​لِنتفاءل بالحكومة ولكن...!

>
رغم كل ما حدثَ مع مجيء الحكومة، فقد ظلّ الشارع يترقّب بشغفٍ الإعلان عنها ومجيئها إلى عدن، ومعها ظلّ أسيراً تتخبّطهُ الهواجس والتّخمينات، فكم من قائلٍ: الوزير فلان إخواني، وآخر يقولُ: وفلان لحساب... وآخر... وآخر...، طبعاً في ظن هذا الشّعب أنّ في هذه الحكومة خَلَاصة من العبثِ الذي يطحنهُ، وفي ذلك شيء من الحقيقة ولا شكّ، لكنّ الواقعي والأكيد هو أنّ الكابوس الفعلي لهذه البلاد هو في الرّأس (السلطة الأعلى)، وأيضاً في أَذرع الإخونجيين المُتغلغلين في كل أجهزة الدولة، وهؤلاء بمقدورهم العبث والتّعطيل وقتما تلقّوا الأوامر من عرّابيهم.

لو قُيّضَ لهذه البلاد، وجيء لها بِحكومةٍ من الروبوتات، وهي مُبَرمَجة للعمل على نَمطِ أفضل وأَنْزَه حكومة في العالمِ كَله، لكنّها لن تستطيع العمل هنا، أَتدرونَ لماذا؟ سأقولُ لكم:
- مَن بِمقدوره أن يُغَيّر في عقليّة ونَمَطِ أداء الجنرال علي محسن وفهمه وتعاطيه مع السلطة؟ أقصدُ مَن سيقولُ لهُ تَوقّف عن نَهبِ نُسبة الـ 30 % من عوائدِ نفط البلاد، أو تَوقّف عن مُراضاة أتباعك من كبار العسكر والشيوخ، وإيفاد أبنائهم الرّاسبين والبلاطجة في بعثاتٍ دراسيّةٍ للخارج بديلاً عن طلبة ناجحين ومُثابرين من عامة الشعب، أو تَوقّف عن ترشيحاتك للإرهابيين وغير المُؤهلين كقادةٍ عسكريين أو دبلوماسيين وخلافه.

- حتّى فخامة الرّئيس عبدربه، مَن سيقولُ لهُ أوقف عبث أبنائكَ ونهبهم وتدخلهم في السلطات الرّسمية، أو تَوقّفَ عن الأمرِ بتعيينِ من زملائك العسكريين القُدامى، وهؤلاء مُعظمهم جَهَلةٌ، وأنت تُعينهم مستشارين كمراضاة، أو عندما يقولُ لهُ أحدهم: إن عُمّال مصفاة عدن وشركة النفط خَرجوا في مظاهرات، وأحرقوا الشّوارع و... و...، والسّبب لأنّ التّاجر أحمد العيسي (من الحاشية) استولى على منشآتهم وعَبث بها، وأقالَ قادتها وكوادرها المُؤهّلين... إلخ، سيكونُ رَدّهُ ببرودٍ قاتل: دعهم يصرخون ليومين ثُمّ سيتوقّفون لماذا؟ لأنّ العيسي من الحاشية و... و...

- ولِنفترض أنّ هذه الحكومة ستنجحُ، ونحنُ نتمنّى ذلك فعلاً، وبافتراضِ أنها نزيهة حقاً وفاعلة، لكنّنا لن نُسقط تَدَخٌلات رؤوس السلطة ومن في حاشيتهم من التّوصيات بِفرضِ المقاولين المُنَفذين للمشاريع من أتباعهم، وهؤلاء سينهبون ويخالفون المواصفات لأجل التّكسب الحرام والمعهود، وهكذا.
هُنا سَنجدُ هذا الوزير "الروبوت الذي افترضناهُ سلفاً"، وعندما يعمل بالآليّةِ المبرمجة للأداء بنظافةٍ وكفاءة ونزاهة، سنجدهُ يَتلقّى لكمة قويّة على رأسهِ من قَبضة الشيخ والفندم علي محسن، وهي ستُطيحُ لهُ بكل شريحة برمجة وفيوز وسِلك و... و... في ناحيةٍ.
لِذلك، فالمسألة هي في عقليّة الرّأس، وفي منهاجيّة أداءه وتَعاطيه مع السلطة، ولذلك أيضاً لم يكذب مَن قالَ: "منين العافية با تجي إذا كان الوجَع في الرّأس" فهو صادقٌ حقاً.. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى