استقرار اليمن هدف إماراتي

> د. سالم حميد

> اليمن الذي فارقته سعادته يحتاج إلى تحقيق الاستقرار، وإلى سلام شامل يضمن حرية الشعب اليمني وتقرير مصيره بشكل يتناسب مع تطلعاته بعيداً عن سيطرة الميليشيات الحوثية.

أما نحن في الإمارات، فكنا ولا نزال ندعم اليمن بكل الوسائل الممكنة، فقد سبق ودعمنا عملية إعادة الأمل التي كان هدفها حماية الشعب اليمني من التدخلات الخارجية، وتكثيف المساعدات الإنسانية لليمنيين، واستئناف المبادرات الخليجية والعملية السياسية، وأيضاً التصدي للتدخلات الخارجية. فدولة الإمارات التي تدعم اتفاق الرياض وكل ما يخرج عن الاتفاقات الدولية، لا تزال تعمل على الجانب الإنساني الذي لم يتوقف منذ سنوات طويلة، بهدف مساعدة اليمنيين على تجاوز المآسي التي سببتها الميليشيات، وعلى رأسها جماعة الحوثي.

والأكيد أن الدور الإماراتي أسهم بشكل فعال في التصدي للمؤامرات التي كانت تحاك ضد اليمنيين وأوقف المخططات الكبرى التي استهدفت شعب اليمن، وكان لا بد من تلك الوقفة بمساندة وتوافق دول عربية شكلت التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

الإمارات كما ذكرت كانت وما تزال سباقة إلى تقديم الدعم الإنساني لليمن، وكان الجزء الأكبر من مهمتها في اليمن من خلال دعم وتأمين المساعدات للشعب اليمني وحماية هذه المساعدات من هجمات الميليشيات الحوثية، تلك الميليشيات التي سرقت قوت الشعب اليمني ومقدراته، وكان للمساعدات الإماراتية دور حقيقي في دعم هذا الشعب.

والملفت أن حجم المساعدات تجاوز 22 مليار درهم إماراتي. وحسب الأمم المتحدة، فقد تصدرت الإمارات دول العالم في حجم المساعدات المقدمة للشعب اليمني، وكان لها دور في دعم القطاع الصحي ومنع تفشي الأوبئة كما إعادة إعمار المدن المحررة، فقد أعيد تأهيل عشرات المشافي والمراكز الصحية، وأهلت الكوادر وأرسلت أطناناً من الأدوية في محاولة لتأمين بعض احتياجات الشعب اليمني، كما دعْم احتياجات المدارس وملايين الأطفال اليمنيين. وهنا أريد التأكيد على أن يد الإمارات البيضاء في اليمن كانت بلسماً لشفاء جراح أهل اليمن، وهذا كان الجزء الأهم في مشاركتها في التحالف العربي.

الإمارات ساهمت بشكل فاعل في منع المخططات الحوثية التي كان هدفها السيطرة على كامل اليمن وتسخيره ومقدراته لصالح إيران، حيث تم إفشال تلك المخططات بشكل كامل. فقد تقلص النفوذ الإيراني والحوثي، ولم تستطع هذه الجماعة تحقيق غاياتها وسلب إرادة الشعب اليمني، لكل ذلك هب شعب اليمن ورجاله وشرعيته في مقاومة التمدد الحوثي ودعم التحالف العربي للقضاء على هذا التمدد.

والخطر الحوثي الذي تحدثت عنه هنا ليس وهماً، وهو يهدد دول الخليج وأمنها. وهنا نشجب الهجمات الحوثية التي تستهدف أمن المملكة السعودية الشقيقة ومحاولات الحوثيين الرامية إلى إعادة التمدد. فهذه الجماعة التابعة لإيران لا تزال تحاول فرض النفوذ الإيراني في اليمن، وتستغل هذه الفترة لتحاول احتلال بعض المدن اليمنية.

ويبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن لها نظرة مختلفة للواقع اليمني وتحاول عبر المفاوضات جمع الأطراف لتحقيق السلام في اليمن.

لكن هناك أسئلة مشروعة تتعلق بمدى رغبة الطرف الحوثي في اتخاذ السبل السلمية والمفاوضات لتحقيق سلام اليمن. فالطرف الحوثي سبق وأن رفض وخرق معظم الاتفاقات، وربما تعول أميركا على صفقة شاملة تجمع إيران التي هي المحرك الرئيسي للحوثي، صفقة تعيد إحياء الاتفاقات النووية! لكن هل فعلاً ستلتزم تلك الجماعة الحوثية، وحتى إيران نفسها التي تتمدد في أكثر من دولة عربية مثل سوريا ولبنان وطبعاً اليمن؟ أما السؤال الأهم فهو: ما مصير اليمنيين في تلك الفترة التي سيتم فيها التفاوض؟ ومَن يحميهم من الهجمات الحوثية؟

"الاتحاد"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى