الحضارم وزمن أبوبكر بن شيخ

> كل ما أظهره التاريخ في بروز دول أو انتفاضات بحضرموت، هناك يد للخارج من كل بد تغمس نفسها للكرسوع، وتخفي أو تفصح عن نواياها التي تضمنها دستور الظهور أو ثقافة الرفض والقبول في مجمل تكوين الفكر السياسي الحضرمي أو انقياده للأفكار التي تجوب المنطقة آنذاك حتي ما قدمه المستقبل الذي أطل وما نحن فيه اليوم.

أول ظهور للفكر الوطني، في حضرموت، ونوايا الإصلاح التي توزعت بين أبوبكر بن الشيخ الكاف وبين دولة بن عبدات وما حدث من متغيرات جعل بريطانيا تأتي بقضها وقضيضها مرتين، الأولى: داعية إصلاح عبر الهولندي فان در ميولين، والثانية: بطائراتها وكتائب الهنود لضرب الغرفة حال أن غادر المستشار السعودي، المستشرق (فيلبي)، وأنهي زيارته لحضرموت في الثلاثينيات المنصرمة. وكلتا الحالتين هما أحكام القبضة علي حضرموت أولاً وإتمام الهدوء والإسكات القبلي لأي تمردات من الشرق، تقلق عدن، المركز الذي تحكم من خلاله حضرموت، وتجري عقد الاتفاقات إما أمام ميناء الشحر أو ميناء المكلا.

وحين حانت ساعة الإصلاحات من رؤية بريطانية وحضرمية سمح للمال الحضرمي بالتدفق من جاؤوا سنغافورا وإندونيسيا بالدخول وأعقبه مال السواحل والصومال وترك له يمهد الأرض، وفتح الأفق يومذاك، لتحسين الصورة التي مزقتها النزاعات والجوع والفقر.

وحين تدفق المال لخدمة دولة بن عبدات بالغرفة وما قيل (ردوش يالغرفة كما، برلين.. بين مسترانجرامس وتشمبرلين)، ومن زاوية أخري حجب هذا المال ووضع الهولنديون اليد على ما تبقي، لابن عبدات من أموال قد تدعم دولته الحضرمية المنشقة هناك، وقدمت بريطانيا الاستشارة بديلاً لسلطان سيئون اطمئناناً وترضياً. وهذا، يدلل أن تحرك المال الحضرمي ثم ما يرافقه من مخاوف مثل التبرم من تدفق، أموال آل بن كوير وجلب الإيطاليين للمكلا، وهو ما خلق تردداً وارتجافاً للمال الحضرمي إلي حالنا الحاضر وما به من تداعيات ذاك الزمن وإخضاع سقف المال الحضرمي وتحركه، وهي التي خططت لاقتصاد مهزوز لم يسد الرمق ولم يقوى لتغيير مجري الحدث حين أتي زمن 1967م.

مؤتمر (القمرة) القبلي في 65م الذي دعي من خارج الشق الحاكم بحضرموت، وحسب للخارج المجاور واللصيق وان بستار حضرمي كان في مجمله ضد رياح التحرر آنذاك، وامتداد ليد الممول الخصم للإنجليز ودس أنفه في شؤون حضرموت في وجه الاستقلال الذي يبعد مسافة سنتين أو ثلاث من مكان انعقاده زمناً، وهذا لا يجعل الأمر يتشابه اليوم إطلاقاً، إذ إن هناك فارقاً جوهرياً كبيراً في المظاهر، وأن ما يجمع بينهما هو المكان والسؤال الضائع إلي متي ومن يدق الجرس؟!

إنما بين ما نضج في زمن أبوبكر بن شيخ ومن خلفه، وإحياء الذكرى السنوية للهبة وشهدائها هل يعيد فكرة الحضارم القديمة ليس المكان وحده دليل، بل هناك شواهد.. تدنو وتقترب؟.. إن لم نخطئ!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى