لو أسقط الحوثي مأرب!

> لو أسقط الحوثي مأرب فو الله إن سقوطها سيؤلم كل حر شريف، فلا يحس بمرارة الانكسار إلا من خبر مقاومة الحوثي وفقد أعز رجاله فيها، لو سقطت مأرب الأرض والرجال فسنستميح لهم العذر، فألوية الشرعية ما بين الهيمنة على شبوة أو التحفّز لغزو عدن أو أدمنوا الارتخاء في حضرموت الوادي ومأرب تخوض أقسى معركة، وخيارها بين هزيمة وسقوط بيد الحوثي، أو انتصار تدفع فيه الجزية للحوثي وكلاهما مر.

لو أسقط الحوثي مأرب فلا عذر للتمكين الإخواني الذي ظل يبني تمكينه ويمجّد تجربته فيها ويبني ألويته العسكرية ومعسكراته ويستقدم الصحافة الدولية والوفود الدولية إليها، حتى ساد اعتقاد أن التمكين يبني قوة عسكرية وتجربة تنموية فريدة في جزيرة العرب.

لو أسقط الحوثي مأرب فإن حملات التضليل والتشهير التي يجيدونها لتزييف الحقائق ولتكميم الأفواه، وأن مأرب ستتجرع أحد الخيارين طالما وألوية الإخوان يجهزونها ليس للدفاع عن مأرب بل لاحتلال الوطن البديل لهم في الجنوب، بينما مكانها اليوم الدفاع عن مأرب فاستخدموا بديلا منها "النكف القبلي"، لإحداث ضجيج مجتمعي لعله يحرز لهم نصرا، وإن فشل فهي دماء لا تهم التمكين ولا يهتم لها.

لو أسقط الحوثي مأرب فإن تفريط التمكين في مأرب لا سواه كتفريط عبدالله الصغير وبكائه على ملك ضاع في الأندلس، ولن يحجب ويظلل ضياعها ضجيج آلتهم الإعلامية وإشاعاتهم وذبابهم الإلكتروني، وتوزيع التهم يمنة ويسرة، فمعركة تخلت فيها الجيوش عن مهمتها وأوكلتها للقبائل هي تسليم مهما كان مسماها.

ما زالت مأرب بأرضها وقبائلها صامدة ويقدّم شيبانها وشبانها ملاحم ستظل خالدة ترويها الأجيال وستروي الخزي والعار عن الذين ظلوا سبع سنوات يؤسسون جيشا فيها قوامه، كما أقر به المقدشي، قرابة سبعمائة ألف، وكما أقر به العرادة أربعمائة ألف، ومازالوا يغطّون على ضعفه وخيبته بالنكف القبلي.
لو أسقط الحوثي مأرب فإن أقبح التبريرات ما يشيعه ذبابهم بخلق أعذار لفضيحة مليشياته بأنهم بدون مرتبات... قبّحكم الله كيف؟! والتحالف صرف أكثر من 17 مليارا ثمن دجاج مليشياتكم وتقولون جيش بلا مرتبات، أين ذهبت الأموال؟!

الجيوش في المواجهات المصيرية تدافع عن شرفها العسكري، أما المليشيات فتقعد كالخوالف بحجة المرتبات، هل تساءل ذلك الجيش/ المليشيا كيف انتخى رجال بلا رواتب وجاؤوا من كل جهة وقاتلوا في مأرب ولم تنتخِ رجولة قادتهم بحجة أن راتبها مقطوع من شهرين؟! أين التمكين وأمواله التي نهبها من الإغاثات فقط طيلة سبع سنوات؟

قبلنا عذر الإخونج حين تخلوا عن صنعاء وخرجوا في حالات لا تسر أو حجبت مرورهم كرامات في نقاط الحوثي وقالوا إنهم ليسوا دولة وإن مقاومة الانقلاب مسؤولية الدولة، لكن بعد سبع سنين يعلم القاصي والداني أنهم هم لا سواهم الدولة في مأرب وغير مأرب، فكيف سيفسرون سقوط مأرب لو سقطت؟ ومن المسؤول عن سقوطها؟

لو قالوا الشرعية فالكل يعلم أن الشرعية فرعان: فرع منها وكالة للتجار لا يحسن الحرب بل النهب، وفرع منها ذراع للتمكين أيضا أثبت أنه لا يحسن سواء كان دولة أو غير دولة. حفظ الله أرض مأرب وأهلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى