​"الموت جوعًا" يهدد الخيول العربية الأصيلة بالانقراض في اليمن

> صنعاء "الأيام" شينخوا:

> في لحظة وداع.. يُغطي حسن مهدي، حارس نادي الفروسية في صنعاء أحد خيوله بقطعة قماش باهتة.
وقال مهدي: "مات هذا الحصان فجر الأربعاء.. قتله الجوع والمرض".

"لم يكن هُناك شيء يمكنني أن أفعله".. لفظ الحيوان أنفاسه الأخيرة أمام مربيه المهدي.
الخيول الموجودة في نادي الفروسية هي خيول عربية أصيلة، وهي من أرقى وأقدم سلالات الخيول في العالم وهي معروفة بمزاجها الجيّد وذكائها ويمكنها تحمّل السفر لمسافات طويلة.. لكنها الآن حبيسة المجاعة.

تسببت الحرب المستمرة منذ ست سنوات في مقتل عشرات الآلاف وتشريد 4 ملايين ، ودفع اليمن إلى حافة المجاعة.. الخيول الأصيلة الثمينة لم تسلم من تلك المجاعة وهي أحد ضحايا تلك الحرب.
وقال مهدي: "كل الخيول هنا جائعة وفي حاجة ماسة للغذاء والرعاية الصحية".

تواجه جميع الخيول البالغ عددها "135" في نادي الفروسية درجات مختلفة من سوء التغذية ونقص الأدوية، تبدو نحيفة ومعرّضة للمرض بسهولة وتخشى من نهاية تنتظرها.
وقال محمد عبد الله الطويل، فارس بالنادي، إن ما لا يقل عن 50 خيلاً نفقوا حتى الآن منذ بدء الحرب والحصار، وماتت بعض الخيول جراء القذائف وبعضها مات بسبب الأمراض.

وأبدى "محمد الطويل" قلقه من أن تؤدي الكارثة المستمرة إلى "انقراض الخيول اليمنية الشهيرة".
تتجول الخيول والمهور يوميًا، في ميدان نادي الفروسية وتحاول أن تجد أي شيء تأكله بين الحصى والرمال.. لكنهم يعودون دائمًا إلى مستقرهم بمعدة فارغة.. كمية صغيرة من البرسيم الجاف هو كل شيء يُمكن أن تحصل عليه الخيول في النادي.

وقال الطويل: "قبل الحرب كانت الخيول تحصل على ثلاث وجبات يوميا. أما الآن فكل حصان يحصل على وجبة واحدة يوميا" مضيفاً أن الفحوصات الطبية المنتظمة التي يقوم بها الأطباء البيطريون توقفت تمامًا.
وطالب العاملون بالنادي المجموعات الخيرية لمساعدة الخيول العربية اليمنية الثمينة، مؤكدين أن الخيول الأصيلة هي إرث عظيم من تاريخ البلاد.

وقال الطويل "نناشد الجهات المعنية والمنظمات الدولية والجمعيات الخيرية أن تمد يد العون ومساعدة الخيول التي هي فخر وطني وتراث وطني".
ومما زاد الطين بلة أن نادي الفروسية نفسه يواجه الآن خطر الإغلاق لأنه استنفد أمواله ولا يمكنه دفع الإيجار.

وقال محمد القملي ، مدير النادي ، لوكالة أنباء "شينخوا" ، إن النادي مُنح شهرين لدفع الإيجار أو الإغلاق.
وقال القملي "في يوم من الأيام سنجد الخيول اليمنية الأصيلة في الشوارع".

ترجمة "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى