طريق ساحلي مغلق وطريق صحراوي التفافي خطير يبرز التحديات أمام السلام في ليبيا

> طرابلس«الأيام» رويترز:

> لا يحتاج الليبيون الذين يتابعون عملية السلام وهي تقترب من مرحلة حاسمة هذا الأسبوع في سويسرا سوى قيادة سيارة للانتقال من جانب إلى الجانب الآخر في بلادهم ليدركوا العقبات أمام طريق الدبلوماسية.
ودعا وقف لإطلاق النار في أكتوبر تشرين الأول لمغادرة كل المرتزقة الأجانب البلاد وإعادة فتح الطريق الساحلي الرئيسي بين شرق ليبيا وغربها. لكن الأمم المتحدة قالت الأسبوع الماضي إن المرتزقة ما زالوا باقين وما زال الطريق مغلقا أيضا.

وبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون استخدام الرحلات الجوية التي استؤنفت العام الماضي بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي في الشرق، فإن هذا يعني استخدام طريق التفافي طويل وخطر عبر الصحراء.
قال عامل بشركة نقل طلب عدم نشر اسمه خشية انتقام الجماعات المسلحة "السائقون يواجهون العنف والانتهاكات. أحيانا نفقد الاتصال بالسائقين لمدة يومين حتى يمكنهم الوصول إلى مكان آمن تتوفر فيه إشارات الاتصال الهاتفي".

وقال سائق من بنغازي (24 عاما) كان ينتظر في طرابلس لتحميل حافلته الصغيرة بالبضائع والعودة إنه لا يملك سبيلا آخر لكسب قوت يومه.
وأضاف "الطريق وعر وهناك الكثير من عمليات النهب. الرحلة تستغرق يوما ونصف اليوم". وهذا هو ضعف الوقت الذي يستغرقه السائق على الطريق الساحلي.

ويكشف استمرار إغلاق هذا الشريان الرئيسي واستخدام الطرق البديلة التي تحفها الفوضى مدى معاناة ليبيا بسبب الاضطرابات بعد عشر سنوات من الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي لكنها أطلقت العنان لحرب أهلية.
وحثت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي طرفي الصراع على إعادة فتح الطريق، في الوقت الذي تستضيف فيه اجتماعات قرب جنيف لاختيار حكومة انتقالية جديدة تقود البلاد كلها وتجهز لانتخابات تجرى في ديسمبر.

وقال بلقاسم قزيط عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا الذي تأسس في إطار عملية سلام سابقة إنه يعتقد أن الدبلوماسية تمضي قدما لكن ببطء.
وقال قزيط لرويترز إن المسار السياسي بطبيعته معقد وهذا التعقيد سيستمر.

لكن بعض الخبراء في ليبيا حذروا من خطر تجدد الاقتتال مع تعثر العملية السياسية.
وقال عامل شركة النقل إن روايات الهجوم على السائقين باتت شائعة.
وأضاف "الأسبوع الماضي أوقفت مجموعة مسلحة سائقا وسرقت كل شيء، حتى جرعات العلاج الكيماوي. قطاع الطرق يستهدفون كل شيء يجدونه".

عقبات
ليبيا تعاني انقساما بين فصائل في الغرب والشرق منذ عام 2014.
وتأتي أحدث جولة دبلوماسية في أعقاب فشل قوات شرق ليبيا(الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر العام الماضي في الاستيلاء على العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

وفي مقابلات مع رويترز في الآونة الأخيرة، تبادل قادة من جانبي المواجهات الاتهامات برفض الالتزام ببنود الهدنة التي أوقفت مؤقتا الهجوم الذي استمر 14 شهرا على طرابلس.
وقال وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني صلاح النمروش، الذي رشح نفسه لدور قيادي في الحكومة الانتقالية، إن الجيش الوطني الليبي يجلب مزيدا من المعدات ويحفر دفاعات جديدة.

لكن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي في بنغازي، أحمد المسماري، حمّل جماعات مسلحة في الغرب مسؤولية انتهاك الاتفاق.
وما زالت لجنة عسكرية مشتركة تبحث بنود وقف إطلاق النار على طول خط المواجهة بين مدينتي سرت ومصراتة. والجانبان متحصنان.

وعلى جانب حكومة الوفاق الوطني قال موسى عريبى معيوف، وهو قائد ميداني محلي، إن عدم القتال منذ الصيف يظهر أن المحادثات الحالية جادة. لكنه أقر بخطر العودة إلى الحرب.
وقال "هناك عقبات، وهي السادة الذين يجلسون في الكراسي السياسية".
ويقف مقاتلوه بزيهم المموه على شاحنات صغيرة مثبت عليها مدافع مضادة للطائرات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى