في عدن ليست زفة ولكنها هفة!

> ماذا جرى لعدن وأهل عدن، وخاصة في مناسبات الأعراس والظاهرة الغريبة التي طرأت على من سكن عدن، تلك هي ظاهرة زفة العريس بموكب هائل من السيارات، محدثين ضجيجا وزحمة لا توصف، وإغلاق الشوارع لإداء رقصة في الشارع وفوق الأسفلت، وأحيانا تتوقف الحركة المرورية لأكثر من ساعه بسبب الطيش المستجد على أهل عدن.

لقد رأيت بعيني، ومررت بهكذا احتفالات أعاقت حركتنا، وأخرت عودتنا لمنازلنا لأكثر من ساعة ونصف، بينما لا يستغرق إيابنا إلى المنازل عشرين دقيقة فقط.

بل وأكثر من ذلك، قد علمت من ثقاة أن هناك من قضى نحبه بين أيدي أهله، ولم يستطيعوا تجاوز موكب لعريس، وهم في طريقهم لإنقاذ مريضهم الشاب لمستشفى ليحصل على حقنة تنجيه وتنقذه من التحسس من مضاد حيوي تلقاه، وكان أن تحسس جسمه. ولفظ الشاب أنفاسه قبل أن يوصله أهله إلى المستشفى!.

هذه الزفة دخيلة على عدن، وهي هفة بالفعل، ليس منها خير أبدا. جاء في لسان العرب: الهفة السحاب غير الممطر أي لا ماء فيه. وفي لهجتنا الهفة والرجل عنده هفة أي خفيف العقل.
كانت عدن تحتفي بالعرسان بمخادر نسائية وأخرى رجالية فقط، ولا توجد زيطة وزمبليطة من حق ذي الأيام.

والذي زاد الطين بلة كما يقال، إذا أصبحت السماء تمطر رصاص مصبوبا على رؤوس الناس، بسبب إطلاق الرصاص إلى السماء في الأعراس، وهي عادة دخيلة تنصلت عنها الأرياف، واستوطنت عدن للأسف، وعوضا عن السماء تمطر غيثا ورحمة أصبحت بأيادي المستهترين تمطر رصاصا قاتلا، وللأسف لا يمكننا
أن نقول هذا قضاء وقدر أو السماء قتلته، فهذا تعسف واستهتار، فالقاتل معروف

ولا داعي للاختباء تحت عباءة الأقدار شاءت هكذا.
الغريب بالأمر أن أئمة المساجد لا يتناولون هذه العادات الطائشة التي تتسبب

بالكوارث من حوادث سير أو قتل أبرياء من الرصاص الراجع.
عدن لم تكن تعرف هذه العادات المهلكة للوقت وللناس وللمركبات (السيارات) وللبشر الأبرياء، التي تحيل الفرحة مأتما في كثير من الأحيان.

متى سنرى تكاتفا وتعاونا مجتمعيا حقيقيا، ينطلق من شرع الله أولا ومن المساجد
بالتعليم والتحريم والتجريم، ومن ثم المجتمع من خلال اللجان المجتمعية، وتتويجا بالسلطة المحلية من المحافظة وأقسام الشرطة في عموم المحافظة، وتتواكب معها الحملة الإعلامية من الصحافة المقروءة وبقية وسائل الإعلام مرئية ومسموعة.
هل لنا أن نرى مثل هكذا حملة منظمة وصادقة ومستمرة تقطع دابر هاتين العادتين ( الزفة الهفة والرصاص الراجع)!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى