضى، وجعل اليمن مجبرة على الاحتراق اليومي في الصراعات وفي ظرف استثنائي، بسبب الانقلاب على الشرعية وتنفيذ الأجندة الإيرانية داخل اليمن، وتحويله إلى مهدِد قومي للسعودية والخليج، ولذلك فإن الحكومة الجديدة رغم المعوقات مطالبة بتوحيد الجهود العسكرية والسياسية والعمل كفريق واحد وتنظيف مؤسسات الدولة من الفساد وانعدام الفاعلية، إلى جانب الالتفات الجاد إلى الملف المعيشي والاقتصادي وإنقاذ العملة اليمنية، وهي المطالب التي يتشكك البعض في إمكانية النجاح فيها وخاصة أن التجاذبات السياسية بين طرفي الحكومة الجديدة لا تزال محاطة بالكثير من الانتقادات لأداء الشرعية منذ بدء الحرب على الانقلابيين الحوثيين!

فهل ستنجح الحكومة الجديدة في التغلب على المعوقات وتوحيد الهدف وتخليص اليمن من أزمته؟! ذلك متروك كالعادة للمرحلة القادمة!

"أخبار الخليج"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى