واقع مكتب الثقافة والمسرح الوطني بأبين نتاج منهجية طمس

> تقرير/ عبدالله الظبي :

> هي مدينة تزخر بموروث ثقافي متنوع وغني ضارب في عمق التاريخ، أبين الشامخة تلك المحافظة مترامية الأطراف متميزة التراث غزيرة الثقافة التي لم تسلم من الاعتداءات السافرة من قبل نظام الحكم السابق الذي سيطر على الجنوب عام 1994م، ومنذ ذلك الحين ظل رجال الثقافة في أبين يقاومون العاصفة للإبقاء على تراث مدينتهم وموروثها الشعبي قدر الإمكان وحسب الإمكانات البسيطة المتاحة.

الأيادي الآثمة التي طالت أبين نفذت اعتداءات مختلفة الأشكال متفقة المنهج، إلى أن جاءت حرب عام 2011م التي دارت رحاها في أبين ودمرت ما تبقى من بنية تحتية لأصول مكتب الثقافة هناك، حتى المبنى الذي كان مسرحا للفعاليات الثقافية والمناسبات الوطنية لم يسلم هو الآخر من التدمير. والموجع أنه ظل ركاما على حاله حتى اليوم يظهر كأطلال عفى عليها الزمن، فيما صَعُبَ على الحكومة المتلاحقة والسلطات المحلية للمحافظة منذ عشر سنوات رؤية وضعه المزري، ومحاولة انتشاله وواقع الثقافة في المحافظة بشكل عام، رغم مناشدات القائمين على مكتب الثقافة التي لم تلقَ آذانا مصغية للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من تراث أبين العريق.

"الأيام" نزلت إلى مبنى مكتب الثقافة والمسرح الوطني والتقت مدير مكتب الثقافة وبعض موظفي المكتب الذين أبدوا حسرتهم على ما حل بالمكتب والمسرح الوطني، وما آلت إليه أوضاع أبين الثقافية.

أ.حسين بامطيرة
أ.حسين بامطيرة
مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة أبين أ.حسين بامطيرة قال إن "مكتب الثقافة كان يعاني عددا من الصعوبات فالمحافظة، للأسف كانت منكوبة ثقافيا منذ العام 2011م إلى العام 2016م، بعدها بدأ الوضع الثقافي والفني يتعافى وذلك من خلال التنسيق مع قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ أبوبكر حسين سالم، حيث تم المشاركة بعدد من الاحتفالات الوطنية والمهرجانات التي نظمت في العاصمة عدن، مشاركتنا في تلك الفعاليات مثلت الخطوة الأولى في طريق العودة والانتعاش للجانب الثقافي".

وعن مبنى الثقافة قال: "نحن اليوم بعد إخراج المقتحمين من المبنى نزاول العمل منه، لكن هناك الكثير من الأشياء يفتقر إليها المكتب، فهو بطبيعة الحال بحاجة لإعادة تأهيل وترميم وتأثيث، أما المسرح الوطني فقد كنا في السابق نعول عليه في الأنشطة الثقافية والفنية، إذ كان سببا لاستمرارية الحياة الثقافية في المحافظة لكنه مهمل منذ 2011م".

وناشد بامطيرة رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة والسلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات المهتمة بالجانب الثقافي التدخل والمساهمة في إعادة تأهيل المسرح الوطني وبث الروح فيه.
غلام علي، أحد أعمدة الثقافة في أبين، أشار إلى أن ما تعرض له مكتب الثقافة بالمحافظة والمسرح الوطني يعد تدميرا لبنية أبين الثقافية، وذلك لما كان يمثله المسرح من أهمية في مختلف المناسبات والفعاليات الثقافية والفنية حتى اجتماعات الدولة.

وأضاف: "تعد محافظة أبين منبع الفن والثقافة، ومن أهم ما يميزها التنوع الثقافي بين مديرياتها، على سبيل المثال تشتهر أبين بالرقصات الشعبية المتعددة، فرقصة الدحيف الشهيرة خاصة بأبناء شقرة الساحلية، فيما هناك الشرح والبدوي وغيرها من الرقصات المعروفة على مستوى الوطن".

وأوضح في سياق حديثه لـ "الأيام" أن مكتب الثقافة اليوم بقيادة حسين بامطيرة يحاول النهوض ونفض الغبار من خلال المشاركة في تنظيم الفعاليات والاحتفالات الوطنية سواء داخل المحافظة أو خارجها، مناشدا الجهات المعنية الإسراع في إعادة وجه أبين الثقافي إلى الواجهة وبذل الجهود للمحافظة على تراث هذه المدينة الصامدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى