تجارب مشجعة لإنتاج محصول القمح في دلتا أبين

> تقرير/ عبدالله الظبي

> السميطي: أرض أبين صالحة لزراعة مختلف أنواع الحبوب
الزراعة هي الثروة الحقيقية والنفط الذي لا ينضب، ومحافظة أبين وخصوصا منطقة حوض الدلتا، تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، والتي تجود بها زراعة معظم محاصيل الحبوب، ورغم خصوبة التربة الزراعية إلا أن الجانب الزراعي والذي يعد عصب التنمية في محافظة أبين لم يلقَ أي اهتمام من قبل الدولة، وفي آخر سلم اهتمامات الحكومات المتعاقبة.

وتشتهر محافظة أبين منذ القدم بتنوع محاصيلها الزراعية من خضروات وفواكه وحبوب وغيرها من المنتجات الزراعية، ما جعلها تتبوأ مرتبة متقدمة بين المحافظات اليمنية الزراعية المصدرة للخارج، لكن الزراعة في الوادي الخصيب تعرضت لانتكاسات بسبب الحروب وانعدام الاستقرار وتحتاج إلى التفاتة خصوصا بعد استقرار الأوضاع في المحافظة.

في محافظة أبين التقت "الأيام" المزارع عامر أحمد صالح المعسل في منطقة الخاملة تابعة لمديرية خنفر بمحافظة أبين والذي تمكن من زراعة محصول حبوب القمح، حيث أثبت نجاح زراعة المحصول النقدي الهام بعد زراعته في منطقة يرامس ومنطقة الديو.

أهم المحاصيل النقدية
يقول المزارع عامر المعسل إنه تمكن من زراعة حبوب القمح، والذي يعد من أهم المحاصيل النقدية التي توفر مداخيل بالعملة الصعبة، حيث يمكن البدء بزراعته في بداية شهر 10، يستمر إلى ثلاثة أشهر عبر ري الأراضي الزراعية.

وأضاف: "تشتهر محافظة أبين منذ القدم بزراعة جميع المحاصيل الزراعية وغيرها من المنتجات الزراعية خاصة هنا في منطقة الخاملة، ما جعلها تتبوأ مرتبة متقدمة ما بين جميع المحافظات المصدرة للداخل والخارج والتي توجد بها أفضل الأراضي الزراعية، الحمد لله وبفضل من الله سبحانه وتعالى حاولت زراعة حبوب القمح هنا ونجحت الزراعة".

وتابع قائلا: "السلطة المحلية في المحافظة بقيادة المحافظ اللواء أبوبكر حسين سالم وعدنا عندما طلب منا زراعة حبوب القمح والقطن، بتوفير الطاقة الشمسية، ونحن اليوم نعمل جاهدين وأملنا كبير في المحافظ حتى نحصل على الدعم كذلك المساعدة في تسويق القطن في السوق".

"ثروتنا الحقيقية"
من جانبه قال المهندس زراعي عبدالقادر خضر السميطي في حديثه لـ "الأيام" عن زراعة محصول حبوب القمح في مناطق دلتا أبين: "الزراعة هي الثروة الحقيقية والنفط الذي لا ينضب، ومحافظة أبين وخصوصا منطقة حوض الدلتا تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، والتي تجود بزراعة معظم المحاصيل من الحبوب بكافة أنواعها ومن ضمن هذه الحبوب القمح".

وأضاف: "كان الناس في المحافظة يراهنون على عدم صلاحية زراعة القمح في أبين ولكن المعطيات تؤكد عكس هذا، حيث أثبت نجاح زراعة القمح في منطقة دلتا أبين وتم زراعته في منطقة يرامس ومنطقة الديو، وكنت حينها رئيسا لقسم الإرشاد الحقلي ومعي صديقي م.ناصر مقبل سلام مديرا لجهاز الإرشاد الزراعي المسؤول الأول عن تخطيط ومتابعة وتنفيذ زراعة حقول القمح، ومعنا عدد كبير من المرشدين الزراعين الذين لديهم خبرات متراكمة في زراعة الحبوب بشكل عام، وكذلك كانت لأبحاث الكود بعض المحاولات لزراعة القمح في نفس المركز".

وتابع: "كان من المقرر دعم حوالي 50 حقلا إيضاحي من قبل جهاز الإرشاد الزراعي موزعة على جميع منطقة دلتا أبين كحقول تأكيد به، ولكن بسبب الأحداث عام 2011م تم إيقاف العمل في كل من مركز البحوث الزراعية وجهاز الإرشاد الزراعي، ليتوقف معها النشاط الزراعي ومتابعة زراعة القمح، وبفضل من الله قامت مؤسسة انهض للتنمية والتمكين ممثلة بقسم الأمن الغذائي باستيراد 150 كيلو جراما من بذور قمح غنيمي من محافظة حضرموت سيئون لزراعتها عند أحد المزارعين في منطقة عسلان وهو المزارع على عبود المسعدي، وتم الإشراف الفني من قبلنا وتم نجاح العملية، ورغم صقر المساحة المزروعة والإنتاجية كانت طيبة ومشجعة وما بقي معنا من البذور تم تسليمها مركز أبحاث الكود لزراعتها وتجربتها".

وفي سياق زراعة القمح في أبين قال السميطي "إن أحد المزارعين في منطقة الخاملة توجه بصورة فردية لزراعة القمح، ومن خلال النظر إلى الحقول نتوقع أن تكون الإنتاجية طيبة ومشجعة".

تشجيع المزارعين
وتابع المهندس الزراعي حديثه لـ "الأيام": "نؤكد للجميع أن محافظة أبين منطقة واعدة وصالحة لزراعة جميع محاصيل الحبوب والخضار والفاكهة، وما على إدارة الزراعة ممثلة بالوزارة إلا القيام بواجباتها ومسئولياتها في تشجيع ودعم المنتجين للقمح والحبوب بشكل عام، وكذلك دعم البحوث الزراعية لإجراء مزيد من البحوث في مجال زراعة القمح، للحصول على أصناف محسنة تصلح زراعتها في منطقة دلتا أبين وتتناسب مع مناخ المناطق الساحلية".

منتصف أكتوبر بدء موسم الزراعة
وأكد السميطي في حديثه لـ "الأيام" نجاح زراعة القمح في المحافظة وقال: "على مسؤوليتي الشخصية زراعة القمح في دلتا أبين سيكون الموعد المناسب لها من منتصف أكتوبر حتى نهاية نوفمبر، وأدعو كل المزارعين الذين يمتلكون مساحات كبيرة ولديهم مصدر ري دائم وخصوصا الذين يستخدمون الطاقة الشمسية في ري أراضيهم عليهم استغلال الوقت والموعد المناسب لزراعة القمح".

توفر البذور
وأشار السميطي إلى أن البذور متوفرة في حضرموت "علما بأن الفدان يحتاج إلى 60 إلى 70 كيلو جراما من التقاوي، ويحتاج إلى حوالي 10 ريات، والكوادر الفنية موجودة والعمالة متوفرة، وعلينا أن نأكل من ما نزرع ونلبس من ما نصنع، فالأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي مطلب أساسي لاستمرار الحياة حفاظا على البقاء".
واختتم حديثه بالقول: "علينا أن نزرع أرضنا ونحول لون التربة إلى الأخضر لإنتاج الذهب الأصفر الذي يعتبر غذاء العالم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى