عصامية الوحيشي في عدن "الكوزموبوليتنية"

> عدن «الأيام» خاص:

> أصدر السفير د. أحمد سالم الوحيشي، كتيباً بعنوان (عصامية الوحيشي في عدن – الكوزموبوليتينية) يتضمن تعريفاً عن سيرة ومشوار حياة الشخصية الوطنية والاجتماعية، الحاج سالم صالح الوحيشي، منذ نشأت عائلته كمعظم العائلات العربية والبسيطة في جنوب غرب الجزيرة العربية في حقبة الاستعمار المتخلفة.

يقدم المؤلف أسبابا جعلت من الحاج سالم الوحيشي يتخذ قراره الحاسم في الهجرة كبداية مغامرته وتحدياته أسوة ببقية أبناء جلدته بحثاً عن لقمة العيش التي لم يجدهما على أرض وطنه المتخلف في الريف والمحتل في المدينة.

وقال د. أحمد الوحيشي في كتيبه عن بداية انطلاق الحاج سالم الوحيشي في رحلته من الريف إلى المدينة في البحث عن الذات ولقمة العيش منذ بداية انتقاله ووصوله إلى عدن عمل في مطعم لجمع تكاليف رحلته البحرية إلى الساحل الأفريقي، وتوجه إلى إرتيريا التي كانت جزءاً من إثيوبيا إبان الاستعمار الإثيوبي، كما تناول المؤلف في كتيبه هدف اختياره لإرتيريا كان في البحث عن مكان قبر مرقد والده صالح، والبحث عن تركة أبيه التجارية هناك، والتي لا وجود لها، وخلال تجواله في اسمرا تحصل على فرصة عمل واستقر به الحال هناك.

ذكر المؤلف جانب من مشوار كفاح ومعاناة الحاج سالم واثنين من إخوانه منذ مكوتهم في أسمرا إبان فترة الحرب العالمية الثانية، وتلاشى دور الإيطاليين وهزيمتهم في الحرب على يد الحلفاء، ومغادرتهم أسمرا بسبب الدمار التي لحق بها، وعجزهم عن إيجاد فرصة عمل، ومن ثم عودتهم إلى عدن في منتصف الأربعينيات من القرن العشرين، ووصولهم ميناء عدن وما شاهدوه من تطور وازدهارها.

كما يشير المؤلف إلى أن الحاج سالم كان أحد المحركين للأعمال التجارية من بين إخوانه، وعلى الدوام كان يبحث عن الأفضل في مسيرة حياته بروح المجازفة والتحدي للنظام الاستعماري في عدن منذ خوضه مع إخوانه غمار التجارة، ولم يمتلكوا المال إلا القليل مما عادوا به من المهجر، وتدرجوهم في العمل بين مختلف المهن بدءاً من تصريف العملة كخطوة متقدمة واختيارهم في مهنة استيراد البضائع، وكذا في مهنة قطع الغيار والمكائن المستعملة وامتلاكهم مستودعاً لخزن البضائع، حتى بدأت تجارتهم تتوسع وتتطور بشكل سريع.

ويسرد الكاتب سيرة حياة الحاج سالم الوحيشي بالقول "كانت عطرة، وبالرغم من ثراء عيشه إلا أنه لم يتنكر لريفه وللمكان الذي ولد فيه وترعرع ولم يتنكر لماضيه المؤلم، ويتميز بصفاء النية، كان رجلاً للخير يمد يده لكل من حوله متأهباً لتلبية الطلب وحاجة القريب والغريب بكل رحابة صدر، كان عصامياً وأباً لأحد عشر فرداً ثمانية أبناء وثلاث بنات، لم يظلم أحداً، مخلصاً بعمله، بالكرم والشهامة، ومندمجاً في تعامله مع مجتمع عدن الكوزموبوليتي متعدد القوميات وساعد ذلك تعلمه وإتقانه للغات عدة، منها الإنجليزية والإيطالية والهندية والصومالية والأمهرية، إلى جانب أنه كان حريصاً بتقديم الهدايا لأصدقائه من مختلف الأعراق في مناسباتهم الدينية".

ويختم المؤلف كتيبه عن دور الحاج سالم الوحيشي دوره السياسي والثقافي بالقول: "كان له حضور لافت لكل الفعاليات على اختلاف أنواعها السياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية، ومشاركاً في أنشطة مختلفة، ومساهما بشكل جدي. كل تلك الأنشطة بأوجهها المختلفة، وكان وطنياً في دعمه وجهوده لنيل الاستقلال، وكان عضواً في الاتحاد الذي تزعمه أحمد النعمان ومحمود الزبيري وآخرين، وكان داعماً للجبهة القومية وجبهة التحرير في كفاحهما لنيل الاستقلال".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى