"روشن" للفن.. صرح ثقافي يبرز وجه عدن الجميل

> تقرير/ بديع سُلطان:

> ​رغم ما عانته عدن اليمنية من ويلات الحرب، وتعمد مليشيا الحوثي تدمير هوية المدينة، إلا أن ثمة من يحافظ على الذود عنها بمشاريع مبتكرة.
واللافت في هذه المشاريع والأفكار أنها نابعة من أصل المجتمع العدني، حيث تركز على جوهر تراث المدينة، وتقدمه في قالب ومظهر عصري حديث، ضمنت احتواءه على التميز والتفرد.

دار "روشن" للفن، أخذت على عاتقها هذه المهمة، ومضت تمزج بين أصالة الماضي، وحداثة الحاضر، متحسسة معالم الإبهار في المدينة، وتتكفل بإبرازها.
وهي دار فنية ثقافية مستقلة، تهتم بالفنون المعاصرة ودمجها بالتراث الإنساني، كما تعمل الدار على تصنيف مدينة عدن كمتحفٍ مفتوح، وفق ما تقوله مديرة الدار، صمود صالح.
مديرة الدار، صمود صالح
مديرة الدار، صمود صالح

بدأت الدار في تنفيذ فعالياتها الثقافية والإبداعية عقب تحرير المدينة من سيطرة المليشيات الحوثية، بفعالياتٍ من "غير مسمى"، كما تصفها مديرة الدار، التي قالت: "إن الدار اهتمت بالحديث عن ثقافة وهوية عدن".
وتُرجع صمود أسباب إطلاق اسم "روشن" على الدار الفنية، إلى الأصل الهندي للكلمة والمستخدمة في اللغة العدنية القديمة، وتعني "الضوء"، كما أن "الروشن" هو اسم "المشربيات" أو (الشبابيك) الخشبية المستخدمة في عمارة البيت العدني، والتي تسمح بانعكاس الضوء إلى داخل المنزل، وتعطي لساكني البيوت من المحارم رؤية كاملة على الشوارع، دون أن يراهم أحد، أو أن يضطروا لوضع الستار والحجاب.

وأضافت لـ"العين الإخبارية" أن هذه المعاني جميعها مرتبطة باسم الدار، التي تهدف إلى الاطلاع على تجارب العالم، والقدرة على الأخذ من الآخر والاستفادة من تجاربه وثقافاته وتقنياته الحديثة، دون أن نضطر للتخلي عن هويتنا العدنية واليمنية الأصيلة.

وتلفت صمود إلى أن فعاليات الدار استمرت تقام بعفوية ودون تسميةٍ حتى، وذلك خلال عامي 2017 و2018، قبل أن يشهد العام 2019 أول الأعمال الرسمية التي أقامتها دار روشن للفن، وكان عبارة عن معرض للصور الفنية المتخصصة بإبراز وجه عدن اليومي، والحياة في شوارعها وأزقتها، حينها كان لزامًا إطلاق اسم غير تقليدي، يعكس هوية المدينة فكان اسم (02).

و(02) رمز عدني، يرتبط بمفاتيح الاتصالات المحلية والدولية الخاصة بالمدينة، لهذا حمل الاسم أبعاد الخصوصية والهوية المتفردة، لعدن، وهو ما تضمنه المعرض، الذي ركّز على الشوارع العامة وحياة الناس، والأسواق القديمة، والمساجد التاريخية والمقاهي الشعبية، والطراز المعماري الفريد، بكل تفاصيله، بحسب صمود.
وكشفت صمود صالح عن توجه الدار ومساعيها لجعل مدينة عدن متحفًا مفتوحًا، على غرار الكثير من المدن السياحية العالمية، عطفًا على ما تمتلكه المدينة من مقومات سياحية وجمالية، تتداخل فيها الطبيعة والتضاريس الجبلية والجزر، مع الموروث التاريخي والشعبي الثري.

وأشارت مديرة دار روشن للفن، إلى اعتزام الدار إقامة معرض للصور الجوية باستخدام طائرات "الدرون"، هو الأول من نوعه في اليمن، للمصور المتخصص في هذا المجال، جلال هيكل.
ونوهت إلى أن هذا المعرض سيتضمن صورًا جوية تلتقط لأول مرة للعديد من المناطق الطبيعية والأثرية والتاريخية في مختلف المحافظات اليمنية، وليس عدن فقط.

العين الإخبارية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى