صوت الأغلبية المقهورة

> إن بين جنبي لوعة لعذاب اليمني المقهور، لا أعرف سبيلاً إلى التعبير عنه إلا القلم، وها أنا أعالج القلم علاجاً شديداً ليسعفني في حاجتي، وأقلبه ظهراً ببطن لعلّه يخفف هذه المعاناة.

فمن عجائب الأمور في وطننا اليمني أن أرى الأغلبية لا قيمة لهم، وأري الفرد هو الحقيقة الواضحة، رغم كل العبارات المنمقة، والتي تصدم أسماعنا من كثرة ترديدها، فنحن صباحا ومساءاً نصفق ونهلل للديمقراطية واحترام الفكر، وننادي بالعطاء الفكري وننادي بوحدة الصف اليمني، كل هذا جميل، لكن ما أيسر القول وما أصعب التنفيذ فلو نظرنا للإنسان اليمني في واقعه اليومي نجده مطحوناً مكبلاً بأغلال الفقر والجهل والمرض، نجده يكاد يبيع حريته من أجل لقمة العيش، وتموت القيم وتهدم الآمال وتبدد الأماني وتختلط الحقيقة بالوهم في سماء النفاق، ويصبح للحقيقة ألف لون وألف منطق وألف ثوب، مع أن الحقيقة ليست لها إلا صوتاً واحداً، وهو صوت الحق وثوب الحرية.

فمتى تعود للإنسان اليمني آدميته، وللفكر قدسيته، وللحقيقة جلاؤها وهيبتها، وللعلم أصوله، وللحياة معالمها. متى نرى الحقيقة في ثوبها العادي؟، ومتى نكف عن عبادة الفرد وإنكار القيم والمعتقدات؟ متى نكف عن ابتداع أساليب النفاق والقدرة على تحويل النور إلى الظلام؟، ومتى نكف عن ابتداع أساليب الصراع فيما بيننا البين، وننظر إلى المستقبل لنضمن لهذا الجيل مستقبلاً آمناً وحياة كريمة؟، ومتى يكف حكامنا من استبعاد الشعب اليمني وإذلاله ذلاً ملك عليه حواسه ومشاعره حتى يكاد لا يشعر بمرارته؟، وكذلك الذل إذا نزل في النفوس سلبها كل شيء؟ ومتى تكف الحكومة الموقرة عن استخدام قوتها على الشعب؟.

أخيراً إن الحياة ملك الإنسان وعزيز عليه أن يسلب منه، وأن التمتع بالحرية حق من حقوق العقول والأفكار فلا يعترض سبيلها أحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى