«قزم» قهر مصاعب الحياة بشهادة جامعية وخطوات لإكمال نصف دينه

> تبن «الأيام» هشام عطيري

>
الشاب مازن زين يبلغ من العمر 30 عاماً، من أبناء منطقة الفيوش في مديرية تبن بلحج، من ذوي الاحتياجات الخاصة، قدر الله عز وجل أن يُخلق قصير القامة (قزم) من بين أفراد أسرته المكونة من أحد عشر فرداً، والذين جميعهم طبيعيون.


إعاقة مازن المتمثلة بهيئته الطفولية كقزم لم تجعله يقف حائراً، بل نسج خيوط الجهد والمثابرة في دراسته حتى أكمل الثانوية العامة ولم يتوقف عند هذا المستوى، بل واصل تعليمه الجامعي ليحقق وينال مبتغاه من الحياة كبقية أقرانه الأسوياء، ليدخل كلية المجتمع وكله أمل وتفاؤل متحدياً كل العثرات على الرغم من ظروف أسرته المادية، ليتخرج منها وينال شهادة دبلوم، تخصص إعلان وتسويق، آملاً في أن يجد وظيفة يقتات منها، وتنسيه سنوات التعب والحرمان ويؤسس فيها مستقبله، لكن الحياة استقبلته بوجه عابس، وعلى الرغم من محاولاته في تقديم ملفه أيضاً للمؤسسات والشركات الخاصة، إلا أن الأبواب تظل أمامه موصدة.


مازن مواطن عرف بدماثة أخلاقه التي فرضها على الجميع، وباتوا يتعاملون معه كشخص طبيعي دون أن يحسسوه بنظر دوني. تميز أيضاً بذكاء، بشهادة معلميه الذين درسوه خلال الفترة الماضية.

الشاب مازن محبوب لدى من عرفه، وكل من تبادل الكلام معه سرعان ما يشتاقون إليه لبداهة فكاهته التي يخفي خلفها الهموم شخص اجتماعي جنى ثمار التعب ولا يزال، بعد أن انقطعت أمامه سبل الحصول على وظيفة.

اتجه مازن إلى سوق القات للعمل، ليجد أحد الأشخاص يعمل معه في بيع القات، ويتحصل على أجرته اليومية، والتي قرر أن يحتفظ بها ويجمعها ليحقق حلمه في تأسيس منزل واختيار شريكة حياة.

تخرج من الجامعة ليعمل في سوق القات
تخرج من الجامعة ليعمل في سوق القات

وهو ما تحقق فيما بعد بعدما جمع أجرته وبمساعدة أهل الخير، واستطاع أن يبني منزله الذي ما زالت تنقصه الأشياء الكثيرة حتى يكتمل، وبدأ معها بخطوته الثانية في التقدم لخطبة فتاة من إحدى المناطق القريبة لمنطقته، وحظي من أسرتها بالموافقة والقبول مباشرة لمعرفتهم بأخلاقه العالية.

الشاب مازن زين يقف عند باب منزله
الشاب مازن زين يقف عند باب منزله

اليوم مازن، مقبلٌ على مشروعه المتمثل في إكمال نصف دينه، وهو الزواج بعد أن خطا خطى ثابتة في تشييد منزله واختيار شريكة الحياة.


للشاب مازن حالة خاصة من ذوي قصر القامة، وهناك العديد منهم اندمجوا في المجتمع إلا أنهم محتاجون لتقديم الدعم والمساعدة في مثل حالة الشاب مازن الذي يسعى لبناء حياة جديدة مع شريكة حياته لتعود ابتسامته عامرة على محياه دائماً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى