رمي المواليد في عدن ظاهرة تلقى استنكارا مجتمعيا وتحركا أمنيا

> تقرير/ آسيا أمين قاسم

>
الخوف من البشر لا من الله..
مدير شرطة كريتر: أجهزة التحري لدينا متيقظة وعلاقتنا بالأهالي طيبة
القسوة تجاه الغرباء قد تكون مبررة في بعض الأحيان، لكن في وقتنا الحاضر قست قلوب البشر بطريقة مفزعة توحي بأنهم أصبحوا مخلوقات متوحشة في ثياب بشرية.. استشرى الجمود وانطفأت الرحمة في مجتمع ليس له إلا لطف الله منجيه، فرمي الأطفال حديثي الولادة إذا ما أصبح ظاهرة فهنا نقول على الدنيا السلام.

المجتمع العدني شهد حوادث رمي الأطفال حديثي الولادة في أوقات ماضية، لكنها كانت نوادر قلما تحدث وتتكرر بين فترات متباعدة، وحدوثها يصدر ضجة في المجتمع وفزعاً واستنكاراً واشمئزازاً من قبح الذنب، إلا أنه مؤخراً بات يشهد تكراراً لحوادث مماثلة حتى باتت "ظاهرة" تدمع لها العين في صمت فيما يتلقى العامة الخبر في خضم يومهم بكل أريحية وبكامل التقبل، وذلك لكثرة سماعهم ومشاهدتهم لهذا الجرم البشع. وفي هذا الخصوص أجرت "الأيام" متابعة لهذا النوع من القضايا مع مدير عام شرطة صيرة العقيد نبيل عامر وخرجت بالتالي:
مدير شرطة كريتر، العقيد نبيل عامر
مدير شرطة كريتر، العقيد نبيل عامر

"بداية يجب التنويه بأن ظاهرة رمي الأطفال هي دخيلة علينا كمجتمع عدني، فحسب التاريخ لم يعرف الشارع العدني حوادث مشابهة، كما أنها ظاهرة خطيرة وغير مستحبة عند الله سبحانه وتعالى فهو الرحمن الرحيم"، هكذا عبر عامر عن رأيه حول هذه الظاهرة المرفوضة دينياً ومجتمعياً.
وعن الحالات التي سمعنا عنها مؤخراً وتناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي أوضح: "استطاعت شرطة كريتر ضبط حالتين، امرأتين أقدمتا على رمي الأطفال، وتمت إحالتهما إلى النيابة، وهناك حالة ثالثة لا تزال قيد البحث والتحري".

وقال: "لدينا أجهزة تحري في قسم شرطة كريتر، وعند استلام البلاغ قمنا بتوزيع أجهزتنا للتحري والمتابعة في نفس المكان الذي تم وضع الطفل فيه، وهذا بالتعاون مع سكان الحي. كنا على استعداد كامل وقتها، وكان الشارع متجاوباً معنا، ويتعاون معنا نتيجة رفضه لهذا الفعل، فالسكان هم من يقوموا بإبلاغنا عن أي حادثة مماثلة، ونحن بدورنا نعمل على ضبط الأم والتحقيق في القضية حسب القانون، ومن ثم إحالتها إلى النيابة".

وكشفت التحقيقات والأدلة القاطعة التي كانت لدى أجهزة الشرطة في الواقعتين سواء طفل الخساف أو مستشفى الصين عن هوية الأم ومن ساعدها على ارتكاب الفعل، حيث لم تستطع المرأتان نفي التهمة بعد مواجهتهما بالأدلة.
وعن أصل الجريمة قال عامر: "حاولنا خلال التحقيقات الكشف عن هوية الأب ،لكن الأم التي حملت بطفل غير شرعي وأقدمت على رميه لم تعطنا أي معلومات أو إفادة حول ذلك.

وتابع: "هذه الظاهرة لا تحتمل البحث عن مبررات لقبولها أو الرضوخ لها كأمر واقع مهما كانت الأسباب، أولاً هي محرمة شرعاً، وليس هناك ما يجبر الفتاة على قبول أمر كهذا مهما كانت الظروف المعيشية أو الأسرية التي تمر بها".
ووجه مدير شرطة كريتر مناشدة للنساء هي أقرب للتوسل رفقاً بحالهن، بأن يتمسكن بحقوقهن الشرعية وأولها الزواج الشرعي، وأن ينأين بأنفسهن عن الرذيلة والوقوع في المحظور واتباع الهوى ومسايرة للذئاب البشرية.

وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة كشفت عن الفجور المستور والقسوة الدامية، إلا أنها بالمقابل أظهرت لنا معدن العدني المشترب بالإنسانية المغمور بالرحمة والشفقة المتجسد بالإحسان والعون، فبعد العثور على الأطفال الذين تم رميهم في الشارع أفاد عامر أنه تم تبني طفلين من قبل فاعلي خير، "أراد الله لهؤلاء الأطفال أن يأتوا إلى الحياة بهذا الشكل وعن طريق هؤلاء الأبناء والأمهات، المجتمع هنا يقول كلمته ويحتضن الطفل ليربيه تربية حسنة بعيداً عن أمهاتهم، ولا يحاسبهم على ذنب لم يرتكبوه".

ولا يمكن إغفال الدور الفعال الذي لعبته أجهزة الأمن خاصة في مديرية صيرة سواء في قضايا الأطفال أو غيرها من القضايا، حيث قال مدير الشرطة: "نحن كأجهزة أمن نعاهد الله، ونعاهد قيادتنا في أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي الذي يشرف على متابعة سير العمل في الجانب الأمني في قسم شرطة كريتر أو في الأقسام الأخرى، أننا نعمل على مدار 24 ساعة بكل الأقسام وحسب الهيكل المنزل للعمل ومتابعة ومحاربة كل الظواهر سواء كانت هذه الظاهرة التي نتحدث عنها اليوم أو غيرها التي تخل بأمن واستقرار العاصمة عدن".

وأضاف أن علاقة أجهزة الأمن بالشارع والارتباط المباشر بالمواطن هو ما سهل عملهم" هو القوة لنا بعد الله سبحانه وتعالى، بفضل شيوخنا وأئمة المساجد وعقال الحارات ورؤساء اللجان في الأحياء نجحنا في ضبط الأمهات اللواتي رمين الأطفال، ويساعدنا المواطن في كثير من القضايا ونحن بالمقابل حريصون على أن تبقى عدن مدينة آمنة مستقرة وسنبذل مزيداً من الجهود لتقليص الجوانب السلبية ونبقي على الإيجابيات، فهذه المدينة تستحق منا كل الجهد".

وأكد عامر خلال حديثه لـ "الأيام" أن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تظهر المخفي وتوصل مجريات الأحداث وهموم في الشارع بسرعة كبيرة، مشيراً إلا أنهم كجهاز أمني يتقبلون النقد البناء الذي يرفع من معنوياتهم، ويشحذ هممهم لبذل جهود أكبر.

وقال: "إن الإنجازات التي تحققت في مديرية صيرة هي بفضل جهود جميع أفراد القسم وقيادته الممثلة بقيادة المنطقة التي تتابع معنا القضايا، وبالتنسيق مع قيادة السلطات المحلية والمحافظ أحمد حامد لملس، ومدير أمن عدن مطهر الشعيبي أنجزنا الكثير، حيث تشهد مدينة كريتر والنقاط الأمنية وقسم الشرطة استقراراً أمنياً ملحوظاً".

وظهرت جهود أفراد قسم شرطة كريتر لاستتباب الأمن في محاربة الظواهر المزعزعة للسكينة منها ظاهرة السرقة والتسول وتعاطي الحشيش والترويج له ورمي الأطفال حديثي الولادة مؤخراً، ما شكل نوعاً من الهدوء والاستقرار نسبياً في المدينة والاطمئنان، فهناك متابعة واهتمام بقضايا المجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى