حكومة نصف بنصف أم ثلاثة أرباع بربع؟

> لأول مرة بعد العام 1994م يتم تشكيل حكومة مناصفة شمالا وجنوبا، بهذا المسمى فرض الجنوبيون إرادتهم وأجبروا المجتمع الدولي ودول الجوار على الإقرار بحقهم كجنوبيين لهم كيان خاص بهم، فقبولهم بالشراكة في حكومة المناصفة بينهم وبين الشمال وحده مكسب طالما تمنوه.

فها هو اليوم أمر واقع الجنوبيين والشماليين فيما كان يسمى باليمن الموحد يتم الفصل بينهم رسميا بتأييد ومباركة إقليمية ودولية فيستقيم الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي في المنتصف علامة حدودية بين الشمال والجنوب في صورة تذكارية لا يمكن نسيانها، والمدققون في ثنايا الصورة ورسائلها لن يفوتهم قراءة ما بين السطور وسيجدون في هذا عودة الدولتين في جنوب الجزيرة العربية والتي كانت تسمى حتى الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م باليمن الموحد أو اليمن الاتحادي.

بعد أن اقتطع الحوثي مسمى اليمن ليغير هويته وتراثه وعروبيته فيفرض بحكم السيطرة على الأرض دولة جديدة تحمل شكليا في الشمال المسمى اليمني العروبي، بينما واقعيا طلاها الحوثيون باللون الأخضر الإمامي واللون الأحمر الحسيني ويربط ما كان يسمى باليمن الشمالي الزيدي المذهب بقوى المقاومة الشيعية الاثني عشرية أتباع إيران. ولم يتبقَّ من الدولة اليمنية غير بقايا من محافظات لا تدين بالولاء لحركة أنصار الله الحوثية حاكمة اليمن ولا تنتمي للجنوب السياسي والجغرافي وهذه الكنتونات المتبقية من محافظات شمالية خاضعة للشرعية الممثلة للمسمى اليمني المعترف به دوليا حتى الآن، وهو الذي قاسم الجنوبيين في الشراكة بالمناصفة، وبهذا صار الجنوب كاملا بيد الجنوبيين بحكم الأمر الواقع، وبالأمر المفروض بالتفاوض أو بالقوة حتى يكتمل مسمى الجنوب الحقيقي ما قبل 22 مايو 1990م، وعلى هذا سيدور الأمر الآن.

النصف الجنوبي في التشكيل الحكومي الجديد والرئاسة للجنوبي الأكثر غلبة عبدربه منصور هادي هل يرجحا كفة المصالح الجنوبية وحماية مكاسبها العسكرية والسياسية والاقتصادية بغطاء الجنوب ويلتحقون بشعب الجنوب طالما والشمال في قبضة الحوثيين وشماليو الشراكة والمناصفة متحالفون معه سرا وعلانية؟

وهل يشهد الجنوب تغييرا في طريقة الإدارة لإسقاط نفوذ وسيطرة الحوثيين شعبيا وسحب البساط من تحت أقدامهم بما سيلمسه المواطن الشمالي من ازدهار في الجنوب يغريهم ليظفروا بحظ مثل الجنوبيين فينتفضون ضد الحوثي ويثورون كالبركان لاستئصاله والتخلص منه لإنقاذ وضعهم المعيشي المتدهور وينهون عهد الإمامة والتشيع والرضوخ لهيمنة فتية الكهوف والصرخة والملازم؟

وأمر آخر لا يمكن توقعه في للجنوب.. أيعقل بعد كل تلك الإنجازات الجنوبية أن يخذل الوزراء السبعة جنوبيي الشرعية ويرجحون كفة العمل ضد الجنوب بغض النظر عن الوظيفة السياسية لهم كوزراء في حكومة كلنا يعرف استحالة أداء وظائفها خارج حدود الجنوب السياسي والجغرافي؟
إن مآل القضية الجنوبية وترجيح كفتها صار بيد الجنوبيين أنفسهم أيكونون نصف سياسي واقتصادي جنوبي متحد صلب وقوي أم يرجحون كفة الشمال بإضافة ربع إلى نصف الشمال في الحكومة، فتعود الغلبة من جديد للشمال على الجنوب وتحل النكبة بهم وبذويهم الجنوبيين؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى