مركز الحصن لذوي الاحتياجات الخاصة: الحروب أوجدت 100 حالة توحد بين أطفال زنجبار وخنفر

> تقرير/ عبدالله الظبي:

> بلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة الحصن بمحافظة أبين، وفق تقديرات مركز الحصن لذوي الاحتياجات الخاصة، قرابة 300 حالة تحتاج إلى رعاية وتوفير مساعدات طبية وتدخلات علاجية وجراحية.
وفي محافظة أبين التي عانت كثيرا من جحيم الحروب والصراعات تزداد معاناة المواطنين لا سيّما في ظروف اقتصادية صعبة وانهيار سعر العملة وشحة فرص العمل.

والمعروف أن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة مصطلح يتم استخدامه لتسمية الأشخاص الذين لا يستطيعون أن يمارسوا حياتهم بالشكل الطبيعي بسبب الظروف الصحية التي تعيقهم ويتحاجون دعما وخدمات خاصة تتناسب مع ظروف إعاقتهم مقارنة بأشخاص طبيعيين، كما يحتاجون دعما معنويا أكبر يمكنهم من تجاوز ظروف إعاقتهم.
مفيد صالح حسين عبدالله بن هيثم رئيس مركز الحصن لذوي الاحتياجات الخاصة
مفيد صالح حسين عبدالله بن هيثم رئيس مركز الحصن لذوي الاحتياجات الخاصة

مركز الحصن لذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة أبين، وتحديدا في منطقة حصن بن عطية وضواحيها، تأسس في العام 2018م كضرورة ملحة بجهود ذاتية، وبدعم من الأيادي البيضاء، ويشمل المركز أربعة أقسام لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي قسم الحضانة، وقسم التدليك، وقسم متلازمة داون، وقسم الإعاقة الحركية للذين يعانون إعاقة بسبب فقدانهم أحد الأطراف.

وبسبب نتائج الحرب الكارثية وتزايد أعداد حالات التوحد بين الأطفال في المنطقة تم مؤخرا افتتاح فرع للمركز في جعار لأطفال التوحد، وذلك نتيجة لوجود عدد كبير من أطفال التوحد في المدينة.

جهود ذاتية
يقول مدير المركز، مفيد صالح حسين، في حديثه لـ "الأيام": "مركز الحصن لذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة أبين منطقة حصن بن عطية وضواحيها تأسس بجهود ذاتية وبدعم من الأيادي البيضاء، وقد تم افتتاح فرع للمركز في جعار لأطفال التوحد، وذلك نتيجة لوجود عدد كبير من أطفال التوحد في جعار".

وتابع حديثه قائلا: "يقدم المركز، بإمكانيات شحيحة، خدمة العلاج الطبيعي للتخفيف من معاناة بعض حالات ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال التأهيل وتدريب فئة الإعاقة الحركية، وذلك بفتح فصول محو الأمية للمعاقين الذين لم يلتحقوا بالتعليم الأساسي، وكذا تأهيل وتدريب أطفال متلازمة داون و(المنغولي)، وهناك فرع للمركز بمدينة جعار لأطفال التوحد وباستطاعة هذا الفرع استقبال أطفال من جميع مديريات محافظة أبين بسبب وجوده في وسط المنطقة".

تأهيل 41 كادرا في المركز
وأضاف: "يوجد كادر متخصص في مجال التوحد، وقد تم تأهيل الكادر من قبل الأمانة العامة للمجلس الانتقالي، فقد درب فريق من جمعية أطفال عدن التوحد 16 متدربة في المرحلة الأولى، وبعد ذلك سعى المركز وبجهود ذاتية وبدعم من الأخ يزيد صالح متاش إلى تأهيل وتدريب 20 امرأة. كما يعمل المركز جاهدا لتأهيل 5 اختصاصيات لتدريب معلمات".

صعوبات
وأشار مدير المركز إلى كثير من الصعوبات التي واجهها مركز الحصن لذوي الاحتياجات الخاصة، منها المواصلات والأثاث، وكذلك البنية التحتية في فرعي المركز وقال: "نحن نعمل بحسب الإمكانات المتاحة، والمركز يواجه صعوبات في تمويل برنامج التدريب".

دعم شحيح
وتابع مدير المركز حديثه إلى الصحيفة قائلا: "الدعم الذي تقدمه السلطة المحلية للمركز محدود وشحيح جدا ولا يتجاوز 400 ألف في السنة، وهذا المبلغ لا يكفي لشراء وسائل تعليمية لأطفال التوحد".
وأضاف: "إيجار المركز شهريا 100 ألف ريال وقابل للزيادة، والمنظمات الدولية والمحلية لم تساعدنا في تقديم أي دعم".

وقال مدير مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بالحصن: "بسبب ما تعانيه محافظة أبين بشكل عام من ويلات الحروب يبلغ عدد المعاقين من جميع الفئات العمرية لكل المناطق التابعة للمركز قرابة 300 حالة في مناطق الحصن والرواء، حلمة، الميوح، ساكن طبيق، الرميلة الغربية والشرقية، ملحة وجبل لحبوش، وعرشان".

وأضاف: "أطفال التوحد حسب الإحصائيات الأولية 100 حالة في خنفر وزنجبار والرقم قابل للزيادة، وهذه الفئة بحاجة إلى مساعدة مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل ومكتب التربية والتعليم".

واختتم حديثه بالقول: "أتقدم بالشكر والتقدير للأخ محمد قايد الشاعري المدير التنفيذي لصندوق المعاقين (عدن، لحج، أبين، الضالع، وشبوة)، على اعتماده لميزانية تشغيلية للمركز بدءا من العام الجديد 2021م، كما أثمن جهود الشيخ أمين حيدرة أبو أسامة، على دعمه السخي للمركز، وأيضا الشيخ جلال صالح بن هيثم والشيخ يزيد صالح متاش والشيخ حيدرة دحة مستشار محافظ محافظة والشيخ ناصر المنصري مدير عام مديرية خنفر الذين يسعون جاهدين في مساعدتنا لتحسين سير العمل في المركز".

وأضاف: "وفي الأخير أشعر بالاعتزاز والفخر وأقدر عاليا جهود الفريق، خصوصا النساء المتطوعات، وكذلك الهيئة الإدارية للمركز وكل من يعمل على فعل الخير ومساعدة شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأناشد الجميع مد يد العون والمساعدة لهذه الشريحة، حتى تصبح عناصر فاعلة في المجتمع".

ظروف صعبة
من جانبها قالت أروى محسن، إحدى اختصاصيات (التوحد) في مديرية خنفر: "أشكر صحيفة "الأيام" على التفاتتها الكريمة وتسليطها الضوء على هذه الشريحة من المجتمع، فنحن في مركز الحصن لذوي الاحتياجات أعددنا عشر معلمات يعملن بشكل طوعي لخدمة هذه الفئة الموجودة في منطقة الحصن وضواحيها، ويشمل مركز الحصن مختلف الإعاقات، وحاليا تم فتح فرع جديد في مدينة جعار، وهذا الفرع هو قسم (طيف التوحد)".

وأضافت: "نحن نقدم ما بوسعنا لهذه الفئة بالرغم من إمكاناتنا الشحيحة، فتحنا صفوفا دراسية لتعليم المعاقين الذين لم يلتحقوا بالمدارس، وللأسف كثير منا يجهل دور طيف التوحد بعد تدريب 16 اختصاصية لتدريب الأطفال وتعديل سلوكهم وتنمية المهارات لأطفال التوحد ودمجهم في المجتمع، وأيضا في المدارس".

وقالت الاختصاصية أروى محسن: "نتمنى من منظمات المجتمع المدني والسلطة المحلية في المديرية أن يلتفتوا لهذه الشريحة المهمة في مديرية خنفر، ونحن أيضا نطالب الجهات المعنية بتوفير مبنى لهذه الفئة ومد يد العون لهم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى