بعد أن وصل بايدن إلى البيت الأبيض هل يفي بوعوده تجاه اليمن؟

> عبدالله جاحب

> مؤشرات جديدة تلوح في الأفق السياسي، وترمي بظلالها على الخارطة والمشهد السياسي لليمن، والتي قد تغيير مجريات الأمور والأحداث والمعطيات في المشهد العسكري باليمن.
من المؤكد أن فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن في الانتخابات الأمريكية على حساب الرئيس الأمريكي السابق ترامب، سيشهد عواصف تغييرية في الخارطة السياسية والعسكرية في الملف اليمني.

من المؤكد أن سياسة المرشح جو بايدن ستختلف جذريا عن سياسة ترامب الذي ظل طيلة السنوات الماضية عاجزاً في إحداث تقدم ملحوظ في ملف الأزمة اليمنية، وغير قادر على وقف نزيف ودمار وخراب الحرب التي تدور رحاها طيلة ست سنوات ماضية.
ورغم كل تداعياتها الكارثية ورغم التقارير ومناشدات المنظمات الحقوقية والإنسانية، التي تضغط وتطالب برسم خارطة طريق تؤدي إلى سلام شامل ونهائي في اليمن.

بايدن مرشح الديمقراطيين قال عقب ترشحه بشكل رسمي إن إدارته في حال فوزه بالانتخابات "ستعيد تقييم العلاقات الأمريكية مع السعودية، وستنهى دعم واشنطن للحرب في اليمن، وستتأكد من أن أمريكا لا تتنكر لقيمها من أجل بيع الأسلحة أو شراء النفط".
موقف بايدن ينسجم مع موقف أغلب أعضاء الكونجرس الذين يؤيدون وقف الحرب في اليمن ووقف بيع الأسلحة للسعودية والإمارات، وخاصة بعد تزايد الضغط والانتقادات الحقوقية في اليمن، وانتهاكات الأطراف اليمنية، والتي أدت إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم.
والآن وبعد أن وصل بايدن إلى البيت الأبيض والتربع على عرش كرسي أمريكا إلى أي مدى سيفي بوعوده في رسم خارطة سلام أبدي وشامل في اليمن؟

هل يوقف بايدن الحرب في اليمن؟
يشهد الملف اليمني حراكا سياسيا مكثفا، وقد يكون من أولويات خطوات بايدن نحو ملامح الوجه الجديد لخارطة البيت الأبيض في تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط وفي المنطقة برمتها.
وأعلن الرئيس الأمريكي الجديد جون بايدن أن الولايات المتحدة ستوقف دعمها لعمليات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، لكنه تعهد بمواصلة مساعدة المملكة في الدفاع عن أراضيها.

وقال بايدن في أول خطاب له عن السياسة الخارجية بمقر وزارة الخارجية بواشنطن، إن الولايات المتحدة ستنهي دعمها للعمليات القتالية في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن. مشددا على أن هذه الحرب "يجب أن تنتهي".
وشدد في نفس الوقت على أن الولايات المتحدة ستواصل دعم السعودية ومساعدتها في الدفاع عن سيادتها وأراضيها. كما أكد الرئيس الأمريكي أن بلاده ستكثف جهودها الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية للأزمة اليمنية.

وأعلنت واشنطن، يوم 27 يناير، أن إدارة بايدن جمدت مؤقتا بعض مبيعات الأسلحة للإمارات والسعودية لمراجعة هذه الاتفاقات.

وتأتي هذه الخطوات بعد أن تعهد بايدن خلال حملته الانتخابية بمنع استخدام الأسلحة الأمريكية في العمليات العسكرية في اليمن التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية والذي تشكل فيه الإمارات ثاني أكبر قوة، علما بأن النزاع في هذا البلد العربي الفقير قد أودى بحياة آلاف الأشخاص وخلق مجاعة واسعة النطاق وأزمة إنسانية تعتبر الأسوأ في العالم.

وتولى الديمقراطي بايدن منصب الرئيس الأمريكي الـ46 يوم 20 يناير بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية على سلفه الجمهوري دونالد ترامب، الذي شهدت العلاقات بين الرياض وواشنطن في فترة رئاسته تعزيزا ملموسا خاصة في ظل توحيد مواقفهما تجاه الملف الإيراني.
وتقود السعودية، منذ مارس 2015، التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية مكثفة في اليمن دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، والتي تحارب قوات الحوثيين المدعومين من إيران.
وتقول تقديرات الأمم المتحدة إن اليمن، الذي فرض عليه التحالف حظرا بحريا وبريا وجويا، يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

أمريكا والسعودية بعد رحيل ترامب
ترقب العالم ما سوف تأول إليه العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين كبار وعملاقة دول العالم المتمثل بالمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بعد حقبة ورحيل الرئيس ترامب وبداية عهد ونظام الرئيس الحالي جون بايدن.
وقد لا يختلف اثنان على أن من المؤكد أن سياسة بايدن لن تشهد تحولا جذريا نحو السعودية، ويعزز ذلك ببعض العوامل الملموسة على تاريخ وصفحات وسجلات علاقات الطرفين على مر العصور والأزمنة الماضية.

وتعتبر المملكة حليفا تاريخيا واستراتيجيا للولايات المتحدة وتربطها بواشنطن مصالح كبيرة منذ عقود طويلة.
ولكن السيناريو الأقرب للواقع أن يمارس بايدن ضغوطات على السعودية في أهم الملفات الشائكة المجمدة في عهد ترامب وهو الملف اليمني، في سبيل إيقاف الحرب في اليمن، ووضع حلول قد تحافظ على ماء الوجه للملكة العربية السعودية، وعدم الإخلال بالعلاقة بين الطرفين دبلوماسياً وسياسيا واقتصاديا وعسكرياً.

وقد يلجأ بايدن إلى محاولة خروج المملكة العربية السعودية من مستنقع اليمن عبر تسوية سياسية برعاية أممية.
وعقّب نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الحرب في اليمن يجب أن تتوقف.

وقال الأمير خالد في سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية بتويتر: "نرحب ببيان الرئيس بايدن التي تؤكد الالتزام بالعمل مع الأصدقاء والحلفاء لحل النزاعات والتعامل مع الاعتداءات مع إيران وأذرعها في المنطقة كما هو الحال خلال الـ7 عقود، نتطلع للعمل مع أصدقائنا في الولايات المتحدة حول هذه التحديات".
وتابع الأمير في تغريدة منفصلة: "تفتخر المملكة بأن تكون الداعم الأول لليمن عبر المساعدات إنسانية وغيرها، وسنستمر بالعمل مع حلفائنا نحو رفع الوضع الإنساني وتطبيق تسوية سياسية مستقرة".
وأضاف: "تؤكد المملكة استمرار دعمها للجهود الدبلوماسية للتوصل لحل سياسي شامل في اليمن وفق المرجعيات الثلاث ودعمها للشرعية اليمنية سياسياً وعسكرياً في مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في كل الجبهات وبكل حزم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى