مزارعو أبين يستقبلون موسم حصاد الفول السوداني

> تقرير/ عبدالله الظبي:

> بدأ المزارعون في محافظة أبين موسم حصاد محصول الفول السوداني الذي يعد من أبرز المحاصيل الزراعية التي تنتجها مناطق دلتا أبين.

عبدالقادر السميطي
عبدالقادر السميطي
وقال المهندس الزراعي عبدالقادر خضر السميطي، أحد أبناء منطقة حصن بن عطية "إن محصول الفول السوداني يزرع بصنف واحد منذ بداية السبعينيات تحت اسم (اشفورد)، وقد بدأ مركز أبحاث الكود في تحسين هذا الصنف في بداية التسعينيات، وتم التوصل إلى صنف محسّن سمي صنف كود 92، بذلت فيه جهود كبيرة وتمت زراعته عند بعض المزارعين كحقول تأكيدية، ولكن للأسف لم يتم الحفاظ عليه فقد تم نهب مركز البحوث الزراعية بكل محتوياته، وضاعت جهود الباحثين".

معدلات إنتاج عالية
وأضاف: "أراضي محافظة أبين تحديدا في منطقة حوض الدلتا تجود فيها زراعة محصول الفول السوداني ويحتاج الفدان الواحد حوالي 3 فراسل مقشر أو 6 فراسل مع القشرة لتعطي إنتاجية عالية، حيث تصل كمية الإنتاج للفدان الواحد حوالي من 80 إلى 100 فراسلة، وهذا يعد إنتاجا عاليا وممتازا".
وأشار إلى أن "محصول الفول السوداني عضوي لا نستخدم له أي نوع من المبيدات السامة رغم إصابته ببعض الحشرات مثل الذبابة البيضاء والتي لا تؤثر على نمو النباتات، وهو من المحاصيل الصديقة للبيئة والتي تحسن التربة الزراعية من خلال العقد البكتيرية الموجودة في جذور النبات".

وقال: "لا تضاف للأرض الزراعية أثناء زراعة الفول أي نوع من المخصبات، وهنا أقصد الأسمدة الكيماوية بأنواعها، حيث إن الأراضي التي تزرع الفول السوداني تُروى بالماء مرة واحدة فقط من السيول التي تتدفق من وادي بنا ووادي حسان، وعادة تكون محملة بالطمي والعناصر الغذائية بجميع أنواعها ومسمياتها، ويكون الري عادة بارتفاع 60 إلى 80 سم تكفي المحصول حوالي 5 أشهر تقريبا دون أن يحتاج ريا إضافيا".

وتابع حديثه قائلا: "يقوم المزارع بجهد غير عادي لإجراء العمليات الزراعية بعد الزراعة، ومن أهمها التعشيب، ونقصد بها هنا إزالة الحشائش الضارة والتي تزاحم المحصول الرئيس على الغذاء، وعادة تُجرى هذه العملية أكثر من مرة، وفي نفس الوقت تأتي عملية أخرى وهي عملية التعشيب (التدفين)، وعملية التدفين من أهم العمليات الزراعية على الإطلاق ويتم فيها تجميع أو تكويم التراب الناعم حول النباتات ليستطيع النبات الثبات واختراق التربة والنمو بشكل أفضل وتكوين الثمار تحت الأرض، وهذه العملية هي آخر العمليات الزراعية قبل مرحلة الحصاد، بعد أربعة شهور إلى أربعة أشهر ونصف تبدأ النباتات بالنضج".

وأشار المهند السليطي إلى أن علامات نضج المحصول تبدأ من خلال اصفرار أوراق النبات بنسبة أكثر من 60 %، بعدها تأتي عملية الحصاد حيث تُجرى عملية الحصاد يدويا ويشترك فيها العمال من الجنسين رجالا ونساء، حيث يقوم العامل بلف عرش النبات وقلعه ومن ثم جني ثمار اللوز باستخدام المصرب أو الشريم أو لوحة من الخشب، بعدها تتم عملية جمع الثمار وتجفيفها وتنقيتها وتعبئتها وتسويقها.

مصدر دخل للكثير من الأسر
قائد السعر
قائد السعر
ومن جانبه تحدث قايد السعر أحد المزارعين في مزرعة لإنتاج الفول السوداني عن كيفية زراعته قائلا :"نقوم في البدء بتصفية الأرض، ثم تتم الزراعة فيها، بعدها يتم جني المحصول، ومن ثم تصفية الأرض مرة أخرى من الحشرات، وتُجنى ثمار الفول السوداني (اللوز ) باستخدام المصرب ولوحة من الخشب لتسقط ثمار اللوز على الخيمة المفروشة، بعدها تجمع الثمار وتنقل إلى الوصر (مكان توضع فيه الثمار بعد الجني) للتجفيف وتترك أياما تحت أشعة الشمس، مع تقليب المحصول يوميا وبعدها تأتي عملية تنظيف المحصول".

وأضاف :"يعتبر محصول الفول السوداني مصدر دخل للكثير من الأسر في محافظة أبين وخاصة الدلتا".

منتج زراعي مهم في دلتا أبين
أنيس سالم
أنيس سالم
المزارع أنيس سالم صالح تحدث لـ "الأيام" قائلا: "تشتهر محافظة أبين بزراعة جميع أنواع المحاصيل الزراعية، وتعد سلة غذاء للمحافظات الجنوبية بسبب تربتها الخصبة، كما يعد الفول السوداني أهم المحاصيل الزراعية التي تنتجها دلتا أبين".

نبذة عن زراعة الفول السوداني
بدأت زراعة الفول السوداني في أبين عام (1958 – 1959م)، وفي منتصف عام 1960 تم استيراد عدة أصناف من جمهورية مصر وتنزانيا، حيث تم تجريب زراعته في المزرعة التجريبية التابعة لمركز البحوث الزراعية في الكود وجعار، لمعرفة مدى تأقلُم هذا المحصول مع الظروف المناخية للمناطق الساحلية، وبدأت التجارب العلمية خلال موسم 1975م 1976م، وتمكن الباحثون بواسطة هذه التجارب من الوصول إلى الأصناف المفضلة من حيث الإنتاج.

وعادة تتم عملية جني هذا المحصول عن طريق الأيدي العاملة من أبناء المنطقة، والتي تشارك فيها النساء والشباب، حيث تتم عملية نقله إلى أماكن خاصة للتخزين والتجفيف، لتتم بذلك العملية التسويقية لبيعه في الأسواق المحلية، أو الطبخ في أفران محلية، أو الاحتفاظ بجزء منه كغذاء للمزارعين، أو بذور للسنة القادمة.

محصول ذو قيمة غذائية
وتكمن أهمية الفول السوداني، والذي يعرف محلياً بـ "اللوز"، لأنه محصول ذو قيمة غذائية عالية، يحتوي على نسبة عالية من البروتين، إذ تبلغ نسبة الزيت في البذور حوالي 25 – 29 %، بالإضافة إلى استعمال بذوره في الأكل بعد تحميصها، كما تدخل بذوره في صناعة الحلويات، بالإضافة إلى استخدام المجموع الخضري منها كعلف للحيوانات، حيث يمكن زراعته في الأراضي الخفيفة، كما تنجح زراعته في الأراضي الرملية حديثة الاستصلاح، مع الاعتناء بتربتها وتسميدها، ولا تصلح زراعته في الأراضي الطينية.

المرتبة الأولى بعد تراجع زراعة القطن
والفول السوداني من المحاصيل الزراعية النقدية، وكان سابقاً يعد المحصول الثاني بعد القطن، ولكن اليوم أصبح الأول بعد أن تراجعت زراعة القطن، وهذا المحصول تتم زراعته في جميع الأراضي الزراعية، وهو يسقى بمياه السيول من وادي دلتا.

ويقول مزارعون لـ "الأيام" إن عملية الحصاد تتم بطريقة يدوية ويشترك فيها عمال من الجنسين رجالا ونساء، حيث يقوم العمال بلف عرش النبات وقلع النبات ومن ثم جني الثمار باستخدام المصرب أو الشريم أو لوحة من الخشب لتسقط الثمار على مساحة مفروشة بالطربال، بعدها يتم تجميع الثمار من أمام العمال ونقلها إلى الوصر للتجفيف وتترك الثمار مدة لا تزيد عن عشرة أيام تحت حرارة الشمس خلال هذه المدة يتم تقليب المحصول يوميا.

والمرحلة ثانية تأتي بعدها، وفيها تتم عملية التصفية و(الذلاحة) لتنظيف المحصول من الأتربة ومن الأوراق والعيدان الجافة، ومن ثم تأتي عملية تجميع المحصول وتعبئته بأكياس مناسبة، ومن ثم نقل المحصول إلى المستودعات أو إلى التجار مباشرة حسب ما يراه المزارع مناسبا له، ثم يتم بيعها في الأسواق، حيث يحضر الكثير من التجار، من جميع المحافظات، إلى مناطق الدلتا لشراء المحصول وتسويقه في المحافظات الأخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى