مشروع النهضة!

> منذ سبع سنوات عجاف قال الرئيس: لن نتراجع إلى الخلف سنمضي إلى الأمام، و من يومها ونحن، ولله الحمد، ننهض ونهرول إلى الأمام، ولا أجدعها نظام عالمي يوقف مشروع نهضتنا.

* كأنكم تتبرمون من كلامي، و تمارسون لعبة تقطيب الحواجب، لكنني أؤكد لكم وأنا في كامل قواي العقلية أننا بالفعل ننهض للأمام ولا نتراجع للخلف.

* ألا ترون أن الأسعار نهضت بصورة ليس لها مثيل، وأنها كل ثانية تحطم رقما قياسيا عالميا، حير أساطين الرياضيات والحساب والجبر والهندسة المخروطية، وما أكثر (الخراطين) الذين يهندسون للنهضة الخارقة التي نعيشها صوت وصورة.

* الريال اليمني أيضا تأثر برياح النهضة، فأخذ ينهض من سباته وركوده ويطير على بساط النهضة الحديثة، ليصل منسوبه في البورصة الاقتصادية إلى رقم مخيف، بدليل أن البنك المركزي لم يعد يمتلك وسائل خارقة لخفض سرعة انطلاقته في عالم العملات، ولم يعد قادرا على كبح جماح نهوض الريال أمام بقية العملات الورقية الصعبة والسهلة.

* يمكنكم رؤية هلال النهضة الحديثة في الطوابير الطويلة التي لم نر لها مثيلا في العصر الحديث، فالمواطن من صبح ربي ينهض ليحجز له في طابور الروتي أو طابور الغاز والبترول، وهناك أيضا طابور القات، و طابور الإغاثة الذي لا يخلو من لؤم حقيقي في غاياته وأهدافه، نهضة على كيف كيفك أفقدت المواطن الغلبان كل (فيوزاته).

* الكهرباء أيضا بنت ناس، فقد قررت أن تساير النهضة وتكون عونا للمواطن، كيف؟

تخرج الكهرباء عن الخدمة كليا لأنها لا تود أن يعيش المواطن في نعيم الإنارة، فينام متأخرا، ولا يستيقظ مبكرا للحاق بطوابير النهضة اليومية، قرار انطفاء الكهرباء قرار عاطفي جدا ورومانسي حالم، يتماشى مع النهضة التي نستظل تحت شجرة شرعيتها المباركة.

* والتجار قلوبهم عليك، يرفعون سعر دواء النامس حتى تظل مستيقظا وعيناك مفنجلتين، فلا يفوتك مشهد من مشاهد النهضة اليمنية الحديثة التي تحبس الأنفاس وترهق الأجناس.

* وعندما تذهب لاستلام راتبك الشهري كل أربعة أشهر يخصم المحاسب من راتبك الثلث، فلا تقلق أو تتبرم وتثور، لأنه عندها يقوم بتحديث بياناتك في كمبيوتر النهضة، و يعلمك كيف (تفحط) من دوامك في العمل لمراقبة تداعيات النهضة ثانية بثانية.

* و حاشا وكلا أن تكون الوديعة السعودية قد تبخرت من البنك المركزي، و كأنها على علاقة بجن سليمان، فتلك الوديعة في الأصل تدوير لنهضتنا المباركة، فعندما تم تهريبها وغسلها بالليفة والصابون، فالهدف كان تحرير النهضة من الهواية المحلية والانتقال إلى رحاب الاحتراف الخارجي، حيث بنوك إسطنبول والقاهرة، بدليل أن القاهرة بالذات اتسعت فيها رقعة العقارات اليمنية بصورة جعلت نهضتنا تحت مجهر عين الحسود التي فيها عود، ومن أبرز نتائج نهضتنا في الخارج أن أكبر تاجر دجاج حاليا في بر مصر و الشام يمني، وهذا إنجاز كبير يحسب لنهضتنا المعاصرة في زمن الحرب وكورونا.

* الرئيس قال إننا ننهض ونمضي إلى الأمام، لكن المفاجأة التي لم تخطر على باله و لا على بالنا أن النهضة طارت من إسطنبول و طهران إلى كهف (مران)، فظهر (الإمام) معتمرا طاقية ولاية الفقيه في عز الظهر!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى