جنرال أمريكي: الحلول السريعة للأزمة اليمنية أدت لخيبة أمل إستراتيجية

> «الأيام» غرفة الأخبار

> قال قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق الجنرال جوزيف فوتيل، إن الدعم السياسي في اليمن وليس تصنيف الإرهاب هو المفتاح الرئيس للمضي قدماً في عملية السلام في البلاد التي تشهداً حرباً منذ ست سنوات.

وأضاف فوتيل وهو زميل بارز في الأمن القومي في معهد الشرق الأوسط في مقال له نشره على الموقع الرسمي لمعهد الشرق الأوسط، أمس: "حان الوقت الآن لإعادة ضبط الوضع السياسي ويجب على الولايات المتحدة، وهي غير مقاتلة بشكل مباشر في الحرب الأهلية، لكنها بالتأكيد زعيم مهم ومؤثر في المنطقة، أن تلعب دوراً مهماً.

وأشار الجنرال الأمريكي الذي كان مسؤولاً عن إجراء العمليات العسكرية ودعم السياسة الأمنية الأمريكية في اليمن من 2016 - 2019، إلى أن المسؤوليات في الحرب تركزت بشكل أساسي على حملة مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة.

ولفت إلى أن المسؤوليات تضمنت بعض الأهداف الأخرى، من أهمها دعم المبعوث الخاص للأمم المتحدة أثناء سعيه إلى عملية إنهاء الحرب المستمرة، وقال "غالباً ما تؤدي محاولة الحلول السريعة والمباشرة للمشاكل ذات التوترات العميقة إلى خيبة أمل إستراتيجية، وقد أثبت اليمن مراراً وتكراراً صحة هذا".

كما أشار إلى أن هناك أدلة متزايدة على القتال الذي طال أمده في مأرب، وهي منطقة ذات أهمية إستراتيجية في البلاد، والتي تعد مركزاً لإنتاج النفط والغاز، كما تتزايد حالات هجمات الألغام في البحر الأحمر.

وتابع إن "عدم الكفاءة والتعنت من جانب المتحاربين الأساسيين يفسد العملية السياسية الحالية، من النادر أن يكون الوضع الإنساني أسوأ، فالأرقام تتحدث عن نفسها: يحتاج 24 مليون شخص (بما في ذلك 12 مليون طفل) إلى الإغاثة الطارئة والمساعدات الإنسانية. تفاقم جائحة كورونا من هذا الوضع المروع، وتهدد بمزيد من التدهور".

واستطرد الجنرال الأمريكي "يجب أن يشمل دور أمريكا تشجيع جميع الأطراف على عملية سياسية أكثر شمولاً تقلل العنف وترفع الأصوات اليمنية والدولية، وتتحرك نحو أهداف محددة يمكن تحقيقها بمرور الوقت".

وقال إن الحلول التي يُزعم أنها إما سريعة أو بسيطة هي في الواقع خطيرة للغاية.

واعتبر الجنرال الأمريكي تصنيف الإدارة الحالية جماعة الحوثي منظمة إرهابية لن يساعد في دفع الولايات المتحدة أو المشاركين المختلفين الآخرين في هذا الصراع نحو تسوية إستراتيجية دائمة، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي أثارت الصراع في اليمن وأطالت أمده، وهي تحكم الآن سكانًا يتضورون جوعا وبلد تختفي بنيته التحتية بسرعة.

وأوضح إن الحوثيين لا يستحقون تعاطف أحد، لكن تصنيفهم كمنظمة إرهابية في هذا الوقت لن يخدم مصالح أمريكا أو يعجل بنهاية الصراع، وبدلاً من ذلك، فإنه سيعقد العملية السياسية ويزيد الكارثة الإنسانية، كما أنه سيقوض برامج مكافحة الإرهاب الموثوقة والفعالة التي نعتمد عليها لإبقاء الإرهابيين في مأزق.

وتابع "مع وجود معظم السكان اليمنيين الذين يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، فإن تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية سيعطل تسليم المساعدات الإنسانية الحيوية لملايين الأشخاص، سيعيق ذلك التصنيف المنظمات الأجنبية وسيؤدي إلى إبطاء أو إيقاف الوكالات الدولية التي تدفع لعمال الإغاثة لتقديم الخدمات الأساسية لليمنيين، وسيزيد التصنيف من تعقيد جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدفع المفاوضات والمضي قدماً فيما يعرف الجميع أنه سيكون عملية طويلة لتطبيع اليمن وإعادة بنائه".

واعتبر فوتيل قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أداة مفيدة في حقيبة مجموعة أدوات مكافحة الإرهاب، يكون أكثر فاعلية عند التركيز على أفراد أو مجموعات محددة ثم ربطها بحملاتنا، مضيفاً: "القرار يركز على مواردنا ويحمل العديد من الوسائل غير العسكرية الأخرى التي تحد من حرية العمل وتقطع الدعم الخارجي عن أولئك المعنيين".

وأكد أن التصنيف له تأثيرات من الدرجة الثانية والثالثة يمكن أن تعمل ضد أهدافنا ومصالحنا طويلة الأجل، بما في ذلك التفاصيل التي نوقشت أعلاه، الفكرة الكبيرة هي تعزيز مصالحنا وليس جعل الوضع أسوأ. يجب أن نضع في اعتبارنا هذه الآثار عندما ننظر في خياراتنا باليمن.

وختم الجنرال الأمريكي مقاله بالقول "يستدعي الوضع الحالي في اليمن عملية سياسية ديناميكية مدعومة على نطاق واسع، ويجب أن تستهدف أعمالنا في المستقبل بشكل أساسي هذا الغرض، وأن هذا التصنيف لن يساعد ومن المرجح أن يجعل الوضع السيئ أسوأ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى