عودة الأهالي إلى منازلهم بعد أشهر من التشرد والنزوح

> تقرير/ عبدالله الظبي:

> كيف بدت منطقة الشيخ سالم بعد أن تحولت إلى ساحة حرب؟
بدأت عشرات الأسر من أهالي منطقة الشيخ سالم بمحافظة أبين، الواقعة على بعد 15 كيلو مترا عن زنجبار مركز محافظة أبين، بالعودة إلى المنطقة بعد مرور قرابة سبعة أشهر من التشرد والنزوح عن المنطقة التي شهدت مواجهات بين القوات الجنوبية والقوات الموالية للحكومة.
وفي المنطقة شاهدنا آثار الدمار الذي خلفته المواجهات في المنطقة، وهناك استقبلنا عدد من الأطفال بابتسامات عريضة على الرغم من الحزن الشديد على واقع مساكنهم التي لحق بها الدمار ومدرستهم الوحيدة التي تعرضت للقصف ومسجد القرية الذي لم يسلم من القصف المدفعي.

وبدأ أهالي المنطقة يتوافدون تباعا إلى منازلهم بعد أن تجرعوا مرارة النزوح القسري عن ديارهم إلى مناطق مختلفة منذ أن فصلت قوات ألوية العمالقة بالتنسيق مع فريق الارتباط السياسي والعسكري السعودي ما بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيات الإخوان المسلمين الموالية للحكومة.
ويقول الأهالي لـ "الأيام" إن فرقا من قوات ألوية العمالقة الجنوبية قامت بمساعدتهم من خلال إيصال المياه إلى منازلهم عبر الوايتات (صهاريج الماء) وتأمين المنطقة، والقيام بتسهيلات للصيادين لممارسة مهاهم في البحر، ضمن جهودها الإنسانية في تطبيع مظاهر الحياة.
المسجد
المسجد

وأشاد مواطنو منطقة الشيخ سالم بالقوات المسلحة الجنوبية أثناء الحرب بتأمين المنطقة بشكل كامل، وأكدوا أن منازلهم لم تتعرض للنهب خلال فترة نزوحهم، وأنهم اليوم بعد العودة إلى المنطقة يمارسون أعمالهم في البحر بأمان.
ودعا أهالي منطقة الشيخ سالم المنظمات الدولية والمحلية والجهات المختصة إلى تقديم الدعم وإعادة تأهيل المنازل التي تضررت، كما دعوا جميع النازحين إلى العودة للمنطقة، كونها أصبحت آمنة.
بليل حميد
بليل حميد

"نطالب بتعويضات"
ونحن نتجول في منطقة الشيخ سالم من أجل تصوير آثار الدمار والخرب الذي لحق بالمنطقة وسكانها استوقفنا رجل مسن في السبعين من عمره، ويدعى بليل حميد، يجلس أمام منزله ويعمل على خياطة شبك الاصطياد، وقال لنا: "تشردنا من منازلنا خلال المواجهات العسكرية إلى مناطق متفرقة من محافظة أبين، وخلال النزوح عانت الكثير من الأسر عدم توفير إيجار المنازل، لأن الكثير من الأسر في المنطقة تعمل في البحر وتربية الأغنام والنحل وليس لديهم أي دخل آخر".
وأضاف: "كنا نازحين في مناطق متفرقة من مديرية زنجبار ولم تقدم لنا أي من الجهات المختصة في المحافظة أو المنظمات الدولية والمحلية دعما إنسانيا، ومن هنا وعبركم ندعو المنظمات إلى تقديم المساعدة لنا، وكذلك على الجهات المختصة تعويضنا عما لحق بنا وإعادة تأهيل منازلنا التي تدمرت بسبب المواجهات".

سبعة أشهر من التشرد
عبدالله الخضر
عبدالله الخضر
من جهته يقول عبدالله الخضر، أحد سكان منطقة الشيخ سالم، في حديثه لـ "الأيام": "وقعت الحرب عندنا واضطررت أنا وأفراد أسرتي للنزوح إلى مديرية زنجبار، وخلال سبعة أشهر من التشرد عانينا الأمرين، ولكن الحمد الله اليوم عدنا إلى منازلنا، ولكن للأسف تعرضت عدد من المنازل للدمار وتضررت معدات البحر الخاصة بنا".
وأضاف: "منزلي لم يتضرر، والمنازل التي تضررت هنا كانت بفعل القصف، وعبر صحفية "الأيام" نطالب الجهات المختصة والمنظمات الدولية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وغيرها من المنظمات بسرعة التدخل لإغاثة أهالي المنطقة".

"لم نحصل على مساعدات أثناء النزوح"
عباد صالح
عباد صالح
من جانبه قال عباد صالح عوض الشجح: "الكل يعرف ما حصل لأهالي منطقة الشيخ سالم من تشرد ونزوح إلى مناطق متفرقة من المحافظة جراء المواجهات العسكرية، واليوم عدنا إلى منازلنا بعد مرور حوالي سبعة أو ثمانية أشهر".
وأضاف: "نطالب الجهات المختصة بالالتفات إلى معاناة الأهالي في منطقة الشيخ سالم التي تضررت منازلهم نتيجة المواجهات العسكرية التي دارت في محيط المنطقة، وأيضا قوارب الصيادين والتي تعتبر مصدر دخلهم الوحيد إلى جانب تربية الأغنام والنحل وكل شيء خسروه خلال تلك المواجهات".
وتابع: "أثناء نزوحنا إلى زنجبار اضطررنا إلى استئجار منازل بمبالغ مرتفعة تصل إلى أكثر من خمسين ألف ريال، ولم تتدخل أي منظمة أو جهة لمساعدتنا".

توجيه بإعادة الخدمات
من جهته كان محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم قد تفقد أحوال المواطنين خلال زيارته إلى منطقة الشيخ سالم للاطلاع على معاناتهم واحتياجاتهم.
وأكد المحافظ، في تصريح لوسائل الإعلام، عزمه في إعادة كل صور الحياة إلى المنطقة من خلال إعادة تأهيل المرافق الخدمية الحيوية الهامة التي تضررت من الحرب في جوانب الصحة والمياه والكهرباء والتعليم.

المحافظ يثمن جهود ألوية العمالقة
وأشاد محافظ أبين بالدور الذي تقوم به قيادات قوات العمالقة في حفظ السلام بالمحافظة، مؤكداً تقديم كافة التسهيلات لإنجاح مهامهم الرامية إلى عودة الطمأنينة لأبناء أبين.
وتمنى المحافظ من رئيس الحكومة د.عبدالملك التفاعل ودعم عودة الحياة لأبناء المنطقة وأبين بشكل عام من خلال التوجيه العاجل بمعالجة ما دمرته الحرب، ودعم عملية التنمية بالمحافظة، كما ناشد المنظمات الدولية التدخل العاجل بمشاريع تساعد على عودة النازحين الذين فروا من جرّاءِ المواجهات الدامية التي خلفت الدمار وشردت الآلاف.

وخلال زيارة المحافظ الوحدة الصحية وجه مدير عام الصحة بالمحافظة د.جمال ناصر امذيب ومدير الصحة بزنجبار عبدالقادر باجميل بالعمل لإعادة تأهيلها وتوفير الكادر الصحي، ووجه أيضا مدير تربية زنجبار نادر الشحيري بمتابعة عملية إعادة تأهيل المدرسة، كما وجه مدير الكهرباء وإدارة محطة الثلاثين ميجا بتوفير المواد الخاصة بإعادة الكهرباء إلى منطقة شقرة حسب تقرير لجنة الحصر، وربط منطقة الشيخ سالم وقرية الطرية بصورة عاجلة بالخدمة الكهربائية، ووجه المحافظ مدير عام صندوق النظافة منصور وادي بالنزول الفوري وتوفير الآليات وتنظيف القرية من مخلفات الحرب، كما وجه أيضا مدير المياه م.صالح بلعيدي بإعادة المياه بصورة عاجلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى