لابورتا .. هذيان أم غليان ..؟!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* لستُ (ريالي) الهوى ولا (برشلوني) الهوية فعلاقتي بهما تقتصر فقط على متابعة مسلسلهما نار الجيرة في (لاليجا) ولم يضبط فؤادي متنقلاً حيث يشاء فالحب بالنسبة لي للحبيب الأول الذي شبيت وترعرعت على انتصاراته المدوية محلياً وقارياً ، إنه ليفربول الذي باعد بيني وبين ضفتي مدريد وكاتالونيا ، منذ أن شاهدت - وكنت وقتها طفلاً صغيراً - قائد ليفربول (غريام سونيس) وهو يرفع كأس دوري أبطال أوروبا عام 1984م ، بعد أن شب حريق هائل في قلب روما ، ولم يكن المتهم هذه المرة (نيرون) الرهيب المجنون ، بل كان هداف ليفربول (أيان راش) العجيب الحنون.

* أصدقكم القول إنني أتحاشى قدر الإمكان الدخول في شعاب أهل إسبانيا ، لأسباب ذاتية ، ليس من بينها بالطبع الخوف ، من هوس وجنون ، وتعصب مشجعي الغريمين المتنافرين ، ولكن تجنباً لوجع الرأس ، و الابتعاد عن الحقل الكهرومغناطيسي الذي يحيط الكبيرين بمجال لولبي لا فكاك منه .. كنت قد عزمت على عدم السباحة عكس التيار ، وعدم الاصطياد في المياه الإقليمية للغريمين ، لكن عندما يتحدث رجل برشلوني يكره ريال مدريد كراهية الذباب للون الأزرق يجب أن نتوقف ونحمل كلامه على محمل الجد، لأنه عندما يفرط في كيل الاتهامات لمنافسه ولا يربط لسانه من لغلوغه فكأنه يكشف في لحظة غضب وتوتر كيف تُدار اللعبة في الخفاء ..؟

* توقفتُ أمام جملتين صادمتين وردتا على لسان (خوان لابورتا) في مجمل حواره الاستفزازي مع صحيفة (ماركا) الإسبانية ، وهي صحيفة حسب ظني موالية لنادي ريال مدريد ، ولم أفهم كيف تفتح صحيفة موالية للريال الأبواب والنوافذ أمام (خوان لابورتا) المرشح المحتمل لرئاسة برشلونة بعد أيام قليلة ، وهي تعلم سلاطة لسانه، وحجم تجاوزاته الأدبية وقدرته على تحويل اللقاء إلى برنامج دعائي يستهدف منافسه ولو بالتجني والطعن في بطولات الريال ..؟

* ما علينا .. فهذا ليس بيت القصيد ، وسأدخل في جملتي (لابورتا) دغري دون لف أو دوران : فقد قال (لابورتا) في الجملة الأولى : ريال مدريد يحقق انتصاراته في (لاليجا) بمساعدة تقنية الفيديو (الفار) .. نتوقف قليلاً أمام هذه الجملة ونسأل : هل حكام (الفار) يدبلجون اللقطات المثيرة للجدل ، ويمنحونها نفس ومساحيق (الفوتوشب) لتجييرها ظلماً وعدواناً لصالح الريال ..؟ .. وهل (لابورتا) يشاهد اللقطات وحده بمنظار (هابل) ويرى ما لا نراه ..؟ .. وهل هذا يعني أن ريال مدريد يشتري ذمم حكام الفيديو برخص التراب لإغضاب السيد (لابورتا)؟ .. وهل نفهم من هذه الجملة أن برشلونة كان يتلقى المساعدات من الحكام قبل دخول (الفار) في الخدمة؟.. وهل جاء (الفار) ليجرد برشلونة من تلك المساعدات التي طالما قابلها ريال مدريد بامتعاض في مناسبات كثيرة ..؟ .. يعتقد (لابورتا) أنه في حال فوزه بالانتخابات ، فإنه يستطيع إعادة الهيبة لبرشلونة ، وهل نفهم من كلامه أن برشلونة في عهده ، كان يستمد هيبته من قرارات الحكام ..؟ وهل نفهم من هذا التلميح ، أن (لابورتا) يمتلك خطة لشراء ذمم حكام (الفار)، وتغيير بوصلة ضمائرهم من مدريد إلى كاتالونيا ..؟

* وقال لابورتا في الجملة الثانية : برشلونة فقد مكانته في التعامل مع الحكام خلال المباريات ، منذ تطبيق تقنية (الفار) ، ولا بد من استعادة مكانته في الاتحادات المحلية ، والأوروبية والدولية .. جملة ملغومة من أولها إلى آخرها ، والتعليق عليها يتلخص في طرح تساؤلات منطقية من وزن : هل هيمن برشلونة على البطولات المحلية والأوروبية والدولية في عهد السيد (لابورتا)، لأنه كان متنفذاً ومتوغلاً في الاتحادات؟ .. وهل كان برشلونة ناجحاً لأنه كان قوياً وحاضراً بقوة في الغرف المظلمة حيث يتم التلاعب بمصير النتائج على حسب الطرف المهيمن على القرار ..؟ .. وهل نفهم أن انتصارات ريال مدريد وبطولاته (فالصو) ، وأن صانعها الحقيقي ليس زيدان ، أو رونالدو ، أو كريم بنزيمه ، وإنما الرئيس (فلورنتينو بيريز) لأنه بطل الترابيط ويتحكم في القرار كما كان يفعل (لابورتا) في أيام سادت ثم بادت ، وقد قالها في المقابلة بعظمة لسانه؟

* أتفق معكم تماماً أن كلام (لابورتا) الخطير جداً لن يجد آذاناً مصغية ، ولن يحرك مشاعر الاتحادات التي تعهد (لابورتا) بإعادتها إلى جيبه ، وإلى بيت الطاعة الكاتالوني لأن معظم هذه الاتحادات ينخرها الفساد والعثة استوطنت منسأتها ولم تعد سوى اتحادات خاضعة لسطوة المال والنفوذ والشركات العملاقة ، وهذا الوتر بالذات ، هو الذي يعزف عليه (لابورتا) لكسب الانتخابات القادمة ، فهل كان الرجل ، وهو ضليع في فنون المحاماة ، يهذي متأثراً بماضيه مع (البرشا) ..؟ أم كان يغلي نفسياً من هبوط العملة الكاتالونية في السوق المدريدية البيضاء ..؟

* برنامج (لابورتا) واضح جداً ، وقد قالها على بلاطة ، وبلا مواربة : أكره ريال مدريد وأرغب في إذلاله مجدداً ، وأتعهد باستعادة زمام التأثير على قرارات الاتحادات المحلية و الأوروبية و الدولية .. من الواضح أيضاً أن السيد (لابورتا) في مقابلته مع صحيفة (الماركا) ، أراد تكحيل عيون البرشلونيين بوعود السطوة غير النظيفة ، بالضرب في ريال مدريد من تحت الحزام، لكنه في الواقع عماها تماماً ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى