يمنيون يقهرون الإعاقة بتنمية المجتمع.. قصة نجاح

> تقرير/ بديع سُلطان:

> ​ترسم النفوس ذوات الهمم في اليمن ملاحم حية جسدتها من خلال انتصارها على إعاقتها، والمساهمة جنبا إلى جنب مع أفراده لتنمية المجتمع.
وتتخرج هذه النماذج الملهمة لذوي الاحتياجات الخاصة، من جمعية رعاية وتأهيل المعاقين في محافظة شبوة جنوبي اليمن، بعد أن تكون قد تلقت تأهيلاً وتعليماً نوعياً؛ لتنطلق إثر ذلك نحو سوق العمل والمجتمع لتثبت ذاتها، كأعضاء فاعلين ومنتجين.

يأتي ذلك، رغم شح الإمكانيات والقدرات المحدودة التي تمتلكها جمعية رعاية وتأهيل المعاقين بشبوة، كما يقول أمينها العام ومدير مركزها التعليمي محمد عوض دحيلة، الذي يؤكد أن هذه المعضلة لم تشكل يوما عائقا رغم أهمية الإمكانيات في تحقيق مزيد من التقدم.
ويضيف دخيلة لـ"العين الإخبارية"، أن الجمعية تركز على جانب التأهيل والتعليم مهنيًا وعلميًا، باعتباره أهم ما يمكن تقديمه لذوي الاحتياجات الخاصة، من منتسبي الجمعية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه أدى إلى إكساب الشباب والأطفال مهارات ومعارف استفادوا منها في واقعهم، وساعدتهم على الانخراط في المجتمع.

وأشار إلى أن هناك مجموعة من الصم والبكم درسوا في مركز الجمعية التعليمي بشبوة، وبعضهم يعمل حاليًا كمعلم، ومنهم من يقدم خدمات العلاج الطبيعي للمعاقين حركيا، كما أن كثيرا منهم انطلقوا في سوق العمل، وأسسوا مشاريعهم الخاصة.
ولفت دحيلة إلى عدد من النماذج الحية، التي يمكن الإشارة إليها بالبنان واعتبارها قصص نجاح واقعية، تدربت في الجمعية وشقّت طريقها في الحياة بكل ثقةٍ وإرادة.

ويتحدث أمين عام جمعية المعاقين بشبوة، عن الشاب علوي الحامد، من فئة الصم والبكم، والذي شق طريقه في عالم التعليم، عقب تلقيه تأهيلاً متخصصًا في الجمعية، ساعده ليصبح معلمًا لأقرانه من المصابين بنفس إعاقته.
كما أضاف دحيلة أن الشاب مرزق أحمد مرزق، مرّ بذات تجربة زميله علوي الحامد، حيث كان أصما وأبكما، وانخراط في عالم التدريب والتأهيل بالجمعية؛ مما منحه القدرة على مساعدة فئة أخرى من المعاقين، من خلال تقديم خدمة العلاج الطبيعي لهم، عقب تمكنه من تعلم وممارسة هذا المجال الحيوي.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فثمة نماذج تستحق تسليط الضوء عليها، بحسب أمين عام جمعية رعاية وتأهيل المعاقين بشبوة، الذي أشار إلى أحد أعضاء الهيئة الإدارية بالجمعية، ممن يعانون إعاقةً حركية، غير أنه قهر إعاقته عبر العمل كمهندس سيارات والمعدات والآليات الثقيلة.
وهناك العديد من النماذج الأخرى، التي تحدث عنها دحيلة، من المعاقين حركيًا وضعاف النظر، والتي تكفلت بها الجمعية ودعمتها وشجعتها للالتحاق بالتعليم الجامعي، عبر الدراسة في كليتي النفط والتربية بمدينة عتق، والتابعتين لجامعة عدن.

كما لفت إلى وجود طبيبتين من منتسبات الجمعية، تخرجتا من المعاهد الطبية وتمارسان عملهما بكل ثقة وإصرار، بالإضافة إلى إحدى المعاقات اللاتي تخرجت من مراكز تحفيظ القرآن الكريم، ومضت تُدرّس في إحدى المدارس بمدينة عتق.
وتهتم جمعية رعاية وتأهيل المعاقين بشبوة إلى جانب كل ذلك، بتنفيذ دورات مهنية قصيرة، في مجالات صيانة السيارات والمعدات الثقيلة، وكذا هندسة الكمبيوتر؛ تستهدف المعاقين ومنتسبي الجمعية بشكل رئيسي، بالإضافة إلى تأهيل نوعي في مجال تعليم الحاسوب.

واختتم مدير المركز التعليمي بجمعية رعاية وتأهيل المعاقين وأمينها العام تصريحه لـ"العين الإخبارية"، بالإشارة إلى افتتاح مركز متخصص للتوحد ومتلازمة داون، خلال العام الماضي، يحتوي على عشرات الطلبة من الجنسين، ووفرت الجمعية مدرسين متخصصين بمؤهلات جامعية، لتدريس وتعليم هذه الفئة التي تحتاج تعاملاً خاصًا يلائم خصوصية حالاتهم.

العين الإخبارية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى