ذكرى يجب أن تنسى

> كل دول العالم المتقدمة والنامية والنائمة حدثت فيها مآسي وفتن وحروب خلفت قتلى وجرحى إلى يومنا هذا يعانون وخير مثل على ذلك إلى اليابان وماسي القنابل النووية في هيروشيما ونجازكي وآثار ودمار وآلام كئيبة تحكم وتسيطر على التصرفات النفس البشرية، وهذا سلوك طبيعي بشري عادي ومتواجد في كل مجتمعات دول العالم.

وإذا نظرنا إلى معظم دول العالم المتقدمة كيف تجاوزت هذه المآسي، ونست أو تناست ما صار، وحدث بفعل القيادات المخلصة المحبة لأوطانها، وكذلك بعض الدول النامية مثل جنوب إفريقيا ورواندا مؤخرا، وحاولت أن تساير وتجاري ما يعتمل في العالم من تقدم وازدهار لتريح مواطنيها بدرجة أساسية وهامة، وكان ذلك بفعل نسيان أثار تلك الكوارث فعليا ونفسيا وعدم تذكرها قدر الإمكان لتخفف عن مواطنيها أثار ما أصابهم جراء تلك الحروب والكوارث، وهذا حدث نتيجة لجهود مخلصة وصادقة ونسيان ما مضى.

أما آن الأوان يا عرب البادية المتخلفة والمستغربة والمستشرقة والمجاورة أن تنسوا وتتناسوا من منطلق ما ذكرناه آنفا لتنهضوا بوطنكم لتلحقوا بالركب؟ أم يا ترى فوائد جيوبكم وانتفاخ كروشكم جعلتكم لماضيكم اقرب؟!
ثلاثة عشر يناير لن تنسى وأنتم تحتفلون بذكراها كل عام بما يسمى تعريضا التسامح والتصالح، وقبل أن تتسامحوا مع الغير وتصالحوهم، وجب على كل منكم يشعر أنه أخطأ أن يتسامح مع نفسه أولا، ويتصالح مع ذاته بتجريدها من الحقد والغل لفض الأضغان والكره، وبهكذا إجراء وأمر فقط تصلح الأمور، وتهدأ النفوس وتتسامح.

وأعلم أنه لا يرفض أن يتصالح مع نفسه ويتسامح إلا كل حاقد موتور، أملا أن يكون ما حدث من ذكرى التسامح والتصالح هذا العام آخر ذكرى بها يحتفى، ومن يصر على غير ذلك فهو لا شك مستفيد من ذكراها، وجمعنا أمل أن ننساها، كما آمل من أحبتنا أن لا ينقلونها لأبنائنا، كي لا نستمر باجترارها. فهل انتم مستعدون لذلك أم لا تزالون عن الحق حائدين؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى