عام الوقوف والاستمرار.. ما خلفته 2020 في نفوس الطلاب

> استطلاع/ هلا عمر- ملاك نبيل:

> طلاب: كورونا أضاف لنا نصف عام لمسيرتنا الدراسية زادتنا معاناة
> أحداث مثيرة ومؤثرة على كافة الأصعدة ملأت العام الماضي 2020م الذي كان عاماً استثنائياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مفاجآت وكوارث طبيعية، وأخرى مفتعلة غيرت مسارات العالم وأوقفت جريانه وحركته الدائمة على غير العادة. وأعظم ما يظهر في صورة العام هو جائحة كوفيد 19 الذي غطى على معظم الأحداث، وانهارت بفعله أنظمة دول عظماء وتعطل اقتصادها وتوقفت أعمالها وأنشطتها، ومن بين الأنظمة المتأثرة هو نظام التعليم الذي استطاعت البلدان الموسومة بالتطور التكنولوجي تلافي تأثير الجائحة عليه من خلال التعليم عن بعد باستخدام الإنترنت، بينما تعثرت الدول النامية والفقيرة، بل أصابها شلل تام ولم تستطع تجاوز العام سواء بالوقوف والانتظار.

بلادنا واحدة من البلدان التي ظلت فيها العملية التعليمية متوقفة فترة ظهور الجائحة وما بعدها، إذ إن المؤسسات التعليمية في الأساس كانت تعاني بسبب الحروب والظروف الاقتصادية البائسة التي تعيشها البلاد منذ سنوات، وما أن جاءت الجائحة حتى أنجزت على ما بقي منها.

التوقف غير المزمن الذي واجهه الطلاب أصابهم بحالة من اليأس، وخاصة في حالة عدم اتخاذ أي تدابير مسبقة لتجنب تفشي الجائحة، وجاءت العودة مكلفة ومرهقة فكرياً ونفسياً كما أنها كانت غير أكيدة بسبب أوضاع العالم، ووضع بلادنا الاستثنائي على وجه الخصوص. والطلاب هنا في مدينة عدن عادوا إلى مقاعد الدراسة بكامل شغفهم متناسين الظروف والأزمات والمعوقات، حالمين بغد أجمل يحمل ملامح جديدة مليئة بالفرح ويعوضهم عن طفولتهم وشبابهم المسروق بين صراع سياسي وأزمة اقتصادية وكارثة صحية، فهم في ذواتهم يحملون هموماً تفوق أعمارهم، منهم من يعمل أثناء الدراسة ليوفر متطلبات تعليمه، ومنهم من تشرد وتحمل ضياع الجهد، وتأتي الجائحة وتقلب كل الموازين قبل أن يعودوا إلى روتين حياتهم ساعين للتغيير ولو على مستوى شخوصهم.

"الأيام" أخذت رأي الطلاب أنفسهم عن الدراسة في عام 2020م، وطموحهم للعام الجاري وخرجت بالتالي:"خضت سنة 2020 بكل جدارة، فكنت أنزل إلى الشارع أشارك في حملات توعوية، ونشر المعقمات والكمامات، وجاهدت لإنقاذ كبار السن وذوي الأمراض المزمنة باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس".

هكذا قالت مندوبة تخصص الإذاعة والتلفزيون "قسم الإعلام" أمواج عبدالله، التي أشارت إلى أن شائعات تقول: إن الجائحة عادت تنغص عليها، فهي تتمنى أن تكمل دراستها، وألّا تتوقف بسبب الجائحة، وخاصة أن مجال دراستها في الإعلام تطبيقي.

أما ديانا سلطان فقالت: إن 2020 من أسوأ الأعوام على الإطلاق، حيث لم يستطع أحد أن يدرس بسبب الإضراب ثم الجائحة، "هناك أضرار تعود على الطالب نفسه، وخاصة أن بعض الطلاب أخذوا فكرة الدراسة بأنها عبارة عن شهادة ودرجات في نهاية العام ليس المهم محتوى عقله من معرفة ومعلومات بقدر ما يهم كيف يمكن أن يحصل على شهادة بدرجات مرتفعة".

وأضافت: "أتمنى أن يقدر الطلاب قيمة العلم في حياتنا، وخاصة أن السنوات القادمة ستكون قاسية علينا إن لم نحاربها بالعلم".
وقالت شهد عطية: "كانت 2020 سريعة جداً، وبالتالي لم يستطع الطالب استيعاب المقرر الدراسي بشكل جيد، وبالنسبة للعام الجديد أطمح أن أكمل دراستي بنجاح وتوفق، وأن أصل لما أحلم به".

فاروق مصطفى كان رأيه مغايراً، وقال إن الدراسة في العام الماضي كانت جميلة وممتعة رغم العوائق، ومنها الانقطاع بسبب كورونا. فيما فهد الجحافي، وهو طالب في كلية الإعلام بالمستوى الثالث، يأسف إن مر العام دون تحقيق أقصى استفادة في الجانبين العملي والتطبيقي، واصفاً إياه "بالعام شبه الدراسي".

فاطمة الزهراء، طالبة إعلام هي الأخرى، وترى أن التعليم الأساسي والثانوي تأثر بفعل الجائحة والإضراب أكثر من التعليم الجامعي، "لكن الحمد لله في نهاية السنة انتهى الوباء وعاد الطلاب إلى المدارس وتمت الامتحانات على خير".
وأضافت: "لا أتمنى أن تكون شائعات عودة انتشار الوباء صحيحة، ببساطة لأن بلادنا ستواجه الأمر بإيقاف الحياة، ومنها الدراسة سواء الجامعات أو المدارس، وهذا أمر مخيف. مستقبلنا سيضيع، كيف نبني جيلاً قوياً بلا تعليم، يجب أن تتم السنة الدراسية كما ينبغي وألا يحدث ما يعرقلها".

الطالبة الكاتبة كاميليا كامل أوضحت أن الدراسة تأثرت كثيراً بحكم ظهور كوفيد 19، "أشياء كثيرة فاتتنا بسبب الإجازة الطويلة، لكن نحمد الله فنظام البحوث كان بديلاً عن الامتحانات فهو حل أفضل من تعليق الدراسة علينا".
وتمنت أن يأخذ الطلبة فرصاً أكثر خلال العام الجاري يعوضون بها ما فاتهم، وأن يكملوا العملية التعليمية بأريحية دون خوف أو هلع، قائلة: "2020م كانت قاسية، فاتننا الامتحانات، لكن بفضل الله تجاوزنا هذه الفترة العصيبة بالتكاليف والبحوث والامتحانات الشفوية الصعبة".

الطالب الجامعي سالم سعيد قال إنه استطاع تجاوز العام، بينما بعض زملائه كانوا عالقين في دولة أخرى ولم يتمكنوا من إتمام الفصل.
الطالبة سلوى قالت: "أمنيتي في 2021 أن يخارجنا ربي منها مخرج خير، ولا نصدق الشائعات التي تعلن في وسائل التواصل عن توقف الدراسة وترهيب الطلاب، نريد أن نستكمل هذا الفصل على خير، ونناقش مشروع تخرجنا، نريد أن نفرح".

مها فرج تحدثت عن سبب التخويف من الذهاب للجامعة، وتهويل الأمر والإصرار على نشر شائعات عودة الجائحة: "الجامعة فقط ستنقل لكم المرض، أما الكافيهات والمولات والأسواق والمطاعم عادي".
أما فاطمة خالد تقول: "نتمنى السلام والأمن والأمان في حياتنا القادمة، ويا ليت تكون 2021 سنة خالية من الأوبئة والأمراض، ويبعدون منا القلق والخوف. نريد بناء مستقبل مشرق وجميل، لا نريد أن تتم (كلفتة) الدراسة، وخصوصاً الدراسات العلمية لا يمكن تعويضها بالبحوث والتكاليف".

"التعليم في سنة 2020 كان ضيقاً ومعقداً، فكانت تمر أيام ونتوقف عن الدراسة وتارة نرجع للدوام، كانت سنة مليئة بالمخاطر، ولاسيما بظهور فيروس كورونا الذي هز العالم أجمع، وأثر على التعليم بإقفال أبواب الجامعات والمدارس والمعاهد وكل أماكن التعليم، فكانت الدنيا شبه مظلمة، وانتشر الخوف والذعر في أوساط المجتمع، فمرت علينا السنة بحلوها ومرها، وكان المر قد غلب على الأشياء الجميلة، فكم من طالب ترك دراسته، واتجه ليبحث عن لقمة يسد بها جوعه وحاجة أسرته. 2020 حرمت أناساً من استكمال دراستهم، فكان هذا يشكل حزناً علينا، كما اشتقنا لبعض الزملاء الذين كُنا نجلس معهم لسماع المحاضرات سوياً، لكن فرقنا كورونا، وعندما سَمِعت أن الجامعات والمعاهد والمدارس ستفتح أبوابها فرحت وسررت، لأني سأعود ذلك الطالب المجتهد، ذلك الطالب الذي لا يكتمل يومه إلا بالذهابِ إلى الكلية ورؤية زملائي"

هكذا تحدث الطالب يوسف المكي عن العام الماضي وقال: "أتمنى من الله ألا تعود ثانية".
الطالب شوقي الإدريسي يقول: "2020 بالنسبة لي كانت سنة مليئة بالهموم والمشاكل. أنا طالب جامعي أدرس في قسم الصحافة والإعلام سنة ثالثة، حقيقة كانت سنة صعبة جداً لقد تعثرنا فيها كثيراً بسبب ارتفاع الأسعار، ولم يكن ينقصنا إلا أن يأتي فيروس كورونا المستجد".

وتابع: "الذي صعب الأمر أكثر بالذات علينا نحن الطلاب هو إغلاق المدارس والجامعات، وعرقل الحياة وأدى إلى طول الفترة الزمنية المطلوبة لاجتياز السنة الدراسية، نصف عام زادت في مسيرتنا الدراسية، لقد عانينا كثيراً، وكاد ينتهي مستقبلنا إلا أن رحمة الله كانت أقرب، فليس فيروس كورونا فقط ما عانينا منه، لكن غلاء الأسعار وتدهور الاقتصاد وتردي سعر الريال اليمني إلى أقل مستوى، وهذا يقتلنا أكثر ويزيد حجم المعاناة علينا، لكن أملنا بالله اكبر، ونتمنى أن تكون سنة 2021 سنة الخروج إلى بر الأمان، سنة جديدة تشفي جراح قلوبنا، وتخرج شعبنا إلى طريق الحق والصواب، سنة جديدة ومستقبل أجمل وأفضل من الأعوام التي مضت، فأملنا بالله كبير".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى