الوطن البديل!

> ذلك ما يشير إليه قياداتهم من فنادق خمسة نجوم يشيرون إلى احتمال إعادة ما في مجدهم في صنعاء العاصمة التي غادروها هاربين، ولم يجدوا بدا من التفكير المختزل الذي يعيد لهم فكرة استباحة الجنوب، ولكن هذه المرة على نحو مختلف إنها نظرة تكرس بوضوح تام نفس نهج ما بعد 1994م، إلا أن الجنوب هذه المرة لا بد أن يشكل لدى قياداتهم الهاربة مكانناً آمنا للعودة، ولكن على صفحة الأرض الجنوبية بعد أن أيقنوا أن سياسة الأمر الواقع التي فرضها الجنوبيون باتت واضحة، ولا مجال لديهم لممارسة الحرب معها من مواطن إقامتهم في فنادق تركيا وغيرها من البلدان

إذن لا حل لديهم إلا أن تستباح أراضي الجنوب ليحطوا رحالهم يوما على ترابها، هكذا تتكشف مضامين تفكيرهم الذي لا مجال معه لتخطي ما اعتبروه نصرا مؤزرا إثر اجتياح الجوب الأول، وهذا ما يكشف حملة مشاريعهم الوهمية من الزعامات الخائبة التي استشعرت عمق المأزق، ومن أنها لم تعد تمتلك مساحات واسعة للمناورة وممارسة التضليل كل ذلك يأتي قفزاً على حق الجنوبيين في استعادة دولتهم، ووقف مسلسل نهب خبراتهم، متناسين أن ما تحقق من نصر على أرض الجنوب هو حصيلة تضحيات جسام، قدمها شعبنا بقواه الحية القادرة على تغيير المعادلات التي بنوها على أساس أن الجنوب بات ضيعتهم الأبدية وفردوس أحلامهم، ونسوا القول:

وما نيل المطالب بالتمني

ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

حقائق التاريخ كافة لا تشير إلى عودة المجد المسلوب بفرط الأماني والتهديد والوعيد، فهل كان هؤلاء من الثبات في مواقفهم حتى يراهنوا على ما لا يملكون؟

وهل الجنوب مطية الهاربين ممن نفذوا بالأموال التي حصدوها من حقوق شعوبهم؟

وهل تضوي الطيور أيها الملك الضليل إلى غير أعشاشها؟

أم هكذا أنتم مع الرئيس هادي، بشرط أن يفتح لكم فردوسكم الأرضي في الجنوب، وعلى النقيض إذا لم يتوافق مع نمط تفكيركم المختزل؟ الثابت أن كافة المساحات مغلقة، ولا مجال لديكم إلا الدفع بأوراقكم الأخيرة وهي قطها خائبة تماماً.

وباختصار مضى زمن كانت فيه أرضنا الجنوبية مستباحة تحت وطأة أتباعكم ممن تدفعون بهم إلى المحارق، في حين تحتمون في أرقى فنادق العالم، وعلى حد قول الشاعر:

من ذا يعيرك عينه تبكي بها

أرأيت عيننا للبكاء تعار

فلا تبكي على مجدا أضعته بيدك كالنساء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى