قضية شبوة

> الشيخ صالح فريد العولقي حمل السلاح وقاد مقاومة ضد الغزو الشمالي للجنوب.. تم تدمير منزله في عدن وتم تفجير منزله التاريخي في شبوة. وهذا لن ينكره حتى من يعاديه بفروسية لأنه ثابت ثبات جبال الكور.

من حق الشيخ أن يطالب بوحدة شبوة، فحجم شبوة سواء في مشروع الاستقلال أو في مشروع اليمننة لا يتناسب مع تضحياتها، ومن حق المعارضين له أن يطّلعوا على أهداف الدعوة وبرنامجها، ومن حقهم أن ينتقدوها وأن يثيروا الاستفهامات وأن ينتقدوا اللجنة وحياديتها أو عدم حياديتها وتأثير ذلك على عملها وتواصلها، ومن حقهم أن يعطوا رأيهم بنجاحها أو عدمه وأن وأن وأن...إلخ، لكن استهداف شخصية الشيخ استهداف لكل المقاومين الأحرار الذين قاوموا الحوثي واستهداف لشهداء سقطوا في جبهة يقودها، وإذا لم نحترم المقاومين مهما اختلفنا معهم فلن نسع المختلفين معهم لبناء الجنوب.

والشيخ حين قاوم وانهزم لكنه رغم هزيمته حجز الحوثي في الضلعة، وحين صمت وصل غزو الإخوان العلم ولم تصده أي جبهة وهذه حقيقة ثابتة أيضا، ومثلما نرفض الإساءات الشخصية له نرفض لغة المدافعين عنه الذين يوصمون من اختلف معه بالخيانة وأنهم ببغاوات تردد كلام ملقنيها وغيرها من الإسفافات في لغة الخطاب، فهل هذه اللغة ستمتن نسيج شبوة؟!

وليعلموا إن كانوا لا يعلمون أن الجروح غائرة في النسيج الشبواني بعد اجتياح الإخونج وقطاع الطرق لشبوة وصمت من كان الواجب عليه أن يتكلم، ومن تصدى للعمل السياسي عليه أن يتحمّل سلبا وإيجابا.

أما هزيمة النخبة فقد حسمها قائد لواء محور النخبة في عزان محمد البوحر فكشف الحقيقة على الهواء مباشرة بأن هزيمتها كانت بأوامر انسحاب من القائد السعودي أبو سلطان، فلا داعي للدفاع عن هزيمة بتلفون فتحميلها بن فريد أو غيره من باب الثأر الشخصي فقط. نعم له موقف صامت ما كان في حجمه ولا يجوز منه في اجتياح شبوة فهو اجتياح لا يسعه الصمت تحت أي مبرر.

ودعوته الآن لتشكيل تحالف لشبوة عمل ممتاز وعظيم إذا تحقق كما يدعو له، رغم أن أحداث ما بعد اجتياح شبوة وسّعت الشروخ وعمّقتها، ومع ذلك فالدعوة لوحدة أبناء شبوة لحماية مصالحها وندية أبنائها وفي استقلالية قرارها داخليا مطلوبة.
نعود للدعوة وحظوظ نجاحها أو فشلها.. أي دعوة تكسب حجمها وفعاليتها عندما تكون ضمن سياق وطني فما السياق المراد لقضية شبوة؟ أهي مع سياق اليمننة أم مع سياق استقلال الجنوب أم هي سياق لذاتها؟

فمقولة إن شبوة منفصلة أو أن لها قضية منفصلة عن السياقين تحتاج تفنيدا وإقناعا أولاً، إلّا إذا كان للدعوة قدرة جاسرة على فرض مشروع قضية شبوة بشكل ندّي خارج السياقين المتعارضين وطنيا في هذه الحرب: اليمننة أو استقلال الجنوب. فهل توجد المقومات لتحقيق ذلك؟ لا... ولا... ولا.
هل تستطيع الدعوة أن تفكك المليشيات الإخوانية أو على الأقل تجعل ولاءها لشبوة؟ لا تستطيع.

هذه بعض مسارات نجاح أو فشل الدعوة وهي ستفشل في مهدها وسيفشلها التمكين الذي ما قبل التراجع عن تدمير معرض شهداء شبوة وهو الجامع بين كل مكونات شبوة مهما اختلفت، فكيف ببقية النقاط؟!

إذن ما معالجات توازن قضية شبوة وجعلها خاصة لأبناء شبوة وتشارك فيها كل مكوناتها بندية ومصداقية بمعزل عن فرض الأمر الواقع لليمننة أو بمعزل عن قضية الجنوب؟ وهما السياقان اللذان يصطرعان في هذه الحرب ولن يحجب صراعهما. لا توجد معالجات إلا افتراضات إنشائية لن تتحقق كمشروع. وطالما لن تتحقق، من المستفيد منها الآن؟

الدعوات باسم المحافظات خارج سياقاتها تعطي قوى الفساد والتمكين الإخواني درعا يتخفّون خلفه، لأنهم الأقوى والمهيمنون وسيلتحقون بها ليعيدوا إنتاج أنفسهم ويشرعنوا خطابهم وقمعهم واجتثاثهم لأي مشروع يخالفهم.. فهل هذه هي قضية شبوة؟
وفي أحسن الأحوال سيكون كدعوة المرجعية الكثيرية بإشهار إقليم حضرموت، فما المقومات التي تملكها المرجعية؟... لا شيء.

إذن فإشهار الإقليم لو تم -وهو لن يتم لأن مخرجات الحوار تعسّرت ولادتها- لن يكون خارج مصالح مراكز القوى التي طالبت المرجعية بالإشهار، أي جعل المرجعية عنوانا لنقل مشروع الفساد والتمكين!! وهي مرجعية ما التفتوا لها حين تحاوروا في صنعاء عن الأقاليم، وقس على ذلك أي دعوة لا تمتلك من المقومات ما تفرض به ما تريده بل تستجدي منهم ما يريدون.

تابع الجميع كيف استغل التمكين شعار شبوة أولا لتغطية الاجتياح الإخواني لها، لأنه شعار لم يكن يملك مقومات دفاع عن نفسه، فكانوا يرددونه ويضيفون عليه (ما في البيت إلا أهله) حتى بعد أن ظهر أن عصابات اللصوص والتهريب وقطاع الطرق شاركوا في غزو شبوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى